صحيح أن المدن تموت ولا تموت، وصحيح جدا أن بيروت ستلملم هزيمتها وتعود، وصحيح أن المدن لا تستسلم أبدا لطغاتها وملاليها وأمناء أحزابها الذين يرحلون كلهم إلى مزبلة التاريخ. إلا أن الصحيح أيضا أن المدن تموت حين تفقد بريقها، حين تفقد لونها، حين تصبح غريبة عن أبنائها، حين تجبرهم نحو الهجرة، حين تغلق دور نشرها، حين تنحط صحافتها، حين يغيب المثقفين عن آفاقها وشوارعها. وهذا هو حال بيروت، ليس مع الانفجار، بل قبله. فبيروت ماتت منذ "بطلت تكون" خيمة لمحبيها والمثقفين الهاربين إلى أفيائها من صحراء الدكتاتوريات وجمهوريات الملالي وممالك العار.
06 آب 2020