(هذه المادة جزء من ملف حكاية ما انحكت "أصوات كويرية". بإداة وإشراف المحرّر الضيف، فادي صالح، وينشر هذا الملف بدعم من مؤسسة: Hannchen-Mehrzweck stiftung)
"الاختلاف مش جريمة" جملة انتشرت على النت بشكل كبير بعد خبر انتحار سارة حجازي. كتير من السوريين استعملوها كشعار وحطوها عصفحاتن وصورن الشخصية. هاد الشي خلاني إرجع بذاكرتي لورا شوي، حاولت إتذكر إيمتا عرفت أصلا إنو في اختلاف قبل ما أعرف إذا هوه جريمة أو مش جريمة؟!
للحقيقة اتزكرت قهوة صغيرة بالشام بمنطقة معروفة كتير وبهداك المكان بلشت إطلع شوي من الدائرة الضيقة يلي كنت ربيانة فيها... عرفت ناس جداد وقرأت كتب جديده وسائب هاد الحكي كلو بفترة الثورة.
بعد فترة أنا سافرت وتركت البلد، التقيت بناس صاروا مع الوقت أصدقاء إلي... أصدقاء بينتموا لمجتمع الميم-عين السوري. بأحاديثنا يلي كانت تنحكا والذكريات يلي كانت تخفّف عننا برد الغربة أغلب الليالي، اتفاجأت إنو هديك القهوة والمكان يلي بنص البلد كانت كمان المكان يلي كانوا يجتمعوا فيه ويحكوا في عن أوجاعن وأحلامن وتجاربن.
الغريب بالقصة إنو بوقتها ولا مرة شفتن أو عرفت بوجود مجتمع كامل بفئات عمرية مختلفة وهويات جنسية وجندرية متنوعة، كان موجود ولازال موجود وحيضل موجود.
للأسف كنت بقلب فقاعة كبيرة، ومع إنها شفافة، بس كانت حاجبة عني الإحساس والمعرفة.
من كم أسبوع بيطلع الأسد عم يحكي كلمة خلال مشاركته في الاجتماع الدوري الموّسع اللي بتعقده وزارة الأوقاف بجامع العثمان... عم يحكي فيها حقائق مغلوطة وعم يجرّم الحريات الفردية. وقتا عرفت إنو أنا ربيت بهداك المكان يلي فيه رأس السلطة وحماة الديار، بس مشان تستمر سلطتن وديكتاتوريتن، كانوا يسمّموا أفكارنا جيل ورا جيل وحابسينا بقلب فقاعات مخليتنا غريبين عن بعض وغريبين عن حالنا.
يُمكن الإطلاع على أعمال الرسامة على صفحتها على إنستغرام