(ينشر هذا التحقيق بالتعاون والشراكة بين حكاية ما انحكت وشبكة نيريج)
لا تدري ريما (اسم مستعار) إن كانت محظوظة بالفعل أم لا، فعندما شنّت طائرات حربيّة غارة جويّة على بلدتها قدسيا غربي غوطة دمشق وكانت قذائف الهاون تتساقط بكثافة على المنازل، كانت المرأة ذات الثلاثين عامًا من أوائل الخارجين/ات من البلدة المحاصرة التي تقطنها عائلات ذات أصول شركسيّة إضافة إلى دمشقيين وقادمين/ات من مناطق مجاورة.
"حالفني الحظ لأنّ النظام سمح لبعض العائلات الشركسيّة بالخروج ولم يطبّق عليهم الحصار كباقي المكونات في قدسيا، لكنني أدركت يومها أنّها، ربّما المرة الأخيرة التي سأرى فيها مدينتي، وربما بلدي".
كان ذلك في العام 2014، وكان القصف الجوي على البلدة بحسب مصادر حقوقيّة، أول خرق لهدنة بين قوات النظام السوري واللجان المحليّة المسؤولة عن حماية قدسيا استمرت آنذاك لمدّة ثلاثة أسابيع، بعد اتهام الأخيرين بالمسؤوليّة عن مقتل ضابط تابع لقوات النظام.
بينما تتحدث إليّ من تركيا عبر تطبيق "الواتساب"، كانت ذاكرة ريما ترسم سلسلة من أحداث الهجرة والنزوح، أقربها نزوح أسرتها من قريتهم/ن في هضبة الجولان السوريّة قبل حوالي أربعة عقود.
تعود أكثر إلى الوراء وتتذكر قصص كانت ترويها جدتها عن تهجيرٍ إلزامي فرضته الدولة العثمانيّة في ستينيات القرن التاسع عشر على الشركس المنحدرين/ات من منطقة القوقاز كنتيجة للغزو الروسي، وانتقال أجدادها إلى ما سوف يعرف لاحقًا بـ"الجمهوريّة العربيّة السوريّة".
تقيم ريما اليوم مع أسرتها في منزل مستأجر في مدينة أنقرة، وهي اليوم واحدة من بين حوالي 15 ألف مواطن سوري من أصول شركسيّة هاجروا البلاد بحسب تقديرات تعود للعام 2017، ومازال نزيف هجرتهم مستمرًا إلى اليوم.
يعيش البقيّة من الشركس انقسامات حادة شبيهة بانقسامات المجتمع السوري عمومًا بين مؤيد/ة للنظام ومُطالب/ة برحيله، ومن يعتبر نفسه/ها واقفًا/ة على الحياد.
حياة "بلا مشاكل"
بحسب مصادر تاريخيّة، وصلت أولى مجموعات الشركس إلى سوريا في العام 1860، مع مجموعات أخرى من الشيشان والداغستانيين الذين هجّرتهم/ن الدولة العثمانيّة آنذاك. وحطّوا رحالهم في ثلاثة مناطق رئيسيّة في سوريا، هي دمشق وضواحيها (قدسيا والمهاجرين وقرى جنوب الغوطة الشرقية)، وحلب (منبج وخناصر) وهضبة الجولان التي كانت تضم العدد الأكبر منهم/ن قبل حرب 1967، فسيطر الجيش الإسرائيلي على 14 قرية شركسيّة من أصل 16، ولجأ 18 ألف من سكانها إلى دمشق.
"نهاية العام 2012 بدأ الاقتتال الداخلي بين عناصر النظام وعناصر الجيش الحرّ الذي استقر في البريقة وبئر عجم... وعندما اشتد القصف بقينا في الملاجئ لمدة 11 يومًا".
تشرح ريما أنّ الشركس الذين يتكلمون لغتهم/ن الخاصة (الأديغيّة) بالإضافة إلى العربية، "عاشوا دون أيّ مشكلات ظاهرة على السطح مع المجتمع أو مع السلطة، مارسوا/ن عاداتهم/ن وتقاليدهم/ن بحدود معقولة من التسامح من قبل النظام مقارنة بمجموعات قوميّة أخرى".
وقد بقي الأمر قائمًا حتى اندلاع الثورة السوريّة، إذ انقسم الشركس المقدّر عددهم/ن آنذاك بحوالي 150 ألفًا، سياسيًا بين النظام والمعارضة، وبدأ بعضهم/ن رحلة نزوح إلى الأردن وتركيا وإلى أرض أجدادهم جبال القوقاز الواقعة بين روسيا وأوروبا.
"ضيوف" على الحياد
سميّة (اسم مستعار) وهي امرأة متزوجة تبلغ من العمر 39 عامًا لديها ثلاثة أولاد، واحدة ممن اختاروا/ن الاصطفاف إلى جانب النظام تقول، "منذ بداية الأزمة بدأت الانقسامات في عائلتي بين مؤيد ومعارض ولكن ظلّت عائلتي على الحياد نزولًا عند تعليمات جدي مثلها مثل العديد من العائلات الشركسيّة. لكن أنا كنت من مؤيدي الدولة السوريّة وكتبت أكثر من مرة على حساباتي الشخصية تأييدًا للرئيس الأسد".
ما يهم ربما في تصريح هذه المرأة هو حديثها عن سيطرة عقليّة كبار عائلتها وأعيان البلدة على شباب وشابات العائلة، تلك العقليّة، والقول لسميّة، "تتمسك بفكرة العودة لبلد الأصل، القوقاز، وتربية الأبناء والبنات على أنّهم ضيوف في سوريا لا يجوز لهم التدخل في الشأن السوري".
رفضت سميّة تعليمات جدها تمامًا كما رفضت في البداية إجراء المقابلة، قبل أن تتراجع رغبة منها بالحديث عن بيتها الذي تركته في قدسيا وذكرياتها التي حملتها معها. غير أنّ موقف جدها "المحايد" و موقفها "المؤيد" لم يمنع الحرب من أن تصل بيتها، "فعندما بدأ النظام السوري يحاصر قدسيا بهدف طرد المسلحين منها، قررّت الخروج مع زوجي وأولادي والسكن في بيت حماي في منطقة المزّة".
الحياد لم يكن حال علي (اسم مستعار/30 عامًا) والذي تعرّض للاعتقال من قبل النظام السوري بعد اضطراره لمغادرة قرية البريقة التابعة لبلدة بئر عجم في محافظة القنيطرة جنوب دمشق، بسبب الاشتباكات بين النظام السوري وفصائل الجيش الحر.
يقول علي: "نهاية العام 2012 بدأ الاقتتال الداخلي بين عناصر النظام وعناصر الجيش الحرّ الذي استقر في البريقة وبئر عجم... وعندما اشتد القصف بقينا في الملاجئ لمدة 11 يومًا... ثمّ نزحت مع عائلتي إلى مساكن برزة في دمشق وأقمت في منزل أختي". بعد نزوحه بأشهر اعتقلت قوات النظام علي لمدة 45 يوم لسبب لا يعرفه، ثمّ أفرج عنه ضمن صفقة تبادل بين النظام والجيش الحرّ في شهر أيلول 2013.
يتقاطع حال علي مع حال محمد (38 عامًا) الذي يعيش اليوم في بلجيكا. ولد محمد لأب علوي وأم شركسيّة، لكنه يعتبر نفسه شركسيًا، إذ يقول: "والدي علوي من إحدى قرى الجولان، وأمي شركسيّة ولكن أعتبر انتمائي للشركس، وأتقن اللغة الشركسيّة وألتزم بعاداتهم وتقاليدهم".
تعرّض محمد للاعتقال نتيجة مواقفه المعارضة للنظام بداية عام 2011. ولأنّ والده ضابط في المخابرات تمكن من إخراجه بعد أسبوع من اعتقاله. لكن هذا لم يمنع محمد من الاستمرار في التظاهر، فشارك في تشييع المخرج باسل شحادة ومظاهرة "أوقفوا القتل نريد أن نبني وطنًا لكلّ السوريين"، فأصبح مطلوبا للأمن مرة ثانية، مما دفعه إلى الهرب إلى منطقة مرج السلطان التي يقطنها الشركس، جنوب الغوطة الشرقيّة.
"فجأة لم أعد بالنسبة لهم شركسيًا، صاروا يقولون لي إنّني علويّ ولست [بزاموء] وهي كلمة تعني الشركسي أو الناطق باللغة الشركسيّة".
بقي فيها حتى نهاية العام 2012 ثمّ خرج إلى لبنان حتى منتصف عام 2014، حين انتقل إلى بلجيكا وما زال يعيش هناك حتى تاريخ اليوم.
عن انقسام مواقف الشركس من الثورة، يقول محمد: "هناك طبعًا مؤيدين للنظام السوري، وقد ظهرت مواقفهم منذ بدء الحصار على الغوطة الشرقيّة ووقوع أحداث مرج السلطان عام 2012، حيث مازال كبار السن من المكون الشركسي يفضلون بشار الأسد على غيره، ويعتبرون أنفسهم ضيوفًا على البلد، فليس لهم شأن في الأحداث الجارية، في ظلّ سماح النظام لهم بتنظيم أنفسهم وتعلّم لغتهم وممارسة عاداتهم وتقاليدهم".
وجوه شركسيّة
لم يسلم محمد من مضايقات بعض أقربائه الشركس نتيجة لموقفه المعارض للنظام السوري، حيث يقول: "فجأة لم أعد بالنسبة لهم شركسيًا، صاروا يقولون لي إنّني علويّ ولست [بزاموء] وهي كلمة تعني الشركسي أو الناطق باللغة الشركسيّة. ولمّا توجهت لمنطقة مرج السلطان رفض البعض التعامل معي كي لا يتم اعتبارهم محسوبين عليّ والبعض قال لي إنّني معارض وآخرتي وخيمة".
رغم العلاقات المترابطة بين الأسر الشركسيّة المتواجدة في سوريا، يرى محمد أنّ مواقف الناس السياسيّة ليست محكومة بالانتساب إلى هذا المكون أو ذاك، والدليل بحسب قوله أنّ النخب والوجوه البارزة الشركسيّة منقسمة هي الأخرى حسب مرجعياتها الثقافيّة أو الفكريّة.
"بعضهم لا يشير إلى نفسه باعتباره شركسيًا فقط، كالمفكر الإسلامي، جودت سعيد، الذي اُعتقل على يد النظام السوري ودعا للا عنف وسلميّة الثورة، وكذلك الكاتب والمفكر الإسلامي د. وائل مرزا، وهو أحد مؤسسي المجلس الوطني، وسلوى أكسوي، نائبة رئيس الائتلاف السابق، والفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير موفق قات، الذي قدّم المئات من الرسوم الفاضحة للنظام، والتي نال عليها جوائز عالميّة، وغيرهم الكثير من الشخصيات الشركسية"، يشرح محمد.
ويتابع "على الضفة الأخرى هناك قائمة طويلة من أسماء الضباط والمسؤولين والشبيحة المحسوبين على الشركس، لعل أبرزهم ضابط المخابرات السابق والبارز وليد أباظة الذي تولى مناصب عدّة منها أمانة فرع حزب البعث في محافظة القنيطرة، ثم استدعاه النظام للاستفادة من خبرته في سحق المعارضين".
فصائل شركسيّة مسلحة
لا تقتصر الأسماء التي عارضت النظام أو والته على تلك التي ذكرها محمد. ومع تحوّل الثورة من الحراك السلمي إلى العسكرة انخرطت شريحة من الشركس في القتال المسلح، ولا سيما في القنيطرة وريف دمشق.
فتشكلت فصائل منها كتيبة "أحرار الشركس" التابعة للجيش السوري الحرّ التي شاركت في تحرير قرية بئر عجم نهاية عام 2012، بالإضافة لظهور قادة عسكريين ، كأبي أسعد الشركسي قائد كتيبة أبي بكر الصديق.
وفي هذا الصدد يقول صلاح (اسم مستعار)، وهو شركسي عاش في قدسيا وعمل ناشطًا إعلاميًا ثمّ انتقل إلى حمص ليلتقي بأبي أسعد أواخر عام 2011: "يؤسفني أنّنا نحن الشركس لا نعرف الكثير عن أمثال أبي أسعد لكننا نعلم الكثير عن مجرم الحرب وليد أباظة وابنه. كان أبو أسعد من وجهة نظري يحاول أن يقول إنّ الشركس أصبحوا سوريين ولهم في سوريا كما لغيرهم.. ومن أجل ذلك أسّس كتيبة ليبرهن وجهة نظره في ذلك".
شراكس تركيا على الخط
عندما اشتدت المعارك بين فصائل الجيش الحر والنظام السوري ضمن المناطق ذات الأغلبية الشركسيّة في دمشق والقنيطرة، تدخلت جمعيّات شركسيّة في تركيا، تحديدًا حسب المصادر، جمعية في اسطنبول وأخرى في أضنة، ساعدتا عوائل شركسيّة في الخروج الآمن نحو تركيا عبر لبنان.
"كنا نستمتع بصوت الموسيقى الشركسيّة التي كانت تُعزف في المخيم، وفي كلّ مساء نجتمع مع بعضنا إلى أن تمّ فتح الحدود بين تركيا وأوروبا في العام 2015، وقتها بدأت العائلات والأفراد تهاجر وبدأ المخيم يخلو من سكانه".
كان "علي" ممن تمّ إخراجهم إلى تركيا عام 2013 ليستقر في مخيم نذب شرق مدينة غازي عنتاب، وهو مخيّم يضم لاجئين/ات سوريين/ات من مختلف المكونات، من بينهم 200 عائلة شركسيّة، كانت الإدارة قد خصّصت جزءًا من المخيم لاستقبالهم/ن، فيما بات يعرف لاحقًا بـ"حارة الشركس".
يقول علي في هذا الصدد: "كان هناك شخص معروف بين الشركس أعلن عن رحلات إلى غازي عنتاب من مطار رفيق الحريري في بيروت، وذلك بعد خروجي من المعتقل بحوالي عشرين يومًا. الرحلات كانت للشراكس حصرًا، والمقاعد كانت محدودة وقتها".
ويتابع: "نحن نعرف هذا الشخص... لديه أصدقاء مقيمون في تركيا أصلهم شراكس سوريين يعملون منذ زمن في وظائف حكوميّة ومع جمعيّة شركسيّة في اسطنبول... تواصلوا مع بعضهم لتيسير أمر خروج الشراكس من سوريا وبمساعدتهم توجهت إلى لبنان ومنها إلى عنتاب".
لم يتم التواصل مع الجمعيات الشركسيّة بسبب تحفظ المصادر التي تمت مقابلتها على الإدلاء بأيّة معلومات عنها، إلا أنّ أكثر من مصدر تحدث عن جهود تلك المنظمات.
من بينهم رحاب، امرأة في الخامسة والستين من العمر، خرجت من مدينة القحطانيّة في الجولان، عام 2013، وكان لديها منزل آخر في بلدة قدسيا. تقول رحاب: "تواصل شخص من لبنان معنا وقال إنّه يمثل جمعية شركسيّة في تركيا وأمّنَ لنا طريق الخروج إلى لبنان ثمّ إلى هنا".
العيش في المخيم
عاشت رحاب في "كرفانة" ضمن مخيم نذب "في البداية كان الوضع صعبًا للغاية، الكرفانة مساحتها صغيرة لا تتسع لأربعة أشخاص.. بالمقابل كنت أشعر بالأمان، إذ لا يوجد قصف ولا موت كما هو الحال في سوريا.. تدريجيًا بدأنا نتكيّف مع الوضع، خاصة أنّه كان يوجد ضمن المخيم تجمّع كبير للشراكس من كافة الفئات العمريّة".
وتضيف: "كنا نستمتع بصوت الموسيقى الشركسيّة التي كانت تُعزف في المخيم، وفي كلّ مساء نجتمع مع بعضنا إلى أن تمّ فتح الحدود بين تركيا وأوروبا في العام 2015، وقتها بدأت العائلات والأفراد تهاجر وبدأ المخيم يخلو من سكانه".
يقول في هذا السياق المدير السابق لمخيم نذب، جلال ديمير: "كان من بين اللاجئين في المخيم قسم من الشراكس من كافة القبائل الشركسيّة، ما يقارب 200 عائلة.. وبعدما تمّ تفكيك المخيم قسم منهم ذهب إلى أوروبا، وآخرون استقروا في ولايات أخرى في تركيا أو ظلّوا مقيمين في نذب".
ويؤكد ديمير على "أنّه لم يكن هناك معاملة خاصة أو تفضيليّة للشركس ضمن المخيم، لكن يوجد جمعيات خاصة تخدمهم... فمثلًا لو جاء شخص وقال لي أريد أن أدعم عائلة شركسيّة، فأنا لا أستطيع أن أقول له، لماذا لا تدعم باقي الأشخاص.. لاحظنا أنّ هناك حساسيّة وأجبرنا المنظمات أن تكون خدماتها شاملة وعامة".
عندما تنتهي الحرب
سنوات الحرب وغياب الاستقرار الأمني يدفع المزيد من أمثال رحاب وريما وعلي إلى مغادرة البلاد مع تراجع آمالهم/ن في العودة إلى منازلهم/ن قريبًا مع غياب حل سياسي للحرب السوريّة على المدى المنظور.
ريما التي تقيم مع عائلتها في مدينة أنقرة، استخرجت أوراق ثبوتية تركيّة (بطاقة الحماية المؤقتة) ووجدت عملًا، وهي تتعايش مع حياتها الجديدة هنا دون أن تفكر كثيرًا في منزلها القديم على حد قولها.
أمّا رحاب التي كانت تمتلك منزلًا آخر في منطقة قدسيا في دمشق، فقد استولت على بيتها عائلة جديدة وافتتح النظام السوري قربه مكتبًا أمنيًا. تقول: "حاولت كثيرًا أن أسترجع منزلي وأُخرج منه الذين يعيشون فيه. لكن للأسف محاولاتي لم تنجح إلّا في حال وجودي شخصيًا، وذلك لكون عقد البيت باسمي أنا وزوجي. تحدثت مع الشخص الذي يعيش فيه ووعدني في حال عدت إلى سوريا أنّه سيخرج منه".
وتعليقًا على الانقسام الحاصل في العائلات الشركسيّة، حتى ضمن البيت الواحد، يقول علي الذي يعيش اليوم في تركيا : "أنا وكثير من الشباب لم نعد نتكلم مع بعضنا بسبب المعارض والمؤيد منا... الموضوع لم يقتصر فقط على الأصدقاء بل حتى على صعيد الأخوة. لكن هذا في الوقت الحالي فقط". مؤكدًا أنّ "آثار الانقسام سوف تزول عندما تزول آثار الحرب... وقد تُكتب لنا العودة أيضًا".