توقعي أنّه بعد 300 سنة، سيتبنى العالم كلّه، وليس الشرق الأوسط فحسب، نظرية المحاكاة، والتي تقول: في الأصل نحن نعيش في محاكاة.
وبالتالي فالعيش في محاكاة في ذلك الوقت يعني حقيقة احتماليّة، ما يعني أنّ لا شيء محدد سلفًا، وأنّ المستقبل ليس محددًا سلفًا، وأنّ أي فعل نقوم به في الوقت الحالي له توزيع احتمالي خاص بتداعيات هذا الفعل اللاحقة.
على سبيل المثال، إذا ذهبتُ إلى حديقتنا وقمت بزراعة بذرة ، فسيكون هناك توزيع احتمالي ما إذا كانت البذرة ستنمو وتصبح شجرة أو زهرة أم لا. سيعتمد ذلك على مقدار العناية التي أقدمها لها، على الطقس والمناخ والتربة،، وما إذا كان غزال ما سيأتي ويأكل النبات حين يكون برعمًا... وهلم جرا. هذا هو التوزيع الاحتمالي لما إذا كانت البذرة ستتحول إلى زهرة.
بإمكاننا تطبيق هذه الفكرة على كلّ ما نقوم به.
الشيء المثير للاهتمام في نظريّة المحاكاة هو أنّها متتابعة، لأنّ الواقع احتمالي أيضًا، ثمّ يمكننا تغيير توزيع الاحتمالات من خلال قوة النيّة المركزة. وهذا ضمن نظرية المحاكاة.
لذا وبشكل أساسي، عودة إلى البذرة... لنفترض أنّني أزرع البذرة، وأعتني بها تمامًا، وأبذل قصارى جهدي لضمان نموها لتصبح زهرة، لكنني أيضًا أركز على أنّني أريدها تكون زهرة غزيرة الإنتاج وصحية حقًا.
لذلك أضع كلّ تركيزي وعزمي على ذلك، وبالطبع أفعل كلّ الأشياء الأخرى التي يجب القيام بها. ولذا فإنّني أزيد من احتماليّة أن تكون زهرة ممتازة وناجحة من تلك البذور.
إنّ تطبيق هذه الفكرة نفسها في أجزاء أخرى من الحياة، بما في ذلك، على سبيل المثال، ما يريده الناس لبلدهم، والآن يمكننا التركيز على الشرق الأوسط على وجه الخصوص، هو أنّه يمكن للناس بشكل جماعي أن يركزوا نواياهم الجماعيّة على ما يريدون من بلدهم أو ما يريدون أن يكون عليه بلدهم، وما يريدون إنشاءه معًا كدولة لهم جميعًا.
أعتقد أن هذا سيكون... هذا هو أحد توقعاتي للعالم، بما في ذلك الشرق الأوسط بعد 300 عام من الآن.