في العام 1913 تسلّل محمد وأمين إلى السفينة التجاريّة الراسية في ميناء بيروت البحري. لقد أصبحا للتو مسافرَين خلسة، محمد ذو السابعة عشرة وأمين في الرابعة عشرة. لن يتم اكتشاف وجود هذين الصبيين إلّا بعد وصول السفينة إلى أعالي البحار.
كانت الأرجنتين وجهة شهيرة للمهاجرين الأوروبيين والعرب في الفترة الممتدة من نهايات القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالميّة الأولى. أرادت الحكومة الأرجنتينيّة أن تستعمر سهول البامبا مع الأوروبيين الشماليين، فدعمت سياسات تشجيع الهجرة. وفقًا للإحصاء الوطني الأرجنتيني، فقد هاجر 3,300,000 شخص ما بين العام 1857 والعام 1895 إلى الأرجنتين، ممّا أدى إلى زيادة عدد سكّان البلاد من 3,955,110 إلى 7,885,237 شخص. وبحلول العام 1914، أي بعد عام واحد من وصول محمد وأمين إلى بيونس آيرس، كان واحد من كلّ ثلاثة أشخاص يعيشون في الأرجنتين قد وُلد في الخارج، وفقًا للمؤرخ ألبيرتو سارامون.