(هذه المادة جزء من ملف حكاية ما انحكت "أصوات كويرية، بإداة وإشراف المحرّر الضيف، فادي صالح)
ترسم سارة خياط عن العائلات البديلة لأفراد مجتمع الميم عين، كيف نصنع عائلاتنا المبنية على الحب والرحمة. عائلات تقبل بنا كما نحن وتجيد الحب الغير مشروط. يرافق الرسوم نص من كتابة ورد زرّاع.
يخرج خوفي من يدي لذا أصابعي ترتجف. أفكر في شكل العتبة التي يجب أن أرسمها أمام باب بيتي كي أبعد الفقد عنه، ولا أخسر منه أحداً.
من يسكن الخيمة يكره بابها الخلفي فهو لا يغلق أبداً، تُفلتُ منه أشيائى كلّما مرت الريح.
بأصابعٍ ترتجف وباب خيمة مفتوح، أرّحب بأصدقائي الجائعين للحبّ مثلي. أناديهم بأسمائهم الجديدة، تلك التي اختاروها لابتساماتهم وأرقص معهم حول نار تضيء وتدفىء معاً .
تعالوا لأكتب لكم عن كلّ ما كان في تلك البلاد الحزينة.
ماذا لو أنهم أمسكوا يدي عوضاً عن قطعها، لكنتُ الآن زهوراً لا دماء!
لستُ صلباً إلى هذا الحد، لكنهم علموني أن أخاف من ضعفي. فخّخوا لي جسدي بالحرام والعيب وصرتُ أمشي بيديّ عليه، كالمار في حقل ألغام! كي لا أموت أنكرته وتقمّصتُ البلاد.
لستُ لقلقاً أيضاً، لكنني اعتدت المشي على رؤوس أصابعي في الحارات الضيقة، متجنباً تلك الواسعة المملوكة من آخرين.
لم أولد على قياس القالب المُرحب به، فتكوّرت داخل ما أتيح لي من متاهات. في الليل، هربتُ من الأسئلة، فوجدتكم هناك ترتجفون مثلي دون الأقنعة.
عرفتُ أنني منكم وصنعتُ عائلتي الجديدة. عائلة لا مرايا في جدران بيوتها، فقط صوراً لمن نحبّ وشبابيك بلا ستائر.