لوضعِ العمل الفني للكميت الحمد في سياقه السوري، وجب التنويه أنّه كلّ ما دق الكوز بالجرة، يأتي أحد أفراد عائلة الأسد على ذكر أفراد مجتمع الميم-عين لينتقد ما آلت إليه "الليبرالية الحديثة"، كما أطلق عليها بشار وأسماء الأسد مراراً وتكراراً، والتي هي من المفروض أن تَؤول إلى الانحلال الأخلاقي وتدمير تكوين الأسرة التقليدية والفطرة البشرية السليمة، وما إلى ذلك من أفكار مللنا من سماعها وتمّ تكرارها من قبل الدول المعتادة كسوريا وروسيا والصين إلى حدّ التثاؤب.
في آخر هذه الأداءات المسرحية الفاشلة، قامت أسماء الأسد خلال زيارة الصين في شهر أيلول من العام الماضي ٢٠٢٣، بذكر المثلية الجنسية والعبور الجندري في كلمة ألقتها في إحدى الجامعات الدراسات الأجنبية هناك، محذرة من "العبث بالجنس البشري وتهجينه وخلق جنس ثالث منه، يأتي العبث باللغة وتهجينها وخلق جنس ثالث منها. فكلا الفعلين أساس وجوهر الليبرالية الحديثة من الجنوح الأخلاقي إلى فرض مفاهيم شاذة ومنحرفة عن صورة الأسرة السليمة بما يخالف الفطرة البشرية". وهنا تخطو أسماء الأسد على خطى زوجها الذي قال كلاماً مشابهاً في كلمته التي ألقاها في أواخر عام ٢٠٢٠ في دمشق في اجتماع وزارة الأوقاف للعلماء والعالمات في جامع العثمان، حيث حذر بدوره من ترويج "الليبرالية الحديثة" للمثلية الجنسية والعبور الجندري.
أن يقوم مجرما حرب بتجريم أفراد مجتمع الميم–عين لغسيل جرائمهم المستمرة بحق الشعب السوري هو قمّة السخرية والاستخفاف بعقول الناس، وحقيقة لم يعد ينفع حتى مع أكثر الناس رفضاً للمثليين/ان والعابرين/ات. وعلى أمل أن يأتي يوم يكون فيه الحب في سوريا ليس جريمة، بغض النظر عن الجندر والجنسانية.
الحب ليس جريمة، عمل فني للفنان المرئي الكميت الحمد، وهو من أهل الرقة، ولدَ في الأردن ونشأ في قبرص وسوريا، يقيم الآن في السويد. الكميت فنانٌ متعلمٌ ذاتياً، يمتد عمله عبر الألوان المائية، والنحت والتركيب والكتابة والفيديو. يستكشف فنه مواضيع التهجير والشتات والذاكرة والانتماء. وقد تم عرض أعماله في أماكن دولية مثل المتحف البريطاني وصالة ليليفاكلس للفنون. الكميت حاصل على تعليمه الجامعي من جامعة حلب ومدرسة أوسترا غريفي فولكهوجسولكا، ويسعى حالياً للحصول على درجة الماجستير في جامعة جوتنبرج. تقديراً لأعماله الفنية، حصل الكميت على منح من مؤسسات مثل مؤسسة أدلربيرتسكا وتم ترشيحه لمنحة الملك السويدي كارل السادس عشر غوستاف للقادة الشبان.