حين سقطت منّي ابتسامتي


اكتفيتُ بتخفيف الضحكات، وتحديداً تلك التي تنطلق من القلب وتجبرك على أن ترفع رأسك عالياً، فاتحاً فاك حتى تكاد لهاة الحلق أن تظهر. لقد توقّفت عن الضحك فعلياً، ولم يكن هنالك صعوبة في ذلك.

11 أيلول 2024

مي سليمان

كاتبة ومدوّنة سوريّة

عندما توقّفت النيران المشتعلة لفترةٍ طويلة ظننت أنّني من الناجين، هكذا خُيّل إليّ ربّما، وحين هُيّأت لنا فرصة السفر إلى الخارج كما فعل الكثير من أصدقائنا وأقاربنا، رفضنا دون تردّد. كانتْ إجابتنا بديهية: صافحنا الموت مرّات عدّة وهزمناه. أنسافر بعدما وصلنا برّ الأمان؟ عن أيّ بر أمان كنّا نتحدث يومها؟ هه!

كأوراقِ صحنِ سلطةٍ تذبلُ بهدوءٍ في انتظار أن تُقطّع وتُؤكل، أنتظر مصيري في هذهِ البلاد، لكنني لم أعد أعرف ما أرجوه حقّاً، أنّ يتمّ التهامي لقمة واحدة أو على دفعات.

في فمي أسنانٌ طباشيريّة، هكذا أخبرَ طبيب الأسنان والدتي في مرحلةٍ مُبكّرةٍ من طفولتي. كانتْ أسناني تتلوّن وتتصبّغ بسهولةٍ، وتبدو ذات شفوفيّةٍ عالية. حين ارتدْتُ الجامعة، كان يغذّي غروري سماعي لعبارة "تمتلكين ابتسامة هوليودية"، تلك العبارة الشائعة الدالة على ابتسامةٍ ناصعةٍ وأسنانٍ مُتناسقة.
لكن أسناني انطبق عليها المثل الشعبي الشائع لدينا: "من برا رخام ومن جوا سخام". فالواجهة البيضاء اللامعة المُتراصّة كأفضل ما يُمكن لمهندسِ الابتسامات الإلهيّة تصميمه، تُخفي في المغارةِ الداخليّة أسناناً بحشواتٍ معدنيّةٍ، وتيجان خزفيّة والكثير من النخور.
يا حسرتاه على الشباب الذي يبدو لي الآن قد ولى أكثر من أيّ وقتٍ مضى. أستذكر هواجس وهموم طالبةٍ جامعيّة في بداياتِ الألفيّة الثالثة. لم تكن الثورات قد زارتنا، ولم تكن موجودة حتى في أقصى أحلامنا جموحاً. كانت همومنا بسيطة، يوميّة، آنيّة وقابلة للتحقق.

اليوم تحوّلت الفتاة العشرينية تلك إلى زوجةٍ وأمٍّ على مشارف الأربعين، ذات روح خمسينيّة وجسد ستينيّة. أكافح لأتذكّر أنّ عليّ الحفاظ على استقامةِ ظهري، وأنا أرتدي جهاز تقويم العنق لتدارك بدايات التنكّس الرقبي. أيضًا، ألبسُ حذاءً طبّيًا بشعًا للتعامل مع مناقير القدم، وجوارب مطاطيّة مشدودة لأتعامل مع دوالي الرجلين. أجلسُ وحيدةً في الظلِّ عند بركة السباحة، أدهن وجهي وذراعي مرّات عدّة بالواقي الشمسي، وأراقب الفتيات المُستلقيات في حمام الشمس، وأطلق صرخات بين الحين والآخر لتذكير أطفالي بضرورةِ غمر رؤوسهم بالماء خوفاً من إصابتهم بضربةِ شمس.

أخافُ المغامرة.. لا، أرجو ألّا يُساء فهمي، فمفهومي عن المغامرة مختلف عمّا قد تُوحي به الكلمة.

أخاف أن أغامر بشراء الدجاج من مكانٍ آخر، لعلّه أزنخ.
أخاف أن أسلك طريقاً مُختلفاً، لعلّه أطول.
أخاف أن أُغيّر أسلوب ملابسي الفضفاضة، فأبدو أسمن.

لم تكن الثورات قد زارتنا، ولم تكن موجودة حتى في أقصى أحلامنا جموحاً. كانت همومنا بسيطة، يوميّة، آنيّة وقابلة للتحقّق.

مغامراتٌ غير محسوبة، لا طاقة لديّ أو قوّة لاحتمال تبعاتها. في بلدنا، المفاجآتُ سلعةٌ مجّانية تُقدّم كطبق يومي يُؤكلُ غصباً، فما الحاجة لمفاجآتٍ شخصيّة جديدة؟

عندما توقّفتْ النيران المُشتعلة لفترةٍ طويلة ظننت أنّني من الناجين، هكذا خُيّل إليّ ربّما، وحين هُيّأت لنا فرصة السفر إلى الخارج كما فعل الكثير من أصدقائنا وأقاربنا، رفضنا دون تردّد. كانتْ إجابتنا بديهية: صافحنا الموت مرّات عدّة وهزمناه. أنسافر بعدما وصلنا برّ الأمان؟ عن أيّ برِّ أمانٍ كنّا نتحدّث يومها؟ هه!

"أسوأ أنواع الفقر هو فقر صاحب الياقة وربطة العنق." (إيزابيل الليندي)

نشأتُ في عائلةٍ متوسّطة الحال، حين كانت كلمة "متوسّطة" تمثّل حرفياً معناها فتتوسّط الغنى والفقر. افتقدتُ أشياء كثيرة في طفولتي، لكن لم أعي ذلك، أو لم يستوقفني هذا الحرمان طويلاً. دُمية ما، نشاط معيّن، حفلة، زيارة.. الحياة كانت يسيرة والحيوات المأساوية لا نعرفها حتى في أجمح نبوءات نوستراداموس. اليوم لا أدري حقّاً كيف لي أن أُصف وضعيّ المادي. أحتسبُ ما أمتلك لكي يعينني إلى نهايةِ الشهر، لكن أولئك الذين يزورونني في منزلي الواقع وسط العاصمة، المجاور لمدرسة أطفالي الخاصة، يسألونني لِما لا أقضي إجازتي في الخارج!

البقجة الناجية من الحرب

11 تشرين الأول 2019
حين يحلّ السلام وتغادر الحرب إلى غير رجعة، ستكون النساء قادرات على رواية الحكاية كاملة، الحكاية التي يخبّئنها داخل بقجتهن الحريرية، وهن هاربات من الموت والدبابات والقصف والفناء. هنا مقال...

آخرون يصابون بشيءٍ من الحيرة، وربّما ينعتوني بالبخيلة في سرّهم! مُتسائلين، لِما لا أرتدي الماركات العالمية، في حين أنّ لديّ القدرة على طلب أحذية رياضيّة أو طبّية من الخارج لأطفالي،  لِما أحافظ على برنامجٍ غذائي مُكلف لعائلتي، لكنّي أقصد الأسواق الشعبيّة لأشتري حاجاتي. اللقاحات الإضافيّة المُكلفة.. الأندية والنشاطات الصيفية.. دروس الرسم والبيانو والبرمجة.. جميعها تُشير لبحبوحةٍ ماديّةٍ لقصيري النظر.

نضع كلّ ما نملك سنوياً أجاراً لمنزلنا في ذلك الحيّ الذي لا تنقطع عنه الكهرباء. فكّرنا أنّ هذا سيعوّض التكلفة اللازمة لتركيب ألواح طاقة والحاجة المستمرة لصيانتها، وسيعدنا بالأمن نسبياً في حيّ ميسوري الحال. أمّا المدرسة التي ظنّنا أنّنا نضمن بها تأسيساً أكاديمياً مقبولاً لأطفالنا، تنشئة اجتماعية متوازنة ربّما، فقد اقتصت ما بقي من مدخولنا. وهكذا علينا تدّبّر أمرنا في النذر القليل المتبقي. وحين أقول نتدبّر أمرنا، فأنا لا أفكّر إلا في أمر واحد فقط هو أطفالي.

ذلك التفكير اليومي المسعور الذي يدور حول حساب المصاريف يُصيب تلافيف الدماغ بعطبٍ غريب، ما يجعل من التركيز مهمّة صعبة. أراقب زوجي كلّ ليلةٍ عائداً من مكتبه. تُقلّب آلامي ابتسامته الفريدة لحظة دخوله للمنزل، وكأنّه يشاهد الأولاد للمرّة الأولى، ولسان حاله يقول: أنتم أجمل ما صنعت.

في بلدنا، المفاجآتُ سلعةٌ مجّانية تُقدّم كطبق يومي يُؤكلُ غصباً، فما الحاجة لمفاجآتٍ شخصيّة جديدة؟

أراقب زوجي..  ذاك الرجل الوسيم الذي نهشه العمر بصورةٍ مضاعفة عنّي... الرجل العبقري الذي كان يُدهشني بخططه ومشاريعه، وحديثه عن الشركة الخاصة التي أسّسها من لا شيء. أتذكر مكتبه الأوّل الذي كان يشغل إحدى طاولات قهوة الروضة الدمشقيّة، حيث كان يجتمع مع رفاقه ليخطّط للبدايات. سطع نجمه ونما سريعاً في بلدٍ فرّ الجميع منه زمن الحرب..لكن الحرب سرطان، ما أن تستأصله حتى يعود لك في مكانٍ آخر وبلبوسٍ مختلف. جاء التضخّم فابتلع كلّ شيء في طريقه وضاعف الخسائر. بلادنا تتغذّى على لحم أبنائها في هذه الأيام... فتغّذت عليه.

لم يكن ينقصني سوى هذا..

الرضا سمّة عذبة أدّعي أنّني أمتلكُ مخزوناً منها. أتلو وأكرّر دوماً أنّنا نمتلك المقدرة على الصمود ما دمنا بعيدين عن الأطباء. لكن لأسناني الجميلة رأي آخر. الابتسامة التي أشهرتها كعلامة فارقة لي، تنكّرت لصحبتي وقرّرت من جانبٍ واحد، منذ ثلاث سنوات، أن تبدأ مُسلسلاً مُخزياً ومُشيناً، أن تتساقطَ وتبتعد عني.
البداية كانت بفتفتةٍ بسيطة. أشعر بشيءٍ صلبٍ وصغيرٍ في مضغاتِ طعامي بين الحين والأخرى، وأتذكّر الصفة "الطباشيرية" التي حملتها أسناني دوماً. فلا يستوقفني الأمر أو حتى يقلقني. فلتهرهر على مهل. وكنت أعتقد أنّ "على مهل" تعني أن تُمهلني حتى الستينات. لكنّني وأنا في منتصف الثلاثينات، شعرتُ باهتزازٍ بسيطٍ في أحد أضراسي، لكزته بلساني مرّات عدّة فأسقطته. أسقطتُ التاج الذي لبّس الضرس لسنواتٍ فخُلع معه دون أن يُبقي سوى على جزءٍ يسيرٍ استوى سطحه مع اللثة. ولأنّ هذا الضرس قد أُصلح مراراً بات قلعه أمراً مُحتّماً.
زرعُ الأسنان كان أمراً مقدوراً عليه مادياً، لكنّني فكّرت في تأجيل الأمر واكتفيتُ بمعالجةِ جهةٍ واحدة لأتمكن من مضغِ الطعام ريثما يهبط سعر صرف الدولار.

من "روضة" دمشق إلى "آينشتاين" برلين.. خفقة قلب

20 آب 2020
"لا تقترب المدن من قلبي ويصبح لها مساحة خاصة به، ما لم أجد فيها مكانا يألفه القلب، وهذا المكان ليس إلا المقهى. إذ لا أعتبر المدينة "مدينتي" ما لم يكن...

كان ذلك في العام 2020 حيث كنّا على قدرٍ وافرٍ من السذاجة، يحدونا الأمل في صعودِ الليرة السوريّة. لكن هذا العام الجميل والمُميّز في كلّ ما حمل معه إلى جانب وباء كوفيد وثورة لبنان وأزمة مصارفه، شهد أيضاً انهيار الليرة السورية أو لنقل بصورة أدق: انتحار الليرة.
حين أفكّر في أسناني في خضّم هذه الكوارث التي حلّت بالجميع أبدو كطفلةٍ مدلّلة.  أبدو كذلك حتى عندما أفكّر في الكوارث التي طالت حياتي الشخصيّة، فالمنزل الذي كان لنا أن نشتريه بكلِّ بساطةٍ، والسيارة التي كان بمقدورنا امتلاكها، والمقتنيات والأحلام التي لم تكن عصيّة على التحقيق... تبخّرت.

لكنّ في النهاية الصحة هيّ أهم ما نملك. لطالما تردّدت هذه العبارة على مسامعنا. الصحة تاج رأيته للمرّة الأولى حين سقط تاج الضرس الثاني المجاور للضرس الأوّل الذي سوّي على الأرض.. أقصد اللثة. وبات الفراغ هائل الاتّساع. السيناريو ذاته حصل، عندما خلع تاج آخر بقايا الضرس معه. هوّنت على نفسي مذكّرة إياها بأنّني غير قادرة على المضغ على تلك الجهة على أيّة حال. واريت حزني وأخفيته حتى عن نفسي. اكتفيتُ بتخفيف الضحكات، وتحديداً تلك التي تنطلق من القلب وتجبرك على أن ترفع رأسك عالياً، فاتحاً فاك حتى تكاد لهاة الحلق أن تظهر. لقد توقّفت عن الضحك فعلياً، ولم يكن هنالك صعوبة في ذلك كما تبيّن لي لاحقاً.

لكن ما لم يكن في حسباني هو أنّ الاعتماد على جهةٍ واحدة في مضغ الطعام سيؤول إلى كارثةٍ حتميّةٍ لا مفرّ منها. الكارثة التي استشعرتها مع أولّ ارتجاج جديد شعرت به، هذه المرّة لم ألكزه بلساني كما اعتدت أن أفعل، بل حاولت أن أستبقي الضرس الثالث المنكوب ما أمكن لي ذلك، سايرته وترجّيته، وابتعدتُ عن كلِّ ما من شأنه أن يزعجه حتى كدت أكتفي بالسوائل. لكن لا صمود للعرش إن اهتز، فالسقوط كان مصير التاج الذي تساقطت معه دموعي.

ذلك التفكير اليومي المسعور الذي يدور حول حساب المصاريف يُصيب تلافيف الدماغ بعطبٍ غريب، ما يجعل من التركيز مهمّة صعبة

لم أبكِ ألماً من قبل.. لا عند الولادة، ولا حين انخلع لوح كتفي، ولا حينّ انكسر مرفقي متفتّتاً. لا لم أبكِ لعارضٍ صحّي من قبل.
لكن أضراسي أرسلتني إلى نوبةِ بكاءٍ طويلة، انخرطتُ فيها لحسن حظّي، فيما كان أطفالي في مدارسهم. بكيتُ كما لم أبكِ قط. بكيت نفسي والبلد والوالد وما ولد.

بعدها بأيّام فقط سقط ضرس آخر لكن دون أي مقدّمات، استشعرته على الفور فوق لساني. ليصبح الناتج 2*2 في كلّ جهة.

أحلم بألا أخاف

08 آذار 2019
أخاف من الشوارع الفارغة، الزوايا المعتمة، جرس الباب، حفيف أوراق الشجر ليلا، هدير الطائرات التي تهبط على المدرجات القريبة من سكني... حتى بات كل حلمي يختصر بأن أتحرر من هذا...

زرت قريبةٍ لي تعمل كطبيية أسنان في مركزٍ طبّيٍ مرموق، قدّمت لي استشارتها ووعداً بأنّ هناك المزيد من التساقطات. فاللثة تعاني التهاباً نتيجة سوء صنع وتركيب تلك التيجان، وإن كانت الأسنان ضعيفة، ستسقط أو تتفتفت هي الأخرى. قدّمت لي عرضاً لإصلاح الأسنان في العيادة خارج المركز بسعرٍ أقل. قلت لها كاذبة لا يهمني السعر، بل الجودة فحسب. لم أكن حينها قد اطّلعت على الرّقم، الذي كاد أن يتسّبب لي بشللٍ نصفي في الوجه، يُريحني من الابتسام للأبد.

زرت طبيباً ثانياً، وثالثاً ورابعاً. الأسعار كانت دوماً بالدولار، ما يحتّم عليّ القيام بعمليّة حسابيّة في يوم إجراء عملية الزرع لإدراك سعر الزرعة. والدولار ليس إلّا زرعة آخرى لا تتوقف عن النمو والارتفاع يوماً بعد يوم. كان هذا حالي حتى ذلك اليوم الذي تيقّنت فيه حتماً أن لا سبيل للقيام بأربع عمليات زرع، وأنّ أفضل فرصي هي زرعة في كلّ عام مع القيام ببعض الإصلاحات لأسنان مُتعبةٍ مُتناثرةٍ هنا وهناك.

"وابي سابي"

أستذكر جدّتي كثيراً في الآونة الأخيرة. كُنت أصمّ أذنّي عن الأًصوات الكثيرة الصادرة من فمها وهي تمضغ، خاصة عند تناول البرتقال.
لم تكن تمتلك سوى ثنيات أمامية أربعة في مقدّمة فمها تستخدمهم كي "تلوك" (هذا هو الفعل الذي كانت تصف به عملية امتصاص لبّ البرتقال وإلقاء "التفل" أو ما لايمكن هضمه لعدم وجود قواطع وأضراس في فمها). اليوم "ألوك" بهدوء ما أمكننّي ذلك وأترّحم عليها مع فائضٍ من المرارة في فمي وقلبي.

في أحيان أُخرى أحاول تحويل هذا الفصل في حياتي إلى فاصل هزلي، أتخيّل كتابته ذات يوم بصورةٍ أقلّ دراميّة في روايةٍ ما، ربمّا مذكراتي. سأطلق على هذا الفصل عنوان "وابي سابي" واستهلّ الحديث عن هذا المصطلح الياباني الذي يعني: "إيجاد الجمال في عدم الكمال" وأفلسف الأمور قليلاً وأغرق في مديحِ ابتسامتي المنقوصة. ابتسامتي التي أسقطتها البلاد.

 

مقالات متعلقة

عن الشام والباركود الديموغرافي السوري (12)

28 أيلول 2018
"التائفية" لا مكان لها في سوريا التي يعرفها "السوريون البيض"، ليس لأنهم يجهلون وجودها لدى "الآخر"، وإنما لأنهم يعلمون أنها أداة توّظف عليه هو فقط وليس عليهم. الجهل بالطائفية أو...
في اليوم الذي ماتَ فيه نوّار

21 تشرين الثاني 2017
شهادة يتدفق الحزن من بين كلماتها، إذ يتذكر الكاتب دلير يوسف مقتل أخيه في حادث سير.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد