سقط النظام .. لكن عائلة كوردية سورية تواصل ماراثون نزوحها اللا منتهي (صور)


فيما كانت هيئة تحرير الشام تشق طريقها إلى دمشق منطلقة من ريف حلب، شنت فصائل "الجيش الوطني" التركية هجومًا على مناطق في ريف حلب تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وسيطرت عليها في النهاية، ما أدى إلى نزوح أزيد من ١٠٠ ألف كوردي/ة، وفق تقديرات الأمم المتحدة. المصور الصحفي اورهان قره مان التقط لحكاية ما انحكت قصة نزوح إحدى العائلات، التي لا تلوح نهايتها في الأفق.

17 كانون الأول 2024

أورهان قره مان

مصور صحفي، من مدينة عفرين شمال سوريا، مقيم في مدينة قامشلو، يعمل لصالح وكالة رويترز ووكالات أنباء أخرى.

 

 

يعيش علي جميل حسين (61 عامًا) وكيبار حيدر (57 عامًا)، زوجان كرديان من عفرين، قصة نزوح مستمرة تتكرر فصولها منذ أكثر من عقد. قسوة الحياة وشظف العيش كانا حاضرين في تفاصيل رحلتهما الشاقة، التي بدأت من حي الشيخ مقصود في حلب، حيث اضطروا للنزوح في العام 2013 بسبب الصراع الدائر في حلب بين المعارضة والنظام. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

بعد أن ضاقت بهم الظروف في حلب، عاد الزوجان إلى مسقط رأسهما عفرين بحثًا عن الأمان. لكن العام 2018 حمل إليهم كارثة جديدة، حين اضطروا للنزوح مرة أخرى بسبب هجوم تركيا وفصائلها السورية على المنطقة. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

وجهتهم كانت تل رفعت، حيث استقروا لست سنوات ونصف، إلى أن باغتتهم الفصائل الموالية لتركيا بهجوم آخر أجبرهم على الفرار مجدداً، مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

في تل رفعت، عايش الزوجان أياما قاسية محاصرين وسط البرد القارس دون طعام أو لوازم أساسية. كان النوم في سيارتهم هو ملاذهم الوحيد أثناء الانتظار في قافلة نزوح جماعية. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

وبعد ثلاثة أيام طويلة، سُمح لهم بالتوجه نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتبدأ رحلة شاقة استغرقت ثماني ساعات وصولاً إلى الطبقة. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

يقولان أنهما تعرضا أثناء الرحلة لأبشع انواع الابتزاز والإهانة من قبل فصائل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني، الذين وصفوهم بالخنازير، مهددين بأنهم قادمين لقتل كل الأكراد. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

يتحدثان أيضًا عن مشاهدتهم مقاتلي هذه الفصائل وهي تنكل بجثث من جنود النظام السوري، أمتلأت بهم الشوارع. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

 الطبقة لم تكن المحطة الأخيرة في معاناتهم، إذ لم يجد الزوجان مأوى هناك، واضطرا للنوم في العراء داخل سيارتهما دون أي تدفئة. وتُقدر عدد العائلات النازحة ب ٢٥ ألفًا، وعدد النازحين بأكثر من ١٢١ ألفًا. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

تصاعدت التوترات مجدداً مع هجوم الفصائل المسلحة على منبج وتحركات الخلايا النائمة في الطبقة، ما دفعهما للنزوح إلى الحسكة، رغم تعطل سيارتهما في الطريق واستغراق رحلتهما عشرة ساعات، لقطع حوالي ٢٥٠ كيلومترًا فقط. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

 اليوم، يقيم علي وكيبار في خيمة في الحسكة، يعانيان من انعدام الاستقرار والمصير المجهول. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

تعاني كيبار من أمراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكري، فيما زادت ظروف النزوح من تدهور حالتها الصحية. ومع هجرة أولادهما إلى الخارج هرباً من الخطر، وجد الزوجان نفسيهما وحيدين في مواجهة مصير لا يحمل سوى المزيد من النزوح. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)

مقالات متعلقة

بالصور: حلب من دون الأسد.. فرح وقلق وترقّب

03 كانون الأول 2024
بعد خروج قوات النظام السوري من مدينة حلب بعد بدء معركة "ردع العدوان" التي تقودها فصائل سورية معارضة إلى جانب "هيئة تحرير الشام"، جالت كاميرا عمر علوان في المدينة، في...
بالصور.. ساحة العاصي في حماة.. أيام من الحرية

09 كانون الأول 2024
عاد أهالي مدينة حماة إلى ساحة العاصي، تلك الساحة التي كان لهم فيها أيام من الحلم والحرية، أيام من القهر والظلم.. عادت اليوم لأهلها وسكانها وأهازيجها وصوتها المبحوح بالحرية.
أحياء حلب... صور من السماء

10 آذار 2021
في نيسان من عام ٢٠١٤، كانت المرة الأولى التي يطلق بها المصوّر، منذر عتقي، النموذج البدائي للطائرة المسيّرة في منطقة سيف الدولة في حلب، لتبدأ رحلة تصوير استمرت حتى خروجه...
محمد بدرة: أي كادرٍ سيتسع لنا! (2)

21 آب 2020
ليست كلّ الصور تقع داخل كوادرها، بعضها يقع خارجاً ليصل القلب قبل العين، ويد الطفل مرسومةً وسط عينيَ فأراها في كل شيءٍ، تحاول التقاط الضوء أمام يديَ التي تحاول التقاط...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد