جدار برليني: غرافيتي، وقمع، ورقابة


11 نيسان 2025

ريتا أديب

معمارية وفنانة متعددة الاختصاصات مقيمة في ألمانيا، تتمحور أعمالها حول العدالة الاجتماعية والتمييز التقاطعي على أساسات عرقية وجندرية.

هذه القصة المصورة جزء من ملف يحمل عنوان «غزة: لحظة أوروبا اليمينية»، وهو من إعداد وتحرير ياسمين ضاهر وقاسم البصري، ومن إنتاج شبكة فبراير، وساهمت فيه الجمهورية.نت وموقع حكاية ما انحكت. يمكن قراءة مقدّمة الملف على هذا الرابط.

القصة حقيقية. قصة ورسم: ريتا أديب

بدأت إسرائيل حرب إبادية على قطاع غزة يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وبوقتها كنت ساكنة بشارع العرب ببرلين (Sonnenallee). وبشكل أدق، بالطابق الأرضي من بناية مُطلة على الشارع الرئيسي. يعني كنت عم شوف وأسمع كل شي عن كثب.

صارت الأعلام والغرافيتي والكوفيات تنتشر بكل مكان من المدينة، وخصوصاً بالشارع اللي أنا عايشة فيه، ومعها عم يزيد عنف الشرطة والعنصرية والتشدّد بالقوانين. وبتاريخ 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، رسم شخص مجهول علم فلسطين على حيط بيتي، فصورته بشكل عفوي لاهتمامي بالأعمال الفنية بالمساحات العامة. وبدون ما قرّر هالشي سلفاً، لقيت حالي عم وثّق قصة غرافيتي على مدى سنة بين طرفين: مناصري فلسطين وآخرين حريصين على محوها.

بوحدة من الليالي، وبعد ما انكتب عالحيط عبارة «عاشت المقاومة»، يبدو إنه الشرطة قرّرت رفع عتبة تدخّلها، وفعلاً دقّت دورية باب بيتي لتسألني: «مين صاحب البناية ومين المسؤول عن الغرافيتي».

المهم، بالآخر حيط بيتي اتملّى رسومات كانت مهمومة بإنها تمحي حضور فلسطين عليه أكتر من اهتمامها بالتعبير الفني بالمساحات العامة، بس الحيطان ببرلين كتيرة، ورح تبقى فلسطين حاضرة عليها، خصوصي إنه الإبادة، اللي فكرنا إنها وقّفت، رجعت تتواصل من جديد.

مقالات متعلقة

عن عنف الشرطة الألمانية المفرط.. وباب العدالة الموصد أمام متظاهري/ات فلسطين

06 آذار 2025
يتناول هذا التقرير الذي أعده سمير عابد (اسم مستعار) المفارقة بين تباهي الحكومة الألمانية بتحقيق العدالة للسوريين/ات في حين تقمع شرطتُها المتظاهرين/ات الفلسطينيين، وذلك من خلال قصة الناشطة رهام التي...
لماذا لم يتظاهر طلاب الجامعات الغربية تضامناً مع السوريين؟

01 آذار 2025
خلال العدوان على غزة، خاضت الحكومة الإسرائيلية حرباً إعلامية ضد الناشطين/ات في الدول الغربية، محاولة التقليل من شأن جرائم الحرب التي ارتكبها جيشها، بعقد مقارنات مع جرائم نظام الأسد في...
أسئلة شخصية حول صعود اليمين في ألمانيا

11 آذار 2025
هل أعتبر نفسي ألمانيًا بعد مرور أكثر من عقد على عيشي في هذه البلاد وحملي جنسيته؟ والأهم: هل يعتبرني الألمانُ ألمانيًا؟ ما الذي يعنيه أن يكون المرء ألمانيًا؟ ألم يكن...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد