هذه القصة المصورة جزء من ملف يحمل عنوان «غزة: لحظة أوروبا اليمينية»، وهو من إعداد وتحرير ياسمين ضاهر وقاسم البصري، ومن إنتاج شبكة فبراير، وساهمت فيه الجمهورية.نت وموقع حكاية ما انحكت. يمكن قراءة مقدّمة الملف على هذا الرابط.
القصة حقيقية. قصة ورسم: ريتا أديب
بدأت إسرائيل حرب إبادية على قطاع غزة يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وبوقتها كنت ساكنة بشارع العرب ببرلين (Sonnenallee). وبشكل أدق، بالطابق الأرضي من بناية مُطلة على الشارع الرئيسي. يعني كنت عم شوف وأسمع كل شي عن كثب.
صارت الأعلام والغرافيتي والكوفيات تنتشر بكل مكان من المدينة، وخصوصاً بالشارع اللي أنا عايشة فيه، ومعها عم يزيد عنف الشرطة والعنصرية والتشدّد بالقوانين. وبتاريخ 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، رسم شخص مجهول علم فلسطين على حيط بيتي، فصورته بشكل عفوي لاهتمامي بالأعمال الفنية بالمساحات العامة. وبدون ما قرّر هالشي سلفاً، لقيت حالي عم وثّق قصة غرافيتي على مدى سنة بين طرفين: مناصري فلسطين وآخرين حريصين على محوها.
بوحدة من الليالي، وبعد ما انكتب عالحيط عبارة «عاشت المقاومة»، يبدو إنه الشرطة قرّرت رفع عتبة تدخّلها، وفعلاً دقّت دورية باب بيتي لتسألني: «مين صاحب البناية ومين المسؤول عن الغرافيتي».
المهم، بالآخر حيط بيتي اتملّى رسومات كانت مهمومة بإنها تمحي حضور فلسطين عليه أكتر من اهتمامها بالتعبير الفني بالمساحات العامة، بس الحيطان ببرلين كتيرة، ورح تبقى فلسطين حاضرة عليها، خصوصي إنه الإبادة، اللي فكرنا إنها وقّفت، رجعت تتواصل من جديد.









