شهادات ناجين وناجيات من مجزرة الساحل (٥)

سأحذف كل الرسائل حال إرسالها: هكذا كتبت لي من قلب الرعب.


ابتداء من يوم الخميس 6 آذار/ مارس 2025 ولمدة ستة أيام تالية، تعرّضت مناطق ذات غالبية علوية في الساحل السوري إلى هجوم منظّم يحمل ملامح التطهير العرقي من مجموعات مسلّحة محسوبة على الحكومة المؤقتة في دمشق، راح ضحيته قرابة 1700 مدنيّ من أطفال ونساء وشيوخ ورجال، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. لم تعلن السلطات الرسميّة عن عدد القتلى. هذه عيّنة من مجموعة رسائل تبادلتها الكاتبة مع إحدى صديقاتها، وهي من قرية قرفيص في ريف جبلة/ اللاذقية.

18 نيسان 2025

روزا ياسين حسن

كاتبة وروائية سورية مقيمة في ألمانيا، صدر لها عدد من الروايات منها: "أبنوس"، "حراس الهواء"، "بروفا"، "نيغاتيف"، "الذين مسّهم سحر"، "بين حبال الماء". ترجمت أعمالها إلى عدد من اللغات، منها الألمانية والفرنسية والإيطالية، إضافة إلى ترجمة فصول إلى الإنكليزية والفلامنكية.

موقع "درج" ينشر شهادات ناجيات وناجين من المجزرة تباعاً بحسب ما وثّقتها ودوّنتها الكاتبة السورية روزا ياسين حسن، التي تنشر الشهادات بالإنكليزيّة على "حكاية ما انحكت"، وفي وقت لاحق بالعربية.

                                                                      ***

هذه عيّنة من مجموعة رسائل تبادلتها مع إحدى صديقاتي، وهي من قرية قرفيص في ريف جبلة/ اللاذقية المعروفة بمرجعيتها الدينية بسبب وجود المقام الشهير للشيخ أحمد قرفيص. استمرت الرسائل على مدار أيام طويلة، بعد بدء المجازر في الساحل السوري وحتى قبل وقت قصير من كتابتي لهذه الشهادة، رسائل حرصت تلك الصديقة على مسحها من جوّالها حال إرسالها لي، فالخوف المسيطر على أهل مناطق الساحل لازال مقيماً ولازالت البيوت تُداهم لتفتيشها وتفتيش الموبايلات من قبل فصائل تابعة للحكومة المؤقتة.

رسالة بتاريخ 18 آذار 2024

مرحبا،

أريد ان أحدّثك الكثير، الكلمات تخنقني كما تخنقني الصور، ربما استطعت أن أتنفس قليلاً إذا كتبت لك ما حدث معنا في الأسبوعين الماضيين، وربما لا. بدأ كل شيء يوم الجمعة الأسود 7 آذار 2025 الساعة 3 ظهراً، فاتحة الحكاية وفاتحة الفجيعة. دخل رتل من مدرّعات وسيارات تحمل دوشكا إلى القرية. قبل دخولهم كان هناك إطلاق نار كثيف، الرعب الذي خلقه صوت الرصاص لا أستطيع وصفه، لكن على الرغم من ذلك ظللنا في بيوتنا، لم نتخيّل للحظة أن ما حدث فيما بعد كان من الممكن حدوثه. صارت الأخبار تتوالى علينا: دخلوا أول بيت في الحارة على الطريق العام، فيه رجلان مسنّان، محسن العمر عمره 70 سنة ومتقاعد وسأرسل لك صورته، أما فؤاد العمر فلم أستطع الحصول على صورته، متقاعد أيضاً. لم يسألوهما إن كان لديهما أسلحة أو أي شيء آخر، سألوهم فقط: أنتو علوية؟ حين أجابوا بنعم، أطلقوا مباشرة رصاصة في رأس كل واحد منهم. جارهم شاب سمع الذي حدث فهرب من فوره ليخبر بقية الجيران ويخبرنا، قبل أن يتّجه إلى الأحراش، كان يلهث ووجه ينضح رعباً.

عن سوريا التي زرتها بعد سبعةٍ وعشرين غياباً

07 نيسان 2025
"قبل شهرٍ من سقوط الطاغية، قالت لي أمي: سأرحل من دون أن أراك! وها أنا ذا، بعد سبعةٍ وعشرين عاماً، أقف أمام باب منزلي في القرية في طرطوس. على حائط...

البيت الثاني بعده بقليل، قتلوا فيه ثلاثة شبّان، دخلوا كل بيت في الحارة وهم يتّجهون إلينا، وصلوا بيت عائلة سليمان المؤلف من طابقين، لم تهرب العائلة من البيت، كانوا يقولون لأنفسهم لسنا مذنبين ولم نحمل سلاحاً يوماً ولا شاركنا في شيء فلن يحدث شيء، ربما فتّشوا البيت عن أسلحة ولن يجدوا شيئاً فيتركوننا بحالنا. أحاط البيت جمع من المسلّحين منهم من يرتدي ثياباً عسكرية، ملثمين وغير ملثمين ومنهم من يرتدي ثياباً مدنية. أجبروا النساء على الصعود إلى الطابق الثاني مصاحبات بشتائم وإهانات: أنتو العلوية حرام تعيشوا.

أنزلوا صاحب البيت معهم أمام باب البيت، اسمه ياسر سليمان هو فلاح ومريض قلب، صارت زوجته تصرخ وتبكي وهي تحاول النزول إلى الأسفل لتدافع عنه، صرخوا عليها أن تدخل قبل أن يطلقوا النار على رأسه. تملّصت منهم ونزلت لتراهم يطلقون النار على ولديها، الأصغر أحمد، محامي عنده يا حرام رضيع عمره ثلاثة شهور، والثاني عمار ممرض عمره ٣٥ سنة وعنده طفل عمره ٤سنوات، عمار أذكره كان لديه مشكلة في عينه اليسرى. تكوّموا ثلاثتهم بدمائهم، الأب والشابين. صوّرها القتلة وهي تندب عند جثثهم، كانوا يضحكون عليها ويقولون: إي إي مسّحيلهم. هل رأيت الفيديو؟! سأرسله لك، أما أنا فرأيت بأم عيني. الرجل نفسه رأيته في فيديو آخر وكان يقول: تطهير عرقي.. تطهير عرقي. سأله رفيقه:

  • ليش عملت هيك؟
  • لأنهم علوية ما بيستحقّوا يعيشوا.

ما كان منّا إلا أن هربنا إلى مقام الشيخ أحمد قرفيص، لا أعرف لمَ اعتقدنا أننا سنكون بأمان هناك. لكنهم وصلوا هناك بعد فترة قصيرة مدجّجين بأسلحتهم وصراخهم، وقبل أن يغيب المقام عن عيني ونحن نهرب إلى الأحراش القريبة لمحتهم يلقون القبض على مجموعة شباب لم يستطيعوا الهرب معنا، صاروا يصرخون: نحن مدنية.. والله نحن مدنية. لكنهم أطلقوا النار عليهم وقتلوهم أمام المقام.

مشهد الجثث المتكوّمة أمام المقام، أصوات الرصاص والصراخ رافقتنا ونحن نركض في الأحراش.

ها وأنا أكتب لك الآن تخيّلي أني أسمع صوت الرصاص والدوشكا تحت الضيعة!

يا الله لازم روح صوت الرصاص اقترب كتير.. ادعي لنا..

أنزلوا صاحب البيت معهم أمام باب البيت، اسمه ياسر سليمان هو فلاح ومريض قلب، صارت زوجته تصرخ وتبكي وهي تحاول النزول إلى الأسفل لتدافع عنه، صرخوا عليها أن تدخل قبل أن يطلقوا النار على رأسه. تملّصت منهم ونزلت لتراهم يطلقون النار على ولديها.

                                                                                           ***

رسالة بتاريخ 21 آذار 2025

مرحبا،

آسفة لأني قطعت رسائلي البارحة، كنّا خائفين جداً، وهربنا من جديد إلى الأحراش، قضينا الليلة في العراء واليوم صباحاً حتى رجعنا البيت. لا أشعر بالأمان أبداً، المسلّحون في كل مكان من الضيعة، والإنترنيت لا يتوافر دائماً لذلك أريد أن أستغلّ الوقت لأكتب لك باقي الحكايات.

المهم لأكمل لك، في 7 آذار دخل المسلّحون المقام. كان هناك ناس داخل المقام أخرجوهم منه، ضربوهم، وأطلقوا الرصاص على أرجلهم. هل رأيت الفيديو الذي صوّروه؟ كانوا يصوّرون ما يفعلونه. لماذا برأيك يصوّرون ما يقترفونه؟! هناك شاب معاق عقلياً اسمه محمد نبيل قتلوه برصاصة في رأسه. ليش يا الله ليش؟

في بيت تحت المقام تماماً، يوجد فيه شاب جامعي يدرس في كلية الرياضة، وحيد لأهله عمره 21 سنة واسمه محمد سليمان، يا حرام أمه ركعت على الأرض تقبّل أقدام المسلّحين كي لا يقتلوه، كانت تصرخ وهي تترجّاهم:

وحيدي والله وحيدي، والله ما عامل بعمره شي.

بقعة ضوء على المجتمع المدنيّ السوريّ

08 نيسان 2025
أثارت موجاتُ المجازر في الساحل، التي استهدفت العلوييّن بشكلٍ خاص، ردّ فعلٍ قويّ من الناشطين/ات والجماعات، الذين وثّقوا الأحداث، وأعربوا عن تضامنهم وجمعوا الدعم المادي، ونددوا بالتضليل وانتهاكات حقوق الإنسان.

لم يردوا عليها، أخذوه معهم وعلى بعد عشرة أمتار وراء البيت قتلوه بطلقة في الرأس، لم تكتشف المسكينة جثته إلا في اليوم التالي. أذكر وجهه الطفولي وعينيه العسليتين.. مسكينة أمه، البارحة رأيتها وعرفت التفاصيل منها، تقطّع القلب.. تشعرين وكأنها فقدت عقلها، تعيد التفاصيل وتعيد.. جُنّت!

أخذوا كذلك شاباً اسمه محمد قداحة، أب لطفلين، صفّوه وتركوا جثمانه على الأرض، ومنعوا أهله من الاقتراب منه أو دفنه. نسيت أن أقول لك أن المسلحين الذين أتوا القرية أغلبهم كانوا بدون لثام، عرفنا شخصاً منهم ظهر في فيديو مع مرتكبي مجزرة صنوبر جبلة، لا أعرف ما اسمه!

انتهى أول يوم مع القتل والحرق، نسيت أن أقول لك كذلك أن الكثير من البيوت تمّ حرقها بعد نهبها كاملاً، رائحة الحرائق والدخان كانت تخنقنا كما رائحة الموت. قتلوا أيضاً سامي عبد الرحمن وهو شرطي، أعادوه قبل أسبوعين من مقتله إلى عمله بعد فصله منه، عمره 40 سنة وعنده ولدين، وأخوه بشار عبد الرحمن وهو مدرس بالمدرسة الابتدائية بالقرية، وآصف عبد الرحمن فلاح وعمره 34 سنة. الثلاثة قتلوا في ساحة القرية بطلقات في الرأس، ومعهم حيدر عون الطالب الجامعي ذي 23 عاماً الذي ثقّبت جسده عدة طلقات. ماذا أذكر لك لأذكر، من كثرة قصص القتلى أنساها. أشعر بأني أنا أيضاً بدأت أُجنّ.

سأكمل غداً بتسجيل صوتي بعد إذنك، وسأمحو كل الرسائل من عندي كما اتفقنا..

تصبحي على خير

في بيت تحت المقام تماماً، يوجد فيه شاب جامعي يدرس في كلية الرياضة، وحيد لأهله عمره 21 سنة واسمه محمد سليمان، يا حرام أمه ركعت على الأرض تقبّل أقدام المسلّحين كي لا يقتلوه، كانت تصرخ وهي تترجّاهم: وحيدي والله وحيدي، والله ما عامل بعمره شي. لم يردوا عليها، أخذوه معهم وعلى بعد عشرة أمتار وراء البيت قتلوه بطلقة في الرأس، لم تكتشف المسكينة جثته إلا في اليوم التالي.

                                                                                    ***

رسالة بتاريخ 26 آذار 2025

مسا الخير،

آسفة لأني تأخّرت عليك، وأعرف أنك قلقت عليّ، لكن الإنترنيت كان مقطوعاً عن كل المنطقة، وأعتقد عن كل سوريا، هذا ما سمعته، وحينما عاد كان ضعيفاً جداً. أريد أن أكمل لك عن تفاصيل المجزرة قبل أن ينقطع الإنترنيت من جديد.

في اليوم الثاني 8 آذار كان هناك فصيل عسكري متمركز قرب نهر السن القريب، فيه عناصر من الأجانب شيشان وإيغور ربما، والله لا أعرف، لكنّي رأيتهم في الحارة وشاركوا في القتل. كيف عرفت؟ أشكالهم الآسيوية ولغتهم العربية المكسّرة.

قتلوا الكثير من شباب القرية، منهم طلاب جامعات، مثل حبيب دوبا، سأرسل لك صورته، وابن عمه زين طالب. حدّثي ولا حرج عن سرقة عشرات السيارات والبيوت، لم يتركوا شيئاً في البيوت، حتى البطاريات والألواح والأشرطة في مركز البريد ومركز الاتصالات، تخيّلي حرقوا حتى الأشرطة حتى يأخذوا أسلاك النحاس منها! المدرسة نُهبت، سرقوا الحواسيب والأدوات المخبرية وأخرجوا صور البنات من الأضابير وتركوها على الطاولة. لا أعرف ما الذي قصدوه بهذه الحركة؟ شكل المدرسة يشبه كل شيء في ضيعتنا: مستباح مدمّر ومحزن! تعرفين، ليس هناك لا دوام مدرسي ولا تعليم من يومها، الأولاد لا يذهبون إلى المدارس. هه، أعرف أنه من نافل القول، نحن لا نجرؤ على الخروج من البيوت كي نرسل أولادنا إلى المدارس!

سأحاول أن أرسل لك صوراً إن أمكنني، وها أنا أرسل لك صورة المقبرة الجماعية، طبعاً لم يسمحوا لنا أن نصوّرها أو نذهب لزيارة موتانا هناك أو حتى أن ندفنهم، جلبوا شيخاً ودكتوراً معهم ودفنوهم، سأحاول أن أرسل لك القائمة بالأسماء. لكن استطاع أحدهم، ولن أقول لك اسمه، أن يصوّر المقبرة سراً بعد خمسة أيام. آه، للأسف نسيت أني حذفتها، أخاف أن أحتفظ بأي صور أو فيديوهات على جوالي لئلا يفتشوها. لكن المقبرة الجماعية ستبقى موجودة وشاهدة! حسبنا الله ونعم الوكيل.

نسيت أن أقول لك، قتلوا حسين سليمان وهو فلاح عمره 40 سنة، وحسين صالح عمره 75 سنة، وحالياً هناك فصيل مسلّح مازال عندنا، يقولون إن اسمه فصيل العثمان.. الإنترنيت بدأ يضعف، أريد أن أقول لك آخر شيء بسرعة، كل ما يهمّنا اليوم يا عزيزتي هو الأمن والأمان لأولادنا، نريد أن نتعلّم ونعلّم أولادنا، ونعيش بسلام بلا قتل..

أرجوك أوصلي هذا للعالم.

تصبحي على ألف خير.. رح احذف الرسائل أكيد.

المدرسة نُهبت، سرقوا الحواسيب والأدوات المخبرية وأخرجوا صور البنات من الأضابير وتركوها على الطاولة. لا أعرف ما الذي قصدوه بهذه الحركة؟ شكل المدرسة يشبه كل شيء في ضيعتنا: مستباح مدمّر ومحزن!

                                                                                  ***

رسالة بتاريخ 9 نيسان 2025

مسا الخير

راتب شعبو: مجازر الساحل أحدثت صدعاً مبكّراً في أسس بناء دولةٍ وطنية بعد نظام الأسد

02 نيسان 2025
"الرصاص التي قتل عائلاتٍ آمنةٍ وعزلاء في بيوتها، هو رصاصٌ مؤجّل، موجّه إلى صدر كلّ سوري مهما اعتقد هذا السوري الصامت أو (المتشفّي) إنه بعيدٌ عن الرصاص" هذا ما يقوله...

آسفة لأنه مرّ وقت طويل ولم أرد على رسائلك، والله أنا مريضة جداً، كل ما حدث يجعلني أشعر برغبة في الموت، لم يعد لدي رغبة بالحياة، فقدت إيماني بقيمة أي شيء، حتى أولادي هل سينسون ما رأوه وسمعوه يوماً؟! لكني أعود وأفكّر أنه ينبغي لي أن أكون ممتنة لأنهم لم يُقتلوا، في مناطق أخرى قتلوا الأطفال والنساء. لا أعرف إن كان يمكنني أن أصف شعوري، نحن لسنا فلول يا صديقتي، نحن شعب مثقف وواعي ولدينا ثقافة وعلم وحضارة، يبدو لي أن كل ما يحدث يحاول أن يضعنا في خانة القتلة الهمج، نحن لم نقتل ولم نذبح ولم نمثّل بالجثث، وإن كان هناك قتلة ومجرمين علويين فهذا ليس ذنبنا.. إننا ندفع فاتورة غالية على جرم لم نرتكبه! هناك مجرمون دوماً من كل الطوائف والأديان، لا يعني أن نحاكم الكل بسبب أفعالهم. أنا حزينة كتير، محطّمة، والسواد يعمّ حولي. حينما كنت أسمع أغنية: في حزن وسع المدى، لم أكن أحسّ بهذا الوجع كله، ربما كان هناك أمهات من مناطق ثانية يشعرن تماماً بهذا الوجع، لكن لم يكن ذنبي، حالياً هناك حولنا بالفعل حزن وسع المدى، خايفة على أولادي، خايفة على مستقبلهم وعلى مستقبلنا. لا زلنا نخاف أن نخرج من بيوتنا، الطرقات غير آمنة لكن حتى البيوت غير آمنة، أين نذهب؟ نحن ضائعون.

الآن في الضيعة هناك ثلاثة فصائل، لذلك فكّرت أن تؤجلي نشر ما أرسلته لك عن مجزرة الضيعة إلى أن يرحلوا عنها. الخوف يزداد كل لحظة من أية أفعال انتقامية أخرى، وأنا خايفة على الناس وعلى أولادي وعلى حالي.

أرجوك أن تؤجلي نشر شهادتي لفترة ريثما يهدأ الوضع.. وآسفة كتير.

انقطعت الرسالة...

ملاحظة: عدت وأقنعت صديقتي، بصعوبة، أن ننشر الشهادة، بعد أن "شفّيتها" من كل ما من الممكن أن يُشير إلى هويتها.

نحن لسنا فلول يا صديقتي، نحن شعب مثقف وواعي ولدينا ثقافة وعلم وحضارة، يبدو لي أن كل ما يحدث يحاول أن يضعنا في خانة القتلة الهمج، نحن لم نقتل ولم نذبح ولم نمثّل بالجثث، وإن كان هناك قتلة ومجرمين علويين فهذا ليس ذنبنا.. إننا ندفع فاتورة غالية على جرم لم نرتكبه! هناك مجرمون دوماً من كل الطوائف والأديان، لا يعني أن نحاكم الكل بسبب أفعالهم.

                                                                                ***

*يمكن قراءة الجزء الأول من الشهادات بعنوان "شهادات ناجين وناجيات من مجزرة الساحل (١).. لمن سأقول بعد اليوم صباح الخير!" على الرابط هنا

*يمكن قراءة الجزء الثاني من الشهادات بعنوان "شهادات ناجين وناجيات من مجزرة الساحل (٢).. عن ميلا التي قتلوها فلم تمت، وميرا التي لم يقتلوها فماتت! أطفال شاهدون على مجزرة" على الرابط هنا

*يمكن قراءة الجزء الثالث من الشهادات بعنوان "شهادات ناجين وناجيات من مجزرة الساحل (٣).. اختصاصية نفسية بين أكوام الجثث: كيف سأُشفى من عيونهم" على الرابط هنا

*يمكن قراءة الجزء الرابع من الشهادات بعنوان "شهادات ناجين وناجيات من مجزرة الساحل (٤).. مشاهدات متطوّع في الإغاثة .. وحده الشيخ من يقرّر من عليه أن يُكمل الحياة ومن عليه أن يودّعها" على الرابط هنا

مقالات متعلقة

الساحل السوري بعد سقوط النظام السوري

09 كانون الثاني 2025
في الساحل السوري، سحب البعض صور أبنائه من الشارع بعد أن كانت تملأ الجدران تحت اسم "الشهيد في سبيل الوطن"، والذين باتوا اليوم إرهابيون وفطائس وقتلى حرب لدى النظام الجديد"...
دمار الغابات في الساحل السوري

16 كانون الثاني 2025
كما تسبّبت النزاعات المسلحة في تدمير البيئة بشكل غير مسبوق. فقد أدّت الحرب الطويلة في سوريا إلى تدمير المحميات الطبيعية والغابات، مما ساهم في تفاقم أزمة انحسار الغطاء النباتي.
"العودة إلى طرطوس لا تشبه العودة إلى سوريا"

14 نيسان 2025
"عدتُ إلى طرطوس والعودة إليها لا تشبه العودة إلى سوريا، هي عودةٌ إلى مكانٍ لم تهجّرك منه السلطة فقط، بل ولعبَ المجتمع دوره في نفيك". هذا ما يكتبه الموسيقيّ والباحث...
عن قمع الأطباء في ظلّ النظام البائد

15 شباط 2025
كانت غضبة ضابط الأمن شديدة، فقط لأنّ الطبيب قرّر إجراء صورة طبقي محوري لمريضٍ برضٍّ على الرأس، ليتحقّق من وجود نزفٍ دماغيّ لديه. على إثرها أقدم الضابط على قتل المريض...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد