"بشار يقصفنا ونحنا نبني". هذه العبارة التي قالها أحد المشاركين في حملة "لن أترك مدرستي" تكثف المعنى الحقيقي للحملة التي تستهدف الإصرار على جعل الحرية مقترنة بالمسؤولية وتحمل نتائج الحرية.
انطلقت الحملة في مدينة الرقة بتاريخ 12 نيسان 2013 بهدف إعادة تأهيل عشرين مدرسة لتصبح جاهزة لاستقبال الطلاب، في إطار عمل الناشطين لاستعادة الحياة الطبيعية للمدينة بعد رحيل قوات النظام عنها، و في محاولة لملء الفراغ الذي تركه انسحاب النظام منها على صعيد المؤسسات.
وقام بالحملة تجمع شباب الرقة الحر وعدد من تجمعات شبابية في الرقة بلغ عددها الأربعة عشرا تجمعا، بدءا من مدرسة محمود درويش ومدرسة درة الفرات والزهراء، حيث قام الناشطون بتنظيف الصفوف والساحات و إصلاح المقاعد وتهيئة البنية التحتية للمدرسة وجمع الكتب، لتكون قادرة على استقبال الطلاب، وحتى "يعود أبناء المدينة إلى مقاعدهم الدراسية"، وحتى يتمكنوا من تقديم امتحانات نهاية العام الدراسي فيها.
ويقول الناشط الطبيب أيمن الخلف أن الحملة بدأت الآن بالعمل على تأهيل 11 مدرسة كمرحلة أولى، حيث تم تجهيز مدرسة "الزهراء" بالكامل، وبدأ الدوام فيها بعد أن تبرعت إحدى الجهات بتقديم رواتب المدرسين، و هنا نوجه الشكر للدكتور عبيدة المشرف الذي كان متابعا ومشرفا لكل التفاصيل في المدرسة".
وتواجه النشطاء مشكلة النازحين من المحافظات الأخرى المتواجدين في المدارس، حيث " وجدنا حل بأن يسكن النازحون في طابق والطلاب في طابق آخر، وقد طبقنا الأمر في مدرسة الزهراء ونجح، ونعمل على إيجاد حلول في المناطق الباقية".
إلا أن أهم ما في الحملة وفق ما يقول الناشط أيمن الخلف هو أن " النازحين الموجودين في المدارس يقومون بمساعدتنا في التنظيف والتأهيل حين يروونا قادمين لتنظيف المدرسة، وهو ما يعكس روح التآخي السورية".
وضمن سياق الحملة قام النشطاء باستلام مبنى الكتب المدرسية من المعارضة المسلحة، حيث كان هؤلاء أخرجوا الكتب خارج المبنى لأنهم استخدموه مستودع لهم، فعمل النشطاء على إعادة الكتب للداخل وترتيبها، حتى تكون بمتناول الطلاب بمجرد عودتهم للمدارس.
حملة "لن أترك مدرستي" مستمرة حتى الآن، حيث يسعى النشطاء لتأهيل كل مدارس المدينة كي تكون بخدمة الطلاب.