لم يشأ ناشطو تجمع "أنصار الثورة" أن يطفؤوا عام 2014 دون شمعة تنير شيئا من الظلام، مصممين على أن "سوف نبقى هنا حتى يزول الألم"، و "سنصمد حتى يفر الموت من موتنا وتعانق الحرية أرواحنا" كما تقول الشعارات التي كتبوها على جدران مدينة الأتارب في 14 ديسمبر 2014، مطلقين فعالية "ثورتنا بالألوان".
أراد ناشطو الفعالية التذكير بأن "ثورتنا الجميلة انطلقت من الكتابة على الجدران وهذه الجدران جزء من تاريخها"، لذا أرادوا أن يبادلوا تلك الجدران الوفاء، وأن يعيدوا " الألوان للحياة"، لذا بدؤوا بطلاء الجدران القديمة في مدينة الأتارب بألوان زاهية أولا، وكتابة الشعارات ثانيا، مثل "جنة جنة جنة سوريا يا وطنا"، علما أن سوء الأحوال الجوية دفعهم لإيقاف الحملة لثلاثة أيام، ليتابعوا بعدها العمل، ولا يزالون.
الهدف الأساس من الحملة التي شارك بها عدد من شبان المدينة الذين تحمسوا للفكرة، هو "إعادة إحياء القيم العليا لثورة الكرامة، والتذكير بأهدافها والتأكيد على سلميتها, وإعادة الروح المدنية لها بعد الاستعصاء الذي حصل نتيجة الصراعات الإقليمية وعدم وجود رغبة دولية جادة لدعم الشعب السوري في ثورته المجيدة, ولرفع روح المبادرة عند الشباب السوري كي يسترد ثورته" كما يقول مدير المكتب الإعلامي لتجمع أنصار الثورة الناشط "مالك الخولي" لموقعنا حكاية ما انحكت.
أهم ما في الحملة هو اكتشاف الناشطين مجددا مدى رغبة البيئات الشعبية بالعودة للعمل السلمي واحتضانه، إذ يقول مالك "هناك قبول ورغبة في وجدان الشارع السوري لأي مبادرة حية تعيد له ما أخذته الحرب"، الأمر الذي دفعهم باتجاه السعي نحو تعميم المبادرة في مناطق أخرى.
"ثورتنا بالألوان" تأتي لتعيد السوريون بعد أربع سنوات من الثورة إلى لحظاتها وألوانها الأولى، مذكرة إياهم أنهم قاموا بأجمل الأفعال، وأن من يقوم بذلك يختزن الكثير من الجمال الذي يجعله قادرا على مواجهة كل قبح الاستبداد وداعش في آن، وهو ما عبر عنه مالك إذ قال "نحن نؤمن بالحياة ومحبون لها ومصرّون على مقاومة الخراب".