واحد من الفيديوهات التي نشرتها اليونسيف على قناتها على اليوتيوب ضمن "تلفزيون اليونسيف" هو فلم وثائقي عن معاناة الأطفال السوريين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان. موثقا ً الفلم ذاكرتهم عن سوريا و رحلة النزوح و الحياة الجديدة، يذهب بهم بعيدا ً في التفاصيل و الأسئلة. يحاول الفلم فتح المجال الكامل لهؤولاء الأطفال كي يتحدثوا عن الأمور كما هي بالنسبة إليهم، عن الخوف من العتمة و صوت الطائرة و الثلج و البرد و الأحلام.
يقول أحد الأطفال في الفلم مجيبا ً عن أحلامه في المستقبل أنه يريد أن يبني عضلات كي يقتل أيّ من يحاول قتله ُ أو المساس به، الطفلة الأخرى تركز على رحلة النزوح الباردة في الثلج و الثلاثة أيّام التي قضتها في الباص حتّى وصلت إلى لبنان.
في مقطع ٍ آخر يتحدّث أحد الآباء عن أنّ الأطفال بدأوا يعودوا إلى طبيعتهم و أنهم الآن أكثر راحة مع المحيط منه ُ في مرحلة العيش تحت القصف، ثمّ يصف ُ أحد الأبناء ذو الوجه المشوّه أنه ُ الوحيد الذي مازال يتصرّف وفقا ً لغرابة ٍ معجونة ٍ بالخوف من أيّ شيء و أيّ صوت، الطفل نفسه مرّ بتحربة إحتراق عندما لم يستطيعوا إخراجه من المنزل و هو يحترق بسهولة.
تبدو يومياتهم في الفلم على أنها عشوائيّة ً وفقا ً لليل و النهار، موزعة بين َ اللعب و المدرسة المنشأة من قبل اليونسيف و التجمّع حول النار و العتمة، لا شيء هناك سوى الإنتظار.