بعد استخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة بريف دمشق، وتوثيق مئات الضحايا في عدة مناطق،، نصفهم نساءٌ وأطفال، ماتوا من أجل أهدافٍ لم يسمعوا بها، فقد قام تجمُّع "غصن زيتون"، وهو تجمٌّع مؤلَّف من شبّان وشابّات يناضلون من أجل الإنسان أوّلاً، بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماع بعنوان "خلقنا لنعيش"، وذلك لنشر ثقافة الحياة في المجتمع السوري، بعد أن أصبح الموت هو المسيطر على المشهد العام.
تواجه الحملة بالدرجات الأولى النزعات العنفية التي تمجد الموت من قبل كلّ الأطراف المتصارعة في سوريا، وتدعو إلى إنقاذ الطفولة من العنف، بسبب ارتفاع نسبة الأطفال الضحايا في الصراع العنفي المندلع في سوريا.
تقوم فكرةُ الحملة بالدرجة الأولى على نشر صور أطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، يحملون لافتاتٍ تحمل عبارات تمجد الحياة، بعيداً عن انقسام السياسة، وذلك لما تحمله الطفولة من رمزية إنسانية عميقة تضررت كثيراً في سوريا، وقد استطاعَ موقِعنا سيرياأنتولد Syriamuntold، أن يصل إلى أحد الناشطين في تنظيم الحملة، إذْ يقول حول ظروف إطلاق الحملة" أطلقِت الحملة لأنَّ أطفالنا نسيوا أحاديث الطفولة، وأصبحوا يحفظون أنواع القذائف وأصناف الأسلحة"
ضمن نشاطات الحملة يحمل الأطفالُ في مدن سورية مختلفة، لافتات تحوي على عبارة "خلقنا لنعيش" بلغات مختلفة، بالكردية والروسية والانكليزية والعربية والإيطالية والتركية والألمانية والإسبانية، وذلك للتأكيد بأنَّ أبسط حقوق الطفل هو "حق الحياة".
وأهم العوائق التي واجهت هذه الحملة فهي العوائق التقليدية التي تواجه أي حملة في سوريا، الضغط الأمني وصعوبة التواصل وضعف الإمكانيات الماديَّة، ولكن ما يجعل الناشطين مصرين على إنجاح الحملة هو "إعادة المناخ الملائم للأطفال قدر الإمكان، من حفلات وألعاب ونوادي ترفيهية ورياضية وثقافية"، كما يقول أحد ناشطي الحملة لموقعنا سيريا أنتولد syriauntold.
"خلقنا لنعيش" حملة من بين عشرات الحملات التي تظهرُ في سوريا يومياً من أجل تجنيب الأطفال دائرة العنف، علّ الأطفال ينجحون في إحداث خرق في التقارب السياسي الذي فشل الكبار في إنجازه.