يعرفون أنها قادمة، يراقبونها، يصورونها، و كلّ ما يتمنوه هو أن لا تودي بهم أو بأحبائهم. هكذا يتعامل السوريوون مع الحياة اليوميّة تحتَ أصوات الطيران الحربيّ و القصف اليوميّ. في هذا الفيديو يظهر أحد الرجال و هو يشرح كيفَ أنّ الحياة و الموت لا يختلفُ عن الصدفة شيئاً في سوريا اليوم. يشرحُ الرجل أنّ الفاصل بينَ موت أخيه و حياته كان صدفة أن يصل إلى منزله مع سقوط القذيفة، ماذا لو تأخر قليلاً و هو يفاصلُ بائع الخضار بالسعر؟ ماذا لو تأخر قليلاً و هو يحادثُ أحد الجيران في الحيّ الآخر، لكان بقي على قيد الحياة.
هنا حلب، تعيشُ و تموتُ بينً قوسي صدفةً. يمسك الرجل بصورة أخيه التي وجدها بين الركام و يقول و هو يتأملها، "بعده شب" ، يحوّل نظرهُ و أصبعهُ ليروي مشهداً آخر عن عدم قدرته الوصول إلى أخيه تحت َ الركام. يستطيع أن يشتمّ رائحة جسده و قد تعفّن لكنّ لا سبيل للوصول إليه ليقوم بدفنه.
يشبه هذا الرجل بقصته الآلاف من السوريين الذين فقدوا عوائلهم تحت الركام و لم يتمكنوا حتى من توديعها، أو دفنها.