يعيش علي جميل حسين (61 عامًا) وكيبار حيدر (57 عامًا)، زوجان كرديان من عفرين، قصة نزوح مستمرة تتكرر فصولها منذ أكثر من عقد. قسوة الحياة وشظف العيش كانا حاضرين في تفاصيل رحلتهما الشاقة، التي بدأت من حي الشيخ مقصود في حلب، حيث اضطروا للنزوح في العام 2013 بسبب الصراع الدائر في حلب بين المعارضة والنظام. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
بعد أن ضاقت بهم الظروف في حلب، عاد الزوجان إلى مسقط رأسهما عفرين بحثًا عن الأمان. لكن العام 2018 حمل إليهم كارثة جديدة، حين اضطروا للنزوح مرة أخرى بسبب هجوم تركيا وفصائلها السورية على المنطقة. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
وجهتهم كانت تل رفعت، حيث استقروا لست سنوات ونصف، إلى أن باغتتهم الفصائل الموالية لتركيا بهجوم آخر أجبرهم على الفرار مجدداً، مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
في تل رفعت، عايش الزوجان أياما قاسية محاصرين وسط البرد القارس دون طعام أو لوازم أساسية. كان النوم في سيارتهم هو ملاذهم الوحيد أثناء الانتظار في قافلة نزوح جماعية. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
وبعد ثلاثة أيام طويلة، سُمح لهم بالتوجه نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتبدأ رحلة شاقة استغرقت ثماني ساعات وصولاً إلى الطبقة. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
يقولان أنهما تعرضا أثناء الرحلة لأبشع انواع الابتزاز والإهانة من قبل فصائل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني، الذين وصفوهم بالخنازير، مهددين بأنهم قادمين لقتل كل الأكراد. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
يتحدثان أيضًا عن مشاهدتهم مقاتلي هذه الفصائل وهي تنكل بجثث من جنود النظام السوري، أمتلأت بهم الشوارع. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
الطبقة لم تكن المحطة الأخيرة في معاناتهم، إذ لم يجد الزوجان مأوى هناك، واضطرا للنوم في العراء داخل سيارتهما دون أي تدفئة. وتُقدر عدد العائلات النازحة ب ٢٥ ألفًا، وعدد النازحين بأكثر من ١٢١ ألفًا. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
تصاعدت التوترات مجدداً مع هجوم الفصائل المسلحة على منبج وتحركات الخلايا النائمة في الطبقة، ما دفعهما للنزوح إلى الحسكة، رغم تعطل سيارتهما في الطريق واستغراق رحلتهما عشرة ساعات، لقطع حوالي ٢٥٠ كيلومترًا فقط. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
اليوم، يقيم علي وكيبار في خيمة في الحسكة، يعانيان من انعدام الاستقرار والمصير المجهول. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)
تعاني كيبار من أمراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكري، فيما زادت ظروف النزوح من تدهور حالتها الصحية. ومع هجرة أولادهما إلى الخارج هرباً من الخطر، وجد الزوجان نفسيهما وحيدين في مواجهة مصير لا يحمل سوى المزيد من النزوح. (تصوير: أورهان قره مان/ خاص حكاية ما انحكت)