منذُ ثلاث سنوات أطلق الشعب السوري صرخته من أجل الحرية والكرامة، ومنذُ ثلاث سنوات حتّى الآن انطلقت ثلاث دورات مهرجانيَّة لفعالية "مهرجان سوريا الحرّة السينمائي"، حيث بدأت الدورة الثالثة من هذا المهرجان في 21 كانون الأوّل من عام 2013 واستمرّت حتى 27 كانون الأوّل من نفس العام.
استمرار الانتفاضة السوريَّة وحجم المأساة السوريَّة أرخى بظلاله على أجواء المهرجان في دورته الثالثة، وذلك من خلال أجواء كلّ الأفلام ومشاركات الجمهور والتصويت من أجل اختيار الفيلم الأفضل، علمّا أن المشاركة في المهرجان أحياناً تكون نوعيّة لأنَّ جزءاً كبيراً من المخرجين والمؤسّسات المنتجة، تفضّل مشاركة أفلامها في المهرجانات الدوليَّة على مشاركته في مهرجان افتراضي.
تفاعُل الأفلام في هذه السنة كان أقلّ من السنة الماضية، ولكن نوعيَّة الأفلام أرضَت الجمهورَ إلى حدّ كبير. أفلام هذه السنة كانت متنوّعة، وهي تعطي مؤشّرات قويّة على بداية تشكل ملامح سينما جديدة في سوريا، وقد تؤسّس لتيّارات ومدارس سينمائيَّة متنوّعة في سوريا المستقبل.
وحول الطريقة التي يتمُّ فيها تصنيف الأفلام واختيار الأفلام الفائزة يقولُ أحد الناشطين في الفعالية لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold:"بالعموم نقبلُ أغلب الأفلام التي تُرسَل لنا، وفق شرطٍ بسيطٍ ومبدئي، وهو أن يحقّق الفيلم شروط إنسانيّة فنيّة مُعيّنة. نُشرك الأفلام في المسابقة يعني أنّنا نقدّم الأفلام للجمهور وينتهي دورنا، ويبدأ دور الجمهور كلجنة تحكيم من أجل اختيار أفضل فيلم في المهرجان، نعتمد في آليات مسابقة المهرجان، على مرحلتين من الاختيار، الأولى تكون خلال أربعة أيام، حيث نطرح كل الأفلام المشاركة، وبنهاية هذه الأيام الأربعة، يكون الجمهور قد اختار أربعة أفلام ستتنافس في المرحلة الثانية والنهائية على لقب أفضل فيلم في المهرجان.، طبعاً مُدّة التصويت في المرحلة الأولى 24 ساعة، أمَّا المدّة في المرحلة الثانية فتكون مضاعفة، أي 48 ساعة وبذلك يختار الجمهور الفيلم الذي سيحصل على المركز الأول".
الغاية من المهرجان هي "ه أكثر من الشعور بالامتنان للشباب الأوائل الذين صوّروا بموبايلاتهم المظاهرات والأنشطة الثورية ووثقوا انتهاكات النظام ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك، هو أكثر من تسليط الضوء على أفضل النتاجات السينمائية السورية الشابة المنفلتة من عقال السينما التقليدية والرقابة، هو أكثر من أرشفة وحفظ للفيدوهات الفنية، هو أكثر من عزاء لفقدنا مجموعة من الشباب السينمائيين لحياتهم أو اعتقالهم أو خطفهم، هو أكثر من رغبتنا بالشعور بأننا مازلنا على قيد الحياة". كما قالوا لموقع أرينت نيوز.
في هذه الدورة تنافَس 28 فيلماً، وتمكّنت أربعةُ أفلام من الوصول إلى المراتب الأخيرة، وهي: فيلم روائي قصير بعنوان "أحلام طفولة سوريّة"، حيث يركز على معاناة الآلاف من الأطفال الذين يموتون بسبب التجويع، أو يتم قتلهم، وعن الآلاف الذين أصبحوا أيتام على يد ميليشيات وجيش الأسد. الفيلم الثاني هو فيلم وثائقي "حمّام"، ويتحدُّث عن معاناة طفلٍ اسمه محمد "٩سنوات"، حيث يخرج في كل صباح من منزله إلى مكب النفايات في مدينته "منبج" القريبة من حلب، في رحلة بحث يومية بين النفايات عن مواد قابلة للاحتراق أو للأكل أو للباس. ويعود عند العصر إلى أسرته الفقيرة محملاً بالنفايات الصالحة للاستعمال وكان لنا في سيريا أنتولد syria untold" وقفة خاصة معه. الفيلم الثالت هو وثائقي بعنوان "حلم الوحوش القوية"، حيث يتحدث عن حكايات بسيطة وعميقة، وأحلام تتقاطع وتتكامل في حلم (كابوس) واحد، أما الفيلم الرابع فهو فيلم وثائقي بعنوان "يوم عادي".
الفيلم الفائز بجائزة المهرجان هو فيلم "أحلام طفولة سورية" للمخرج مازن خيرات، مدّة الفيلم 02:01، ويصور الفيلم معاناة طفلة سورية نائمة هي أية طفلة تعرضت للعنف في سوريا، تحلم الطفلة بالطعام الشهي والأمان وحضن الوالدين، الفيلم موجه بشكل خاص إلى منظمات حقوق الإنسان الخاصة بالأطفال من أجل إنقاذ الأطفال من المقتلة السورية المستمرة.
العوائق التي واجهت فريق العمل هي أحقيَّة دعم مشروع سينمائي سوري من عدمه، "ومن جهة أخرى تقع على عاتقنا مسؤولية التقصير، في مَدّ جُسور التواصل بشكل فاعلٍ أكثر مع الفنانين والمؤسسات، وحقيقة هذا يحتاج لجهود وإمكانيات لا نمتلكها في الوقت الحالي".
يحلم فريق العمل في توقيف الماساة السورية و التأسيس لنواة سينما سورية مستقبلية محترمة.