حملة تشجير في معرة مصرين


19 آذار 2014

تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للثورة أقدم مجموعة من نشطاء محافظة إدلب " المنتشرين في مناطقها المختلفة من سلقين لمعرة مصرين لمدينة إدلب وكفرنبل وسراقب٫ بعضنا مسلح والأغلبية نشطاء مدنيين" على إطلاق حملة تشجير "شارك فيها الجيش الحر، و زرعوا أشجار سرو وصنوبر في معرة مصرين وعلقوا على الشجيرات بطاقات تحمل أسماء أصدقائهم وأقربائهم الشهداء" وذلك ضمن جملة نشاطات استهدفت المحافظة بهذه المناسبة كما تقول لموقعنا سيريا أنتولد SYRIA UNTOLD" الناشطة والصحفية "زينة ارحيم" التي تصف الحملة بأنها "نشاط بيئي مهم نتيجة قطع مساحات واسعة من أشجار إدلب للتدفئة، فحلو الناس ترجع تفكر بالزراعة" دون أن يكون هذا هدفها الوحيد كما سنعلم لاحقا.

حملة التشجير التي جاءت بفكرة من "زينة" لإحياء سلسلة نشاطات وفعاليات على مستوى المحافظة بعد أن كانت سابقا تنظم بشكل منفرد على مستوى كل قرية أو مدينة، شارك بها "فصائل من الجيش الحر والمجاهدين غير المتطرفين" حيث ساهم خلو ادلب من داعش بعد طردها منها على سهولة تنفيذ الحملة التي لم تتعرض لأي " مساءلة عدا من الشخصيات المحلية عن هدف الحملة ومن وراءها (وتشكيك بأننا نقبض نقودا لنقوم بها) وهذا شيء أصبح اعتيادا في المناطق المحررة".

 

إلا أنه يبقى أمر مشاركة العسكر في نشاط مدني وتشجير أشجار أمرا غير مفهوم في ظل الأوضاع التي تعيشها سوريا اليوم، إلا أن الاستغراب يزول حين نعرف أن هذا الأمر هو أحد أهداف الحملة المعلنة، التي تختصرها زينة بثلاث:

 (1) إعادة المسلحين الذين انقطعوا عن الفعاليات المدنية السلمية  منذ سنتين إليها، حيث قال أحد المشاركين الذي ساعد برسم أعلام الاستقلال على بطاقات الشهداء: "كنت نسيان شو يعني مدنية من آخر مظاهرة طلعتها بال٢٠١١".

 (2): أن يعود عناصر "الجيش الحر" ويرون علم الاستقلال بدال العلم الأسود مرتبط بأسماء الشهداء "اللي علقنا أسماءهم على الأشجار".

https://www.youtube.com/watch?v=_t96zd7518s

(3): رسالة موّجهة للخارج والإعلام والسوريين "اللي قاعدين برا" كي يتذكروا أن " رجال الجيش الحر كانوا بأغلبهم متظاهرين وناشطين مدنيين، هؤلاء ليسوا وحوش، ولا يشبهون عناصر الأمن السوري" بهدف  "أنسنة هؤلاء المقاتلين بالعيون السورية التي صارت تشوفهم فقط طرف بالنزاع و تنظر لهم بفوقية أنهم زعران أو متطرفين وفقط".

تقول "ارحيم" أنه لولا مساندة أهالي المنطقة والمسلحين  المعتدلين لما تمكنوا أساسا من القيام بأي نشاط، إذ "لم يزعجنا أي مسلح على العكس كانوا متعاونين وعملنا في أماكن فيها جبهة النصرة ولم يسائلنا أي منهم" وربما هذا يعود إلى تواجد نشطاء معروفون في المنطقة من قبل الأهالي معهم، علما أن الأمر لا يكون دائما بهذه الطريقة حيث يتعرض الناشطون في مناطق أخرى لحملات تضييق واعتقال.

حملة التشجير التي جاءت من قبل شباب جمعتهم "الثورة وحب بلدنا وبس" محاولة جديدة من قبلهم لإحياء النشاط السلمي والتركيز على أهميته رغم كل العوائق التي يعانيها اليوم، إضافة إلى سعيه لجر العمل المسلح إلى ساحة العمل المدني للاعتراف به وليس أن يكون ضحيته كما حصل دوما.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد