رغم مآسي اللجوء والخيام التي تحياها العائلات السورية في مخيمات اللجوء، بما ينعكس سلبا على الأطفال بشكل خاص لجهة عدم توافر التعليم والأمان والطعام والدفء الواجب تحقيقه لكل طفل. يكافح ناشطون وإعلاميون ومؤسسات سورية لإنقاذ الطفولة السورية من هذا الواقع ومحاولة فتح أفق مستقبل لهم، من خلال العمل على اكتشاف مواهبهم وتقديمها للضوء علّها تكون جسرا يعبر بهم من مخيم اللجوء إلى مدارس أو مؤسسات تتبنى هذه المواهب. هذا ما يهدف له معرض "ألوان من الزعتري" الذي جاء بهدف "التركيز على الأطفال السوريين داخل الزعتري ورعاية مواهبهم وتنميتها بشكل دائم والبحث عن مؤسسة دولية أو إقليمية تقوم بتأمين دخولهم إلى مدارس مناسبة لهم وترعاهم أكاديمياً حتى التخرج هذا حلمهم وحلمنا أيضاً" كما تقول الفنانة التشكيلية "ديمة الملكة" التي تعمل بمجال العلاقات العامة والتسويق متطوعة في مؤسسة "فور سيريا / For Syria" للإغاثة والأعمال الإنسانية في حوار مع موقعنا "سيريا أنتولد Syria untold"، حيث تم اختيار مخيّم الزعتري بهدف "تسليط الضوء على الزعتري من ناحية تأمين مدارس على سوية قوية لتكون بنفس سوية المدارس في العاصمة عمان".
أثناء عمل الناشط "محمود صدقة" وإشرافه على قسم العائلات في مخيم الزعتري ولدت فكرة العمل، حيث شاهد إبداعات الأطفال التي تموت في ظل الخيام، اقترح إقامة معرض للرسومات المتميزة للأطفال السوريين بهدف إخراجها للضوء من خلال "عرض الأعمال الفنية لمجموعة موهوبة من الأطفال السوريين ليثبتوا وجودهم على الساحة الفنية كمبتدئين والبحث عن فرص لمساعد تهم على إتمام تعليمهم الفني أكاديمياً خاصة أنهم موهوبون جداً".
وبهدف تحقيق ذلك تم التواصل مع الفنانة السورية "ديمة الملكة" في دبي والسيدة "رولا العجة"، وهما من مؤسسة For Syria للإغاثة و مع الصحفية السورية "ميليا عيدموني" في عمان لتحديد مكان وزمان المعرض والتنسيق مع وسائل الإعلام في عمان، في حين توّلى "محمد صدقة" المتابعة اليومية مع الأطفال وشراء احتياجاتهم من مواد الرسم وتأمين موافقة لهم ليخرجوا من الزعتري لحضور المعرض يومي الخميس والجمعة (16/17-1-2014) ، في صالة "جدل" الفنية في عمان، وذلك بعد اختيار اللوحات التي ستشارك في المعرض.
العوائق التي صادفت فريق العمل أغلبها إداري يتجلى بعوائق التواصل بين دبي وعمان كون الفريق موّزعا بين البلدين، و "بتأمين المواد للرسامين بأسعار مناسبة وإيصالها لهم دون تأخير ومشكلة المواصلات. آجار الصالة ومفاوضة الصالة كي "يراعونا" بالسعر..شد اللوحات 60 لوحة!والتي قامت بشدها الفنانة السورية المبدعة "لينا محاميد" كما قامت بتفصيل إطارات خشبية مناسبة لها عند نجارها الخاص".
موّلت مؤسسة For Syria المشروع دون أي شرط أو قيد بدافع إنساني "ورغبة منا بمساعدة الأطفال السوريين، وعرض قضاياهم وإبداعاتهم إلى العالم الخارجي. هدفنا أن نضعهم على الطريق الصحيح وأن ننتشلهم من الجهل والتخلف الفكري".
لوحات الفنانين/ الأطفال التي ستعرض اليوم للضوء، تعكس براءة همومهم وانعكاس الأزمة على إبداعهم الغض، على أمل أن تكون لوحاتهم منقذا لهم من ذل اللجوء وأوجاعه إلى فضاء العالم.