إضراب الكرامة


12 نيسان 2013

بعد تسعة أشهر من عمر الانتفاضة السورية التي بدأت في الخامس عشر من آذار، قررت مجموعة من التنسيقيات والتجمعات والنشطاء على الأرض السورية في الداخل والخارج، تصعيد النضال السلمي ضد النظام عبر البدء بإضرابات جزئية تتصاعد تدريجيا للوصول إلى العصيان المدني الشامل، وهو ما أطلق عليه الناشطون "إضراب الكرامة".

حدد النشطاء يوم الرابع عشر من كانون الأول (2011) موعدا لبدء إضراباتهم التي تنتهي  في الثلاثين منه بغية دخول العام الجديد ( 2012) بعصيان مدني عام، يساعدهم على إسقاط النظام بأقل التكاليف الممكنة، كما كانوا يفكرون.

وقد حدد النشطاء خطوات الإضراب، وفق ما يلي:

  1. إغلاق الحارات الفرعية والشوارع الجانبية بشكل جزئي والذهاب إلى أماكن العمل دون القيام بأي عمل أو تأخيره ما أمكن، وإغلاق الهواتف المحمولة مدة أربع ساعات يوميا، من الثانية ظهرا وحتى السادسة مساءا، وتبدأ في يوم 14/12/2011، لتنهي في 16 من الشهر نفسه.
  2.  إضراب المحلات التجارية وهي مرحلة الإضراب القسري عبر إغلاق المحال عبر تزويد أبوابها بأقفال جديدة أو وضع مادة الصمغ في الأقفال. وتمتد من 16 الشهر نفسه حتى العشرين منه.
  3.  وتشمل إضراب الجامعات، وتمتد من 21 الشهر حتى 23 منه.
  4. وتشمل إغلاق الطرق في المدن والأرياف وقطع الطرق بين المدن والريف في كل محافظة على حدة وبين المحافظات، وتستمر من 24 الشهر وحتى 26 منه.
  5.  إضراب موظفي الدولة، وتمتد من 27 الشهر حتى 29 الشهر نفسه.
  6. مرحلة العصيان المدني الشامل، وتبدأ في الثلاثين من الشهر لتستمر حتى تحقيق المطالب المرفوعة.

وقد شارك في هذه الفعالية مجموعة كبيرة من التنسيقيات والتجمعات مثل نبض وأيام الحرية والشعب السوري عارف طريقه وغيرها، حيث تم تنسيق العمل إعلاميا وعلى الأرض، إذ تولت بعض المجموعات نشر بروشورات ومنشورات وبروموات ( جمع برومو) وفيدوهات و أغاني وتوزيعها في الشارع ونشرها في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف حض الناس على المشاركة في الإضراب، إضافة إلى المشاركة على الأرض حين بدأ الإضراب فعليا وتغطية هذه النشاطات ونقلها للإعلام.

 شكل "إضراب الكرامة" نقلة نوعية في تاريخ الحراك السلمي السوري، رغم أنه لم يكتب له الوصول إلى هدفه النهائي المتمثل بالعصيان المدني لاعتبارات كثيرة يمكن قراءتها ضمن المقال المفصل الذي كتبناه عن هذا الإضراب إلا أنه نجح في بعض المستويات على نحو كبير جدا، مثل إغلاق المحلات التجارية وقطع الشوارع الفرعية والرئيسية، بالإضافة إلى النجاح الإعلامي الكبير الذي تمثل بتغطية الإضراب والحديث من خلاله عن الانتفاضة السورية، التي شكلت التغطية الإعلامية لفعالياتها أحد أسباب استمراريتها، عدا عن الكم الكبير من الإبداعات والأغاني والرسوم التي أنتجتها الفعالية، وقد أضيف لأرشيف الانتفاضة السورية الضخم جدا.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد