لأنَّ اللون الأصفر هو لون الفجيعة والموت والدمار، لون الكره والموت والكارثة، فإنَّ مجموعة من الناشطين المدنيين السلميين قد أطلقوا حملة "الأصفر يغطي المنطقة المحاصرة في حمص"، لأنَّ شحوب اللون الأصفر وحده كافٍ من أجل التعبير عن الحالة الكارثيّة اللإنسانيّة الرهيبة التي وصلت إليها مدينة حمص، حمص المحاصرة من قبل قوّات النظام السوري منذ أكثر من 20 شهراً، علما أنه ليس كل مناطق مدينة حمص تتعرّض للكمية نفسها من الحصار، وهنالك أحياء الحصار فيها أشد من أحياء أخرى، مثل أحياء حمص القديمة العشرة، وأحياء "جورة الشيّاح" و"القرابيص"و"القصور".
الحملة تستهدف بالدرجة الأولى نقل الأخبار الميدانيّة بشكل دقيق من أحياء حمص المحاصرة، كالوضع الطبي والإغاثي والإنساني والغذائي، وعدد الأسر المحاصرة ووضع الأطفال والشيوخ والنساء، طامحة لأن تكون لسان حال المحاصرين وأداتهم الإعلامية الفعّالة
فكرة الحملة هي زرع لافتات صفراء صفراء في شوارع الأحياء المحاصرة ( القرابيص، جورة الشياح، باب هود، بستان الديوان، القصور، وادي السايح، الحميدية، ، باب التركمان، الصفصافة، بني السباعي، باب تدمر، الورشة، باب الدريب).
مضمون اللافتات يتراوح بين السياسي والإنساني، فهنالك لافتة صفراء مثلاً كتب عليها "مطلبنا الأساسي هو فك الحصار وليس إدخال المساعدات الإنسانية فقط" في رد واضح على ما يدور في أورقة جنيف حول إدخال مساعدات دون فك الحصار، ومن اللافتات المرفوعة لافتة مكتوب عليها "100 حالة بحاجة لمعالجة إسعافية عاجلة"، أو لافتة أخرى تقول:"عشرين حبة زيتون، وجبة يومية".أو لافتة أخرى على صدر طفل تقول"الجوع لا دين له".
رسالة الحملة هي رسالة إنسانية بحتة قبل أن تكون سياسيّة، خصوصاً بعد تزايد حالات الوفاة بسبب الجوع والمرض والبرد، إنّها حملة تستهدف بالدرجة الأولى إيقاظ الضمير الإنساني العالمي النائم.
الإمكانيّات التي يعتمد عليها الناشطون في الحملة هي متواضعة وبسيطة وتعتمد على الأساسيّات المتوفرة في المناطق المحاصرة، لم يتم دعم الحملة من أية جهة سياسيّة أو مدنية أو إغاثيّة معينة، كما أنه لا توجد أية عوائق أمنية أو سياسية في المناطق التي ينشط فيها الفاعلون في الحملة، لأنها تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، مما أعطى أريحية نسبية للناشطين في العمل والتحرك والبحث والتوثيق. كما أنه لا توجد أعوائق اجتماعيّة معيّنة بل على العكس، حاول الناشطون أن يكونوا لسان حال المحاصرين في المنابر الإعلامية وقد لقوا التشجيع الكبير من الأهالي المنكوبين مما يعني في نهاية المطاف أن العائق الميداني هو انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر لساعات طويلة، مما يعرقل التواصل الإعلامي للناشطين..
وحول التواصل مع المجموعات المسلحة المعارضة على الأرض يقول أحد الناشطين في الحملة لموقعنا سيريا أنتولد Syrian Untold:"هذه الحملة هي جهود ناشطين مدنيين سلميين من الحراك الثوري في مدينة حمص، ولا يوجد أي تعارض ميداني مع العمل المسلح، والتعاون مع الكتائب المسلحة يقتصر فقط على الأمور اللوجستية والأمنية من أجل تسهيل عمل الناشطين، هذا هو نطاق وحد التواصل مع الكتائب المسلحة".
حملة "الأصفر يغطي المنطقة المحاصرة في حمص" هي محاولة لإيصال الصوت المحاصر المنكوب في مدينة حمص وكامل سوريا، إلى كافة الجهات المسؤولة عن حقوق الإنسان في العالم، سعيا لتدخل إنساني عله ينقذ من نجي من براثن الموت والجوع..