بعد وصول الاحتقان السياسي بين العرب والأكراد إلى حد استخدام السلاح في مناطق التماس الكردية/ العربية، نتيجة الصراع بين مسلحي الفصائل الإسلامية المتطرفة ومسلحي حزب PYD، أطلق "تنسيقية التأخي الكردية" بالتعاون مع عدد من المجموعات الأخرى، حملة "جيجاك نحن إخوة" بهدف "نشر الوعي الوطني، وترسيخ مبدأ التآخي بين الكورد والعرب" كما يقول المسؤولون عن الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
ولدت فكرة الحملة من إيمان الناشطين القائمين بها أنه "لا مستقبل لسوريا إلا في وحدة وتكاتف جميع أبنائها: كرداً عرباً، وبكافة طوائفها"، كرد على التصرفات الحاصلة في مناطق التماس الكردية بين أهالي البلد الواحد، حيث تهدف الحملة للتذكير "بالتاريخ المشترك الجميل الذي عشناه سوياً كرداً وعرباً منذ أيام مقاومة الانتداب الفرنسي وحتى هذا التاريخ, فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا, فالتمزق والتشتت نقاط ضعف وأمراض يعاني منها الوطن، يجب أن يتخلص منها ليحظى بمستقبل مشرق".
الحملة كما يقول الناشطون موجهة للشعب السوري بعربه وكرده، وهي تستهدف المناطق التي يتجاور فيها العرب والكرد في سوريا، وهي في مدينة حلب : الشيخ المقصود – الأشرفية – مساكن هنانو – بستان القصر – طريق الباب – الشعار – حلب القديمة. وفي ريف حلب الشمالي والشرقي: منبج - جرابلس، إضافة إلى مدينة الرقة.
أول نشاط للحملة التي ستستمر لمدة ستين يوما بدءا من 15/10/2013 حمل اسم "عيدك هو عيدي، جيجك نحن أخوة" وهو عبارة عن حفلة ترفيهية لأطفال الأشرفية، "أقمنا فيها مسابقات عدة منها ووُزعت هدايا وحلوى وثياب شتويّة. حاولنا قدر المستطاع رسم البسمة على شفاههم، والتخفيف من الضغط النفسي على الأطفال وإسعادهم. آلمنا وجود طفلة مصابة بساقها جراء قذيفة وطفل يتيم الأب والأم".
وقد حضر النشاط ناشطون من مختلف المناطق كدليل على تعاطف الناشطين مع بعضهم البعض ورفضهم للتصرفات الخاطئة وإصرارهم على القيام بنشاطات توعوية رغم صعوبة الظروف.
ومن النشاطات الأخرى التي تهدف الحملة للقيام بها:
1- عرض فيديوهات عن الكورد ومشاركتهم بالثورة السورية، مع التركيز على حراكهم الوطني والثوري، مع عرض كلمات لبعض فناني الثورة السورية بما يخص الحملة.
2- إقامة معارض صور عن الحراك الثوري في المناطق الكوردية، بالإضافة لصور عن استهدافها من قبل النظام.
3- حملة الكترونية تشمل تصاميم هادفة عن الإخوة العربية – الكوردية ، وتشارك بها أغلب الصفحات الثورية .
4- طباعة بروشورات وتوزيعها ضمن النشاطات الأخرى.
5- زيارة المرضى والمصابين، مدنيين وعسكريين، في المشافي وتوزيع ورود لهم متمنين لهم الشفاء العاجل باسم الحملة.
6- التنسيق مع خطباء المساجد في المناطق المستهدفة، لتكون خطبهم عن تاريخ الكورد وحاضرهم .
7- حملة غرافيتي باسم الحملة.
8- رسم حيطان باسم الحملة.
9- تخطيط لافتات ورفعها في المناطق المزدحمة.
أهم العوائق التي تقف أمام ناشطي الحملة تتمثل بعدم "وجود تمويل لنشاطات الحملة المنتشرة في مناطق مختلفة في حلب والرقة"، و"وجود تنظيمات متطرفة تمنع هكذا حملات".
إلا أن الناشطين مصممون على متابعة "نشاطات الحملة بحسب الظرف والإمكانيات المادية" لتأكيد دور الكرد في الانتفاضة السورية التي "شارك فيها العربي والكردي والغجري والمسيحي والمسلم، فهي ثورة عبّرت عن رغبة كل فئات الشعب في التغيير وخلق سوريا جديدة تحتضن كل السوريين"، إضافة إلى إبراز مساهمة المواطنين الكرد السوريين في "إقامة ومد الحضارة الإسلامية على يد صلاح الدين الايوبي. وأيضاً من محاربة الاستعمار الغربي على يد قادة كرد كـ إبراهيم هنانو".
حملة "جيجاك، نحن أخوة": نشاط مدني سوري يستهدف إحباط محاولات النظام وبعض القوى الدولية والمحلية زرع الفتنة بين العرب والأكراد، عبر التأكيد على أن سوريا واحدة، ودليلهم إلى ذلك أن "الكردي في عامودا يخاطب إخوته السوريين باللافتات "سننتصر" .. وترد عليه لافته من كفرنبل " لأننا شعب واحد...سننتصر"، معتبرين أن "ما تقوم به القوى الظلامية لا تعبر عن إرادتنا كشعب واحد، والأخطاء فئة لا تُشمَل على كل المجتمع".