على خلفية الصراع المسلح الدائر بين اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وما بات يعرف بـ"دولة العراق والشام الإسلامية" في المناطق الشمالية والشرقية الشمالية، وجد الأكراد السوريون أنفسهم في وضع حرج، إضافة إلى أن الصراع بات ينذر بحرب كردية/ عربية تتخوف بعض الأطراف من اندلاعها، الأمر الذي دفع مجموعة من النشطاء المدنيين في مدينة "تل أبيض" لإطلاق حملة "خورزي أنا أخوك... عربي كردي واحد" بالتعاون مع "تنسيقية التآخي الكردية" ، بهدف تطمين الكورد وحثهم للعودة إلى بيوتهم، بعد أن اضطروا لمغادرتها بسبب المعارك الدائرة.
و يلاحظ أن عنوان الحملة يضم كلمة كردية "خورزي" إلى جانب الكلمة العربية "أخوك" في دلالة على توحد العرب والكرد في هوية سورية واحدة من جهة، وفي إشارة ضمنية إلى الاعتراف بالثقافة واللغة الكرديتين كمكون أصيل من مكونات الهوية السورية من جهة ثانية، بما يعطي طمأنة للشرائح الكردية بأنها لن تكون مقصاة عن المشاركة في بناء الوطن السوري، وذلك على الضد من سياسات المعارضة السورية التي لم تقدر حتى اللحظة أن تجد قواسم مشتركة مع الأكراد. إما بسبب غرقها في نزوعات قومية عربية طالما عانى الكرد منها، أو نزولا عند أجندة دول أخرى في المنطقة على رأسها تركيا التي تتخوف من التمدد الكردي في المنطقة.
وقد أقر النشطاء مجموعة من النشاطات التي تنقل فكرة الحملة إلى حيز الواقع لتكون تجسيدا فعليا للتعايش بين الطرفين لا مجرد حبر على ورق، منها:
1- بناء خيمة لتجتمع بها فعاليات المدينة .
2- تشكيل لجان شبابية تقوم بحراسة الحارات .
3- البخ والكتابة على الحيطان بعبارات تؤكد على اننا عرب وكرد واحد .
4- التخفيف من الاحتقان وحملات التجييش من الطرفين .
5- دعوة نشطاء كرد ليتواجدوا في الخيمة .
6- فعاليات سينمائية .
7- امكانية اجراء فطور جماعي و جمع مساعدات للفقراء .
8- تنظيم تجمعات ورفع لافتات تحرم السرقة من منازل الاخوة الكرد .
حملة "خورزى أنا أخوك ... عربي كردي واحد" تعكس مقاومة النشطاء المدنيين لكل المسارات التي تحرف الانتفاضة عن أهدافها، وتؤكد تصميمهم على بناء وطنية سورية تضم جميع المكونات السورية في هوية جامعة، رفضا لمحاولات تحقيق مطالب سياسوية ضيقة على حساب مكوّن سوري بقوة السلاح.