بناء على دعوة من أطفال مركز "بكرا إلنا" بالتعاون مع مؤسسة "نجدة ناو"، نظمت مجموعة من المؤسسات المدنية العاملة في مجال المجتمع المدني وشؤون الطفولة (سردة، أثر الفراشة، اللجنة الشعبية للإغاثة والتنمية، إيثار، عدد من الناشطين المستقلين)، اعتصاما تفاعليا في 4/10/2013 أمام مبنى "الإسكوا" في بيروت، تحت عنوان "دفتر وقلم رصاص لا رصاص".
و يأتي الاعتصام لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل كافة مسؤولياته تجاه الشعب السوري بشكل عام والأطفال بشكل خاص، بعد أن دخلت الأزمة السورية عامها الثالث على التوالي، مخلّفة وراءها أرقاما كارثية بعدد اللاجئين في الداخل و الخارج، إذ بلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 2 مليون، و5 مليون داخلا.
و يشكل الأطفال نسبة كبيرة من عدد اللاجئين وصلت إلى 52% ( مليون طفل لاجئ) و بلغ عدد المحرومين من حقهم بالتعليم 2 مليون طفل داخل وخارج سوريا.
ركز الاعتصام على نقطتين أساسيّتين للطفل، هما: حق الحياة وحق التعليم . وتمثلت المطالب ضمن الشق الأول، بالدعوة إلى وقف الحرب وتحييد الأطفال عن القتل، و توفير الغذاء والدواء وإنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعاً كما حصل ويحصل في مخيم اليرموك والمعضمية، و تأمين مراكز إيواء للمهجرين داخل وخارج سوريا تتضمن متطلبات الحياة الأساسية.
في حين تضمنت مطالب الشق الثاني بـ: فتح مدارس وبرامج تعليمية للأطفال، و دعم برامج تعمل على محاربة عمالة الأطفال، و تأمين الكتب والمناهج والمستلزمات المدرسية، و دعم المراكز التعليمية النفسية التي تعنى بالأطفال، و تأمين مراكز للدعم النفسي.
وتضمن الاعتصام عدد من النشاطات المتنوعة التي قام بها حوالي خمسون منظما بالتعاون مع الأطفال، مثل الرسم على الوجوه وتشكيل ألوان بالطين، والغناء والمسرح، حيث تم تقديم مسرحيتين، أحدهما قدمها أطفال فلسطينيين/ سوريين، تحدّثوا فيها عن تجربة لجوء أهلهم و بعدها تجربة لجوئهم، في دلالة على الدمج بين قضيتي لجوء، واحدة بدأت منذ ستين عاما، ولم تزل فصولها مستمرة، وأخرى بدأت للتو، وكأن لسان حال الجميع يقول: نتمنى أن لا يطول لجوءنا كحال آبائنا وأخوتنا الفلسطينيين، إضافة إلى قيام الأطفال بآداء أغاني راب للانتفاضة السورية.
وقد قام الأطفال بتحويل حديقة الأسكوا في بيروت إلى ورشة عمل حقيقية، بين من يرسم ومن يغني ومن يشكل بالصلصال وجوها وأشكالا كانت معالم الحرب واضحة عليها، إذ تمكن فريق سيريا أنتولد الذي كان حاضرا في الفعالية، من رصد طفلة وهي تقوم بتكوين رجل من الصلصال دون قدم، ولدى سؤالها عن سبب غياب القدم، كان الجواب: فقدت خلال الحرب! الأمر الذي يعطي انطباعا قاسيا عن هول ما شاهده هؤلاء الأطفال، وعما ارتسم بأذهانهم. فإذا كانت الحرب ستنتهي يوما ما، فإن ما انطبع بالذاكرة سيحكم مستقبل هؤلاء الأطفال، ولهذا تأتي هذه الفعالية وغيرها لمحاولة انتشال الطفولة السورية من وهدة الحروب، وهو ما عبّرت عنه العبارة المكتوبة على بروشور الحملة "نحن أطفال خلونا برا اللعبة".
وعن الفعالية قال مدير جمعية "سردة" التي تعمل في مجال الأطفال اللاجئين وتدير روضة ضمن هذا المجال، الناشط "دلير يوسف" لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold": " أنّ الفعالية هي اعتصام تفاعلي للأطفال السوريين اللاجئين في بيروت لتقديم مطالبهم ( حق التعليم، حق الحياة) للأسكوا والدولة اللبنانية واليونسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين".
وعما إذا كانت الفعالية حققت الهدف الذي أقيمت لأجله، قال دلير أن الأطفال والمنظمين قدموا الرسائل والمطالب للمؤسسات المعنية، ونأمل أن يتم التجاوب"، حيث ألقى أحد المنظمين كلمة الفعالية أمام مبنى الأمم المتحدة وبحضور وسائل الإعلام ومدير منظمة الاسكوا في لبنان .
"دفتر وقلم رصاص لا رصاص": نشاط مدني لمحاولة لفت انتباه العالم الأصم إلى الموت المحدّق بأطفال سوريا، صرخة ليتوقف هذا القتل، وليكون "قلم الرصاص" الذي يعلم الأطفال، بديلا عن الرصاص الذي يقتل.