كي لا ننسى


17 نيسان 2013

في الرابع والعشرين من شهر نيسان عام 2012 ، أطلقت عدة تجمعات  مدنية في محافظة حلب فاعلية أطلقوا عليها اسم " كي لا ننسى ".

 أتت هذه الفاعلية في وجه حملات الإعتقالات الهمجية التي كان ومازال يمارسها النظام، بهدف تسليط الضوء على المعتقلين عبر المطالبة بإطلاق سراحهم ورفع قضيتهم ونشرها إعلاميا، أي العمل على تشكيل رافعة ضغط على النظام عبر فضحه إعلاميا وشعبيا وعالميا.

عن هذه الحملة يقول الناشط "وائل سلقيني" الذي ساهم بفاعلية في هذه الحملة: "هي حملة مدنية ذات هدف نبيل, أردنا من خلالها التخفيف من معاناة أهالي المعتقلين لنقول لهم بأننا متضامنين معكم، ولن ننسى كل لحظة ألم وكل دمعة حزن زرفتها أم معتقل".

حين تأسيسها استثمرت الحملة الانتخابات البرلمانية لتذكير الناس بالمعتقلين، حيث قام النشطاء بطباعة أكبر عدد ممكن من صور المعتقلين والشهداء ووضعهم على أنهم مرشحين للبرلمان وتعليق الصور على جدران المدينة.

وعن ولادة الفكرة يقول وائل لموقعنا: " هي فكرة بديهية جداً , كيف لي أن أنتخب ذاك البلطجي "شعبان بري"، وأنا أعلم بأن الدكتور محمد عرب في السجن، ماهذه المفارقة؟! إن الإنتخابات البرلمانية التي أقامها النظام لا أستطيع التعليق عليها سوى بالقول بأنها " مسخرة " وكانت حملة انتخب مرشحك المعتقل و مرشحك الشهيد ضمن فاعلية كي لا ننسى رداً على انتخابات النظام الزائفة".

وضمن نشاطات الحملة قامت مجموعات من الشباب بحملات بخ " جرافيتي " لصور المعتقلين والشهداء طالت أحياء عديدة من حلب نذكر منها بستان القصر , الأشرفية , الشيخ مقصود , صلاح الدين وغيرها من المناطق" .

كما شملت الحركة فيديوهات بسيطة تم إنشائها بنفس الهدف والسياق، فكان هنالك أربعة فيديوهات تسلط الضوء على العديد من المعتقلين الذين طالت مدة اعتقالهم  كالطالب الجامعي نور حلاق والطبيب محمد عرب، بالإضافة لعدة وجوه مثل جلال نوفل ( الذي خرج الآن من المعتقل) , وكاتب السيناريو عدنان زراعي , و علي عثمان , رزان غزاوي و سلامة كيلة ( خرجا الآن من السجن).

عن النتائج التي حققتها الحملة يقول وائل: "عملنا جاهدين لحشد الرأي الشعبي العام لتسليط الضوء على معاناة هؤلاء المعتقلين من أجل أن نضغط بكل قوانا على النظام بهدف أن يتجاوب معنا، ولكن في نهاية الأمر اكتشفنا بأن كل محاولاتنا باءت بالفشل, فالنظام رفض أن يرضخ لضغوطنا وكأننا كنا نصارع طواحين الهواء على طريقة الدون كيشوت".

ولكن تبقى التجربة بحد ذاتها مفيدة فقد كانت أيام جميلة مليئة بالحيوية والعمل ويكفيني الحب الذي شاهدته بعيون المشاركين فهو أساس أي عمل قادم .

وعن مستقبل هذه الفعاليات و عمل النشطاء الذين قاموا بهذه الفعالية، يقول وائل: " نجد في الوقت الحالي أننا واقعون في أتون حرب لا مجال فيها للحركة في وجه النظام، بعدما سقطت جميع الأقنعة عن وجهه القبيح، ولكننا مازلنا مؤمنون بأن العمل المدني، هو الذي يبني الديمقراطية ويشعرنا بأننا أحرار، فقد نستطيع اليوم إعادة إنعاش هكذا مبادرات لتكون في وجه عسكر الثورة، وحتى نقول لهم نفس العبارة " كي لاننسى " مبادئ ثورتنا وأهدافها.

بهدف إبقاء قضية المعتقلين مرفوعة وموجودة على ساحة الحراك السلمي السوري يعمل هؤلاء النشطاء على استثمار أي حدث للتذكير بهم، ولهذا يضع على صفحته الرسمية نص مقتبس من الشاعر السوري محمد الماغوط: "الذين لا يأتون .. لا يقترفون غير خطيئة الغياب، أما نحن , فنقترف خطيئة الحياة دونهم , ونظل غارقين في الحنين مبللين بدهشة الانتظار".

ينهي وائل كلامه بالقول: "لن ننسى بأن ثورتنا بدأت سلمية مدنية هادفة لإحقاق الديمقراطية والعدل في بلدنا الحبيب سوريا ولن ننسى بأن عودتنا لإحياء هكذا نشاطات سيكون له المساهمة الرئيسية لإخماد الحريق المشتعل في البلد, الحب والصدق ورفض الظلم هكذا كنا نتكلم ونفعل وهذا ماسوف نعود له".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد