أطلق المجلس المحلي الثوري في بلدة (سرمدا) التابعة لمحافظة إدلب في شمال سوريا حملة يدا بيد لجعل سرمدا أنظف.

انطلقت الحملة بتاريخ الأحد 19/5/2013 و استمرت حتى يوم الخميس 23/5/2013.

تهدف الحملة إلى تنظيف شوارع المدينة وحاراتها، حيث قام الشباب المتطوعون في اليوم الأول للحملة تنظيف الطريق الرئيسي في المدينة، كما قاموا بترحيل مقالب القمامة الكبيرة بعيدا عن البلدة باستخدام الجرافات والشاحنات.

وفي اليوم الثاني بدأ الناشطون عملهم في "شارع المقسم"، وهكذا شارعا شارعا، إلى أن تم تنظيف "سرمدا" بالكامل.

وتأتي الحملة بهدف تعويض الفراغ الذي تركه انسحاب مؤسسات النظام من المدينة، خاصة فيما يخص الشؤون الخدمية.

وعمل الناشطون على حض السكان على المشاركة في الحملة، حيث كتب "علي عيدو" على صفحة أحرار وشباب الشمال السوري (تنسيقية سرمدا) التي غطّت الحملة إعلاميا: "نريد أن تكون بلدتنا هكذا عالسراء والضراء. أن يخرج جميع الناس لتلبيه النداء. هذه بلدتنا يجب أن نحافظ عليها من الوسخ. الوسخ نوعين منها الأشياء التي بالأرض ونذهب بها الى القمامة، ومنها أشخاص ويجب أن نذهب بهم لمزبلة التاريخ. هذه بلدتنا من حق كل شب أن يفعل الخير لأجل أبنائها.هذه سرمدا. معناها لكلمة سرمد وهو الأبدي الدائم. وهذه بلدتنا للأبد نموت ونحيا بها أعزاء وليس ضيوف. جزاكم الله كل خير يا متطوعين الشرفاء الأحرار"، الأمر الذي يعكس وعياً حاداً بأنّ تنظيف الشوارع يجب أن يترافق مع تنظيف العقول أي العمل على الوعي وبنائه بعيدا عن الوعي المشوّه الذي كرّسه الاستبداد.

وشارك في الحملة سكان المدينة إلى جانب المعارضة المسلّحة والمجلس الثوري، مما يدل على أن السلاح ينتهي بمجرد الوصول للهدف الذي حُمِلَ لأجله.

وانهماك الشباب والناشطين بالعمل لم يمنعهم من محاولة رسم البسمة، حيث كتب مجموعة من الشباب وهم يحملون أدوات التنظيف لافتة في نهاية اليوم الثاني كتب عليها: " سرمدا صارت نضيفة والله لنكيّف".

حملة "يدا بيد لجعل سرمدا أنظف" تعكس وعي الناس بأهمية البناء والاعتماد على الذات لتحمل مسؤولية الحرية التي نادوا بها، مصممين على دفع ضريبتها الباهظة، ولذا هم يتحمّلون كل شيء في سبيلها.