أسبوع أمني للتوعية الرقمية


08 حزيران 2014

بمشاركة كل من مشروع "سايبر أرابز" ( تابع لمنظّمة "معهد صحافة الحرب والسلام" IWPR،) و "سلامتك للأمن الرقمي" و"مكتب الاستشارات الأمنية للثورة" و"تقنيون لأجل الحريّة" أطلق مجموعة من الناشطين السوريين المختصين بموضوع الأمان الرقمي حملة " أسبوع أمني للتوعية الرقمية"، لمدة أسبوع بدءا من الأول من حزيران 2014، بهدف "توفير المصادر والاستراتيجيات والأدوات الأفضل من ناحية الأمن وسهولة الاستخدام للناشطين لإنجاز أعمالهم الحسّاسة دون تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر" كما يقول أحد منظمي الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

قبل أسبوع من الحملة، لم يكن لدى أي من الناشطين تفكير بالحملة أو إشارة لها، إلا أن اعتقال عدد من الناشطين المرتبطين بهم نبههم إلى خطورة الأمر، خاصة أن الاعتقال لم يؤذي النشطاء فحسب، بل امتد "إلى الأشخاص الذين على ارتباط بهم، سواء كانوا من العائلة أم من دائرة النشاط السياسي ذاتها، ويعود ذلك إما إلى إهمال أو جهل هؤلاء النشطاء لأمنهم الرقمي"، الأمر الذي دفعهم لإعادة التفكير والتذكير بأهمية الأمن الرقمي، فكانت هذه الحملة التي أطلقت لها صفحة على الفيسبوك، تتلقى من خلالها الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن وتقدم خبرتها ومقالاتها ذات الصلة للناشطين والمواطنين على حد سواء.

رغم أن "فضاء الأمن الرقمي أوسع من أن يتم حشوه خلال 6 أيام" حدد الناشطون مدة ستة أيام لحملتهم، يقدمون فيها "الأساسيات والأمور الأهم للمستخدمين"، علما أن انتهاء الأسبوع لا يعني "توقف نشاطنا بالطبع، سنقوم بالتوسّع في حملتنا لنغطّي كافة الأمور".

يتركز عمل الناشطين في الفعالية على نشر مقالات وبوسترات وفيديوهات متعلقة بالموضوع الذي يتم اختياره لكل يوم، وهي مواد "نتاج عملنا وبحثنا خلال السنوات الثلاث سنوات السابقة، أي منذ بدء الثورة السورية".

ويعمل الناشطون عبر صفحتهم على تحفيز الناشطين الآخرين والجمهور على طرح تساؤلاتهم ومشاكلهم والأخطار التقنية التي تواجههم، "فحين نقوم بكتابة مقال أو إعداد فيديو، نعتمد على تجاربنا وتجارب سابقة في تغطية جوانب المقال، وتفاعل المشاركين في الحملة من نشطاء ومشاركتنا مشاكلهم، يساعدنا على تغطية جوانب أوسع في المواضيع".

ليس للحملة أي تمويل، ولا يفكر الناشطون بالحصول على أي تمويل لأنه عمل "طوعي لا يوجد فيه أي تكلفة"، بل أكثر من ذلك إن فريق الحملة يعتبر أن نجاحه لا يتوقف على الكم الكبير بل على قدر "الأمان الذي سنستطيع أن نوفّره للمستخدمين، إن استطعنا تجنيب شخص واحد من تقييد حريّته أو المخاطرة في حياته، فإننا نعتبر أننا استطعنا الوصول إلى هدفنا. ولكننا بالطبع نتمنّى أن نستطيع حماية جميع الأشخاص من هذه المخاطر".

أهم العوائق التي صادفتهم في الحملة تتمثل بإهمال الناشطين لأمانهم الرقمي، إذ رغم محاولتهم لفت الانتباه لأهمية الأمر، فإن النشطاء يستمرون في تجاهل الأمر، "ويُرجع هذا التجاهل إلى صعوبة معظم أدوات الحماية بالنسبة للأشخاص العاديين، لذلك نحاول أن نقدّم معلوماتنا بأبسط طريقة ممكنة والإسهاب في الشرح لمحاولة تقليل هذه الفجوة بين المعرفة التقنية للمستخدم العادي وتعقيدات برامج الحماية واستراتيجياتها".

تمكنت الحملة من الوصول إلى عدد كبير من الناشطين والجمهور، وتمكنت عبر صفحتها من فتح نقاش مع الجمهور حول هذا الأمر، معتبرين أنهم أنجزوا "أكثر مما كنا نتوقع، يبقى التركيز الآن على صياغة موادنا بطريقة تسمح بفتح باب النقاش بين المنظّمين والمشاركين".

حملة "أسبوع أمني للتوعية الرقمية": تأتي لتؤكد ترابط العلم بالنشاط السلمي المدني، فالثورة ليست مجرد تظاهر ونشاط عشوائي، بل هي مرتبطة ارتباطا وثيقا بوسائل المعرفة وكيفية الحماية من ملاحقة النظام عبر تفكيك منظومة قمعه، ولذا يعمل النظام على إبقاء شعبه في الجهل في حين تعمل الثورة ونشطائها على بث الوعي حول كل شيء بدءا من ظلم النظام وليس انتهاء بكيفية التهرب من متابعة أجهزة أمنه.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد