"ارفع صوتك من أجل أطفال سوريا" فعالية أسسها ناشطون سوريون تهدف إلى "تخفيض عدد الشهداء بسلاح الطاغية الدموي بشار الأسد من 12 شهيد طفل يومياً إلى 0!"، من خلال رواية قصص الأطفال ونقل معاناتهم لتشكيل حيز ضغط معنوي على العالم والمنظمات الإنسانية للدفع بهذا الاتجاه، حيث تنقل الحملة على صفحتها كل ما له علاقة بآلام وأحلام الأطفال، وعبر ثلاث صفحات واحدة بالعربية والفرنسية والانكيزية بهدف إيصال صوت الأطفال ومعاناتهم إلى كل العالم.
الحملة لا تتوقف هنا بل تعمل على إبداع فعاليات ذات صلة بالأمر، فتزامنا مع "اليوم العالمي للطفل" الذي تنظمه الأمم المتحدة بتاريخ 20 تشرين الثاني نوفمبر 2013 أطلقت الحملة فعالية "سأحكي قصة طفل سوري لم تحك من قبل" بهدف توثيق حكايات الأطفال لكتابة التاريخ بوجه الطغاة، لأجل أن يقرأ الأطفال حين يكبرون تاريخهم ولحظات طفولتهم المهدورة في مخيمات اللجوء، ويعرفوا قيمة هذه اللحظات التي استشهد أو اعتقل آباؤهم من أجلها.
"سأحكي قصة طفل سوري لم تحك من قبل" التي تكوّنت ونشطت على الفيسبوك اقترحت على متابعيها كتابة القصص وفق ثلاثة أنماط/ تقنيات هي الكتابة والصورة والمقابلة، حيث الأولى تقوم على كتابة قصة طفل سوري يعرفه أيّ منا، ورواية حكايته للناس وحاجته ونشاطاته ووضعه سواء كان لاجئا أم مقيما، موهوب أو محاصر أو لاجئ أو جائع أو معتقل، في حين تسعى تقنية الصورة إلى رواية قصة الطفل عبر مجموعة من الصور التي تعكس جوانب حياة هذا الطفل ومعاناته، في حين تقوم تقنية المقابلة على إجراء مقابلة صوتية أو مصورة مع طفل وتركه يروي أحلامه وقصصه وحكايته ومواجعه.
وفعلا تفاعل الجمهور مع الاقتراحات وبدؤوا ينشرون كل ما شهدوه وعرفوه من قصص وحكايات عن أطفال سوريا، فهيام عمر كتبت "سمر صبية ذات ثلاثة عشر ربيعا، شقراء من زهرات بلدي. قطفتها يد الظلم و اللاإنسانية في شهر تشرين الأول بصاروخ من طائرة الغدر و الإجرام الأسدي لتسقي بدمها الطاهر مع والدها الشهيد تراب وطني الحبيب و تكون قربانا". وروت في مكان آخر قصة طفل اسمه علوش فهو "طفل صغير بس حلمو كبير بسوريا الحرة. هو عندو هم وحيد حاليا" أنو ما يكون برات البيت وقت بيبدأ قصف الأجرام الأسدي. هالطفل عندو قناعة بأنو ما دام ببيتو فهو بأمان (وكأن الطغيان الأسدي حيفرق معو بيت هالطفل أو بيت غيرو ). مرة بلش القصف عالحارة كان قريب كتير و انتشرت الشظايا ركضنا و تخبينا عند أهل هالولد لأنن عايشين بطابق أرضي هو كان نايم لأن عندو مدرسة تاني يوم بس فاق عصوت القذائف و كالعادة سكر أدانو وفتح تمو و قعد يستنى رحمة الله. هدي القصف شوي قام رجع نام و هو بنفس الوضعية و صار كل ليلة ينام على هالحالة و يحلم أنو يفيق ويلاقي سوريا المستقبل اللي عمتغني حرررررررررررررية".
https://www.youtube.com/watch?v=-XF9z9-mfC0
لعل الفلم الذي يروي قصة شهيد الثورة السلمية "غياث مطر" وابنه من أكثر الأفلام تأثيرا في النفس، فالأب والابن لم يلتقيا إلا في الفيلم، لأن الأب استشهد قبل شهرين من وفاته في أقبية النظام لتبقى وصيته التي كتبها لابنه وأطفال سوريا حيّة، إذ جاء فيها: "تذكروني حين تحتفلون بإسقاط النظام، وتحرير الوطن من العابثين. تذكروني كلما غرستم شتلة ياسمين في أرض سوريا وكلما أعمرتم لبنة في بناء، وكلما نظرتم إلى المستقبل في عيون الأطفال. وتذكروا أنني قدمت روحي ودمي لأجل تلك اللحظة. أيّدكم الله وثبتكم على طريق النضال السلمي، وكتب النصر على أيديكم أيها الأبطال".
"ارفع صوتك من أجل أطفال سوريا" فعالية تعتمد التوثيق والرواية للحكاية الخارجة من رحم الأرض السورية ومعاناة الأطفال السوريين علّها تشكل ضغطا على عالم ماتت إنسانيته فيوقف قتل هؤلاء الأطفال.