تزامنا مع انتشار شريط فيديو للعقيد مصطفى شدود على وسائل التواصل الاجتماعي، يتقدم خلاله نحو خصومه المسلحين عاريا من السلاح ليقول لهم: أنا من سوريا أنا من بلدنا"، أطلق مجموعة من الشباب السوريين حملة " مستوحاة من جملتو يلي رح يخلدها التاريخ"، سعيا منهم لتقديم خطاب جامع للسوريين " ينظر إلى سوريا على أنها وطن للجميع".
ويرفض الناشطون أن يطلقوا على أنفسهم اسم تنسيقية لأنها تجمع ثوري في حين أنهم "تجمع شبابي بخطاب سوري جامع".
بدأت الحملة بشكل فردي على صفحات الفيسبوك، ونتيجة الإقبال الذي لقيته من السوريين، إذ بلغ عدد المعجبين حوالي سبعة آلاف خلال ستة أيام، قرر الشباب توسيع الحملة، داعين كل من يتابعهم ويؤمن بقضيتهم إلى اتباع الخطوات التالية:
- بيكتب على كرتونة صغيرة أو ورقة " أنا من سوريا , من بلدنا ".
- بيكتب تحتها وين عايش بأي مدينة بالعالم و تاريخ اليوم.
- بصوّر الكرتونة أو بيصوّر حالو ماسك الكرتونة ( حرية شخصية )
- بيبعتها برسالة عالصفحة , أو ايميل على : [email protected]
وتستمر الحملة لمدة أسبوعين على أن يصار في نهايتها إلى إنتاج "فيديو وثائقي عن قصة الشهيد مع الرسائل يلي بعتوها و رسالة من تجمعنا لكل أبناء سوريا, دون استثناء".
وقد قدّم النشطاء أنفسهم عبر صفحتهم الفيسبوكية بما يلي: "إذا أوّل شي خطرلك أول ما دخلت إنو تسأل هالصفحة موالية ولا معارضة .. بحب جاوبك بكل صراحة و قلك , يلي ساووها نسيو للحظة شو هنن سياسياً , و تذكروا إنو بالضفة التانية في وطن متل ما بالضفة تبعهن في وطن ..هنن ناس شافو بالعقيد شدود من الجيش النظامي, و بالعقيد أبو فرات من الجيش الحر, مثال لضباط بجيش يمكن يوم من الأيام يتكوّن و يكون جيش للوطن بكل ما تحمله الكلمة من معاني. بدنا ندور عليهن, للناس يلي متل أبو فرات و العقيد شدّود. مو حباً بالعسكر, و لكن مافي وطن بلا جيش وطني، يحمي الحدود و يحمي الشعب من الصراعات السياسية"، داعين كل من يدخل الصفحة لان يترك حقده خارجا.
وتفاعل عدد كبير من الناس مع الحملة، بين من رفع عبارة شدود في الداخل والخارج، وبين من كتب رأيه على الصفحة وبين من كتب قصائد تحاكي الحالة كـ"أسعد الأمير" الذي أهدى الحملة قصيدة يقول مطلعها: "ترجل عن فرس الرصاصة/ وانحنى للحجر المطرز بالسواد/ كانت بداية حلمه صوت دوري/ وراية تعلو القلاع/ وسنابل خضراء"، إضافة إلى مشاركة حملة " NO. . لأ " ببروشور مكتوب عليه "لا تنسوا وطنكون/ أنا من سوريا ... أنا من بلدنا ../ الطايفة مالها شوارع ولا حارات..".
مشاركة من قبل حملة "لأ" بحملة "أنا من سوريا". المصدر الصفحة الرسمية للحملة على الفيسبوك
يسعى النشطاء لنقل الحملة من الواقع الافتراضي إلى الواقع، إلا أنّ ثمّة عوائق تقف في طريقهم تتمثل بـ "بطش طرفي الصراع, و صعوبة الانتقال من العمل الافتراضي الالكتروني إلى العمل على أرض الواقع و خطورة ذلك على حياة المجموعة و غيرها الكثير من مجموعات العمل المدني التي حاولت تجاوز الفيسبوك و اصطدمت ببطش لم يسبقه تاريخ العمل المدني في العالم ربما".
ويختم النشطاء القائمون على الحملة حديثهم مع سيريانتولد syriauntold بالقول:"جميعنا مدنيون، و نحبّ العمل المدني السلمي الغير مسلّح و الوطني الغير مسيّر أو مسيّس أو ممول, نعمل لأجل الوطن. و لا ثمن لذلك العمل و لكننا نعلم في دواخلنا, أن وجود جيش وطني التوجه غير متأثر بالصراعات السياسية,,هو بداية انتقال سوريا إلى الطريق الصحيح بعيداً عن التطرف و الصراعات الطائفية و السياسية".
حملة "أنا من سوريا من بلدنا"، وتفاعل السوريين معها تعكس توق السوريين للتوحد حول خطاب جامع ينهي حال الاستقطاب الدائر في البلد لصالح سوريا لكل السوريين.