التزاماَ من شباب (حقنا) بالنظام الداخلي للحركة, والذي ينص في مادته العاشرة على أهمية نشر الوعي وتعريف الناس بحقوقهم بأشكال سلمية, منها توزيع الكتيبات والرسوم والنصوص, أطلق نشطاء الحركة حملة سميت (اعرف حقك), حيث بدأت الحركة في الرابع والعشرين من شهر نيسان, واستمرت لمدة أسبوعين, تم خلالها توزيع منشورات تتضمن بنود من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, وبعض أهداف الحركة.
عن الحملة يتحدث أحد نشطاء الحركة لـ(سيريا أنتولد): "بعد المواقف التي تعرضنا لها خلال حملة (دمار), أصابتنا الدهشة حقاً, أشخاص كثيرون التقينا بهم خلال تلك الحملة يجهلون حتى أبسط حقوقهم"، ويضيف: "شعبنا للأسف, يعيش منذ أكثر من أربعين سنة في ظل حكم ديكتاتوري, أنساه أنّ من حقه أن يحصل على تعليم جيد, له حق بالحرية والمساواة والمواطنة, لذلك قمنا بهذه الحملة, لتوعية البعض أو تذكيرهم بتلك الحقوق".
على ورقة صغيرة وزعت في شوارع مدينة الرقة بعنوان (اعرف\ي حقك) نقرأ : "يولد جميع الناس أحراراً و متساوين في الكرامة و الحقوق، و هم قد وهبوا العقل والوجدان و عليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء".
قد يبدو الأمر عديم الجدوى للبعض, مدينة تتعرض للقصف من قبل النظام, وضعها الاقتصادي في انحدار, جل ما يريده أبناؤها أن يجدوا عملاً يكسبهم لقمة عيشهم, قد لا يكترثون كثيراً لمجموعة من الشباب, توّزع على رصيف حيّ ما مناشيراً, تتضمن بنوداً لحقوق الإنسان, حيث صرح لنا أحد نشطاء الحركة, استياء بعض الناس وتمزيقهم للأوراق وهم يصرخون: "هي تجيب رواتب إلنا, وتأمن خبز؟", كما اتهمت بعض الكتائب المسلحة حركتهم "بالعلمانية المتشددة ورفض الإسلاميين".
وفي ردهم على سؤالنا عن طريقة مواجهتهم للكتائب التي وصفتهم بمعاداة الإسلام قال أحدهم: "لم يكن هناك حالة صدام واجهناهم بإكمالنا لتوزيع المناشير, فالصمت أقوى الأسلحة عندما تواجه أناساً جهال, نتمنى أن يفهموا بأنّ الحملات السلمية هذه لا تحاول محاربتهم, نحن فقط نحاول تفعيل النشاط المدني في المدينة, نحاول المساعدة بالوسائل المتاحة لدينا"
بالرغم كل العقبات التي أعاقت العمل, أتمت الحملة يومها الرابع عشر, ومعظم ردود الناس على المنشورات كانت إيجابية.
يعتبر نشطاء الحركة, حملة (اعرف حقك) من أهم النشاطات التي قاموا بها, فقد أتاحت لهم فرصة التفاعل مع الناس, وسماع آراءهم وانتقاداتهم فيما يخص العمل الذي يقومون به.
نحن أيضاً نلتمس أهمية الحملة هذه, فتلك الأوراق الصغيرة التي قاموا بتوزيعها تحمل مفردات كـ(الديمقراطية والمساواة والعدل), مفردات كانت غائبة عن قاموس المواطن السوري لعقود طويلة.