تزامنا مع عيد الاضحى أطلق مجموعة من النشطاء السوريين المعتقلين سابقا في سجون النظام حملة تضامنية مع رفاقهم الذين بقوا في السجون السورية، حملت اسم "حريتكم عيدنا"، حتى "لا تمر أيّام العيد هادئة عاجزة عن إزعاج هذا الصمت الذي يخيّم حول المعتقلات السورية"، كما تقول إحدى الناشطات في إطار الحملة لموقعنا سيريا أنتولد syriauntold.
النشطاء أطلقوا الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي في أوّل أيام العيد مرفقة بحملة إعلامية ساهمت بنقلها إلى "معظم مواقع الأنترنت حيث تم توحيد البوسترات و الهاشتاغ ليصل الى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين، كما تضمنت مشاركات ميدانية من الداخل السوري، ومن بعض الدول العالم تضامنا مع الحملة و مع المعتقلين".
إضافة إلى التذكير بالمعتقلين و إبقاء قضيتهم حاضرة في حيّز الرأي العام السوري والعالمي، فإن الحملة هدفت إلى "الوقوف المعنوي إلى جانب المعتقل السوري في هذه المناسبة، و التأكيد على أنّ لاعيد إلا بحريتهم، حيث أنّ أغلب النشطاء المشاركين في الحملة من المعتقلين قضوا أعياد داخل زنازين النظام المجرم، و يدركون الألم الذي يعصف بالمعتقل في هذه المناسبة".
أهم العوائق التي واجهتها الحملة هي صعوبة العمل الميداني على الأرض في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، مما يعني أنها "ليست بشكل حراك مدني على الأرض"، مقتصرة على العمل الافتراضي، إلا في مدينة حماه التي لم يأبه أهلها وأبنائها للخوف، فخرجوا في "مسائية محمّلة بالشموع تضامناً مع معتقلي الحرية وشهدائها" حيث رفعت لافتات كتب على بعضها: " كل ما اعتقلوا واحد جديد، صارت الحرية عنّا عيد".
وتفاعل العديد من النشطاء والمثقفين وأهالي المعتقلين مع الحملة، حيث كتبت الناشطة بهراء حجازي: "المعتقلون الشهداء ... دماؤكم جسر بين الزنزانة و الحرية .. العيد عند آخر الجسر"، وأصبح كل مواطن يكتب على صفحة الحملة اسم أخاه أو ابنه أو صديقه أو صديقته.. المعتقلين ومكان اعتقالهم للتذكير بهم، وإبقاء قضيتهم وأسماءهم حيّة.
حملة "حريتكم عيدنا" تأتي لتنضم إلى العديد من الحملات والمبادرات التي أطلقت لأجل المعتقلين السوريين، ولتنضم إلى العديد من الحملات والفعاليات التي أقيمت تزامنا مع عيد الأضحى، لتؤكد أن النضال السلمي المدني لا زال حيّا، وأن النشطاء مصممون على متابعة دربهم حتى "كسر القيد" داعين الجميع " للوقوف الى جانبنا، و المشاركة معنا لإيقاف نزيف الروح في الأقبية الرطبة بالسجون السورية".