أقدم مجموعة من الشباب والناشطين في مدينة الرقة على تأسيس " فريق دفاع مدني" بهدف "الاستجابة السريعة في حالات القصف والكوارث لمساعدة الناس، وتأمين سحب المصابين من تحت الأنقاض، و إجراء الاسعافات الأولية، وحمل ونقل المصابين إلى المشفى، وإخلاء وإطفاء الحرائق إن وجدت" كما يقول أحد الناشطين العاملين في الفريق لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
بدأت الفكرة ضمن إطار اجتماعات "المجلس المحلي" في الرقة الذي يجتمع كل أسبوع لمناقشة أمور المدينة وحاجاتها، حيث طرحت فكرة إنشاء الفريق، و"كون المدينة محررة فإنها فقدت الكثير من كوادرها فكان لابد لنا البدء من خلال دورة لتأهيل فريق دفاع مدني يكون على قدر المسؤولية".
وفعلا تم الإعلان عن الدورة ليقوم مجموعة من الشباب بالتسجيل والتدرب على دورة شاملة عامة، على أن يتم لاحقا إجراء "فرز ودورات تخصصية وبعدها سيتم التنسيق مع لجان الاحياء وترشيح أسماء من أهالي الاحياء ليتم تدريبهم".
ينوي الفريق تطوير عمله ليصبح مديرية الدفاع المدني من خلال دورات في كافة الميادين، على أن يغطي عمل المديرية: إطلاق صافرات الانذار المبكر في حالات الخطر، و إطفاء الحرائق الناجمة عن حالات القصف، وسحب المصابين من تحت الأنقاض، و إجراء الاسعافات الأولية، و العمل على الإخلاء والإيواء وتجهيز أقبية لحالات الإخلاء".
تم دعم الفكرة من خلال "أهل الخير ودعم بعض المنظمات التي كانت متحمسة جدا للفكرة" كما يقول الناشط لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold"، إلا أنه لا يزال يعاني من "نقص حاد في التمويل لكننا مستمرون في العمل وفق ما هو موجود ومتوفر".
https://www.youtube.com/watch?v=6aJBkgCXWJQ
وهنا يوّجه أحد أعضاء الفريق الذي تواصل معنا لومه للتشكيلات السياسية المعارضة على قلّة دعمها، إذ يقول " من أول أيّام التحرير إلى هذه اللحظة لم نر أحدا من الائتلاف أو من شخصياته المبجلة زار الرقة، ورأى ما هي أوضاع الرقة؟ وما احتياجات المجلس المحلي؟ كون مجلس المحافظة إلى الآن لم يستقر وضعه داخل الرقة أو في الائتلاف .. رغم ذلك نحظى بدعم أهلنا في محافظة الرقة سواء دعمهم المعنوي أو المادي واستطعنا جعلهم يثقون بعملنا وبمجلسنا".
وعن العلاقة بين المنظمة الوليدة والتشكيلات العسكرية الموجودة في المدينة، يقول الناشط أنه " رغم كل المضايقات التي يتعرض لها مجلسنا فإنه استطعنا الحصول على ثقة بعض الكتائب التي أصبحت تقدّم شبه حماية للمجلس دون التدخل في عمله. وقد حاول فصيل "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المعروف باسم "داعش" أكثر من مرة تضييق الخناق على المجلس ومحاولة إغلاقه ولكن تم حل الموضوع عن طريق جبهة النصرة وبعض الفصائل".
يعمل الفريق حاليا على تشكيل "عدة فرق قادرة على تغطية المدينة بشكل كامل من خلال تقسيمها لقطاعات. كل فريق مسؤول عن قطاع".
ورغم أنه منذ تخريج الدفعة الأولى لم يوضع الفريق حتى الآن بموقف يختبر قدرته على العمل الفعلي، إلا أنه تم "افتعال حرائق وغيرها من الاختبارات، وتم أخذ الفريق إلى أبنية مدمّرة لتعليمهم كيفية سحب المصابين من تحت الأنقاض لتعويد الفريق على الأحداث والمواقف التي سيتعرض لها في المستقبل".
"منظمة الدفاع المدني" في الرقة عمل أهلي مدني يقوم على جهود شباب رؤوا الفراغ الحاصل في مدينتهم، وحاجة الناس لمبادرة الفعل، خاصة أن عشرين بالمئة من الضحايا يقتلون بسبب عدم توفر أبسط وسائل الإسعاف السريع، فقاموا بها ساعين وفق ما تتيحه الظروف لهم إنجاز شيء ما، لإشعال شمعة وسط هذا الظلام.
