لعبتك فرحة للعيد


14 تشرين الأول 2013

يحلم الكثير من الأطفال السوريين بالحصول على ألعاب و لحظات فرح عادية، إلا أن ظروف الحياة التي تعيشها سوريا تجعل هذا الحلم على بساطته أشبه بمستحيل وسط دوامة العنف وارتفاع الأسعار التي جعلت من سقف تطلعات المواطن المستقر ( فما بالك باللاجئ في المخيمات) أن يؤمن رغيف الخبز له ولعائلته، الأمر الذي جعلهم يهملون حاجات أطفاهم بقلوب ملؤها الحزن.

وإذا كان يمكن للأهالي تجاهل مطالب أبنائهم هذه في الأيام العادية، فإنه يصعب عليهم تجاهلها في أيام العيد، لترابط العيد في أذهان الأطفال بالثياب الجديدة والألعاب والفرح.

ونزولا عند هذا الأمر أطلق مجموعة من الناشطين المدنيين الشباب مبادرة "لعبتك فرحة للعيد" الهادفة إلى "جمع الألعاب حتى ولو كانت قديمة أو مستعملة، وأيضا صناعة ألعاب يدوية بإشراف شباب خريجي الفنون الجميلة، وتوزيعها في أيام عيد الأضحى المبارك" على "أطفال في مراكز الإيواء والأطفال المقيمين في الشوارع والحدائق بدمشق" كما تقول الناشطة "ديما نقولا" لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

الفعالية هي أحد مبادرات شبابية كثيرة أطلقها الشباب المدني، مثل "بكفي و"غروب الضيعة" التي شارك " فيها كثير من شباب خارج هذه الحملات منهم من تيار بناء الدولة السورية ومنهم شباب مستقلين أحبوا المشاركة بالعمل أو بالألعاب، ويتم العمل بشكل جماعي نجمع الألعاب معا، نصنعها معا، وسنوزعها معا".

الفعالية التي تأتي بالتوازي مع فعالية أخرى هي "صرخة للأم السورية" تأتي لتحقيق رسالة تقول بـ "ضرورة استمرار الحياة في سورية، وأهمية استمرار العمل المدني، وضرورة البدء بالبناء ورسم البسمة على وجوه من حرموا منها".

يقوم بهذه الحملة ناشطون وشباب سوريون ينتمون إلى كل المشارب السياسية التي تؤمن بالعمل السلمي المدني، إذ تقول ديما " لا نشترط انتماءات محددة للمتطوعين، ولكننا أيضا نحافظ على روح المبادرة وتوجه الحملات الشبابية التي انطلقت منها، فلا نقبل تسييسها من قبل أي توجه أو استغلالها، فوفق رؤيتنا العمل المدني يجب أن يكون عمل مدني فقط لا أهداف سياسية له".

وبناء عليه، فإن العمل يشمل جميع الأطفال المحتاجين بغض النظر عن انتماءات أهلهم السياسية، " فنحن لا نستهدف فئة دون أخرى بناء على أي تصنيفات" حفاظا على حيادية العمل المدني وعدم تسييسه، ولهذا "لا يوجد جهة تمولنا. حين أطلقنا النشاط وضعنا معلومات للتواصل، ومن خلالها يتواصل المتبرعون معنا، واشترطنا ألا نأخذ مبالغ مادية، فقط ألعاب، تجنبا لأي مشاكل أو أي شروط تفرض من أي نوع".

وتفاديا لموضوع الغلاء الذي بات سمة ملازمة للأسواق السورية، يتغلب الناشطون على الأمر عبر إصلاح "الألعاب القديمة أو المستعملة وحتى صناعة الألعاب يدويا".

يقوم الفريق اليوم بتجميع الألعاب تمهيدا لتوزيعها على الأطفال في أيام العيد على أطفال مراكز اللجوء و الأطفال المتواجدين في الحدائق، حيث أنهم نجحوا "تدريجيا في هذا، من خلال التفاعل الكبير الذي  لقيناه لهذا النشاط خلال مدة قليلة" لأن "تغيير تفصيل صغير أو رسم بسمة واحدة يعتبر نجاحا في سورية"، وأن تشعل شمعة خير من أن تلعن هذا الظلام.

وتقتصر الحملة حاليا على مدينة دمشق على أن يتم نقلها لمحافظات أخرى لاحقا.

حملة "لعبتك فرحة للعيد" محاولة لرسم ضحكة على وجه أطفال سوريا الذين خطفتهم الحرب وحرمتهم من طفولة بريئة فكبروا قبل الآوان، حيث الحملة محاولة لاستعادة طفولتهم بلعبة علّها تكون مدخلا لرسم البسمة.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد