هيك كان بدنا. وهيك صار


09 نيسان 2014

لأن الثورة لا تنضب، ولأن ما أراده السوريون حين خرجوا للشوارع يهتفون حرية حرية غير ما وصلوا له حتى الآن، ولأن "الذكرى السنوية للثورة في سوريا لم ترقى بعد لتصبح احتفالاً"، ولأن "اشتداد المصاب على الشعب السوري حال إلى تغيير مسار الثورة وحرف البوصلة الثورية بعض الشيء عن مسارها الطبيعي" أطلق تجمع "شباب ثورة حلب" صرخة/ حملة بعنوان "هيك كان بدنا، وهيك صار" لتذكير الناس " بـ لماذا قامت ثورتهم؟" وذلك نزولا عند "واجب وطني" وجد هؤلاء الناشطون أنفسهم أمامه وهم يرون كل هذه الانحرافات، وهم الذين يدركون أن  "أوّل الذين خرجوا إلى الشوارع، إنما خرجوا من أجل الحرية والكرامة والعدل والمساواة بين أبناء سوريا" كما يقول أحمد نفاخ" لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

يعتبر منظمو الحملة أن الثورة/ الانتفاضة تعرّضت لاختراقات عديدة فرضت " طابعها على طابع الثورة العام، مستغلة الفوضى التي عمت في البلاد" مثل تنظيم داعش الذي لا يعتبره منظمو الحملة الوحيد من نوعه، لأن "هناك "الكثير من الأطراف التي تعمل تحت الطاولة وتحذو حذو داعش"، حيث ساهم كل ما سبق إضافة لـ "اشتداد القصف والمحنة الاقتصادية التي عصفت في البلاد" بخلق "فجوة بين الثورة الحقيقية والناس" حيث جاءت الحملة لتعمل على تقليصها من خلال مجموعة من النشاطات التي نفذها الفريق "في الذكرى السنوية للثورة" للتذكير "بأهداف الثورة وشكر من يبذل الجهود الوفيرة من أجل استمراريتها ومساعدتها".

النشاطات التي تم تنظيمها ضمن الحملة تمثلت برفع لافتات الثورة الأولى، والتعويض عن "اللافتات المفقودة بلافتات جديدة حملت نفس العبارا " تالحرية , الكرامة , التآخي , المساواة , العدل"، إضافة لتكريم عناصر الدفاع المدني في مركز الدفاع المدني في حي مساكن هنانو، لدورهم البارز في إنقاذ ضحايا القصف العنيف الذي تقوم به الطائرات الحربية على المدنيين العُزَّل، و كذلك "توزيع هدايا للأطفال في مدارس حلب على الرغم من القصف الهمجي والحرب الشعواء، و تنظيم وقفة احتجاجية في حي الشيخ فارس تندد بالصمت الدولي جراء الجرائم التي تحصل في سوريا".

تفاعل الناس مع الحملة يصفه المنظمون بأنه "تفاعل منقطع النظير" حيث التمس المنظمون "رغبة حقيقية لدى الكثيرين بتصحيح مسار الثورة"، وهو أمر يمكن تلمسه من متابعة ما يكتب على صفحتهم الفيسبوكية، حيث كتب "ملهم سمير": "بدنا دستور وحرية مابدنا شبيحة وحرمية.هي أول لافتة بشيلها وكانت بتاريخ 18 / 5 / 2011 بمظاهرة سيف الدولة عند البريد"، في حين كتب "وسيم" حرية..كرامة ..مواطنة ..دولة مدنية ...هيك كان بدنا ورح يضل بدنا".

يدرك ناشطو الحملة أن انتصار الطرف الذي يعمل على سرقة الثورة اليوم وإغراقها في الفوضى يهدف في نهاية المطاف إلى بناء "دكتاتورية أعتى من دكتاتورية بشار الأسد"، لأن هؤلاء يدركون ويعلمون "كيف تسرق الثورات" عبر "شراء مؤيدين على الأرض السورية"، ولهذا فإن أحد أهداف حملتهم تقوم على منع هذا الخيار عبر التركيز الدائم على "المطالب الرئيسة التي خرج من أجلها الشعب السوري" مدركين بذات الوقت أن " حملة واحدة لا تكفي" ولذا هم بصدد "إنشاء حملات أخرى" لأجل توعية "الشعب السوري بالأسباب الأساسية والمطالب الحقيقية التي خرجت من أجلها الثورة، ألا وهي: تحقيق العدالة والمساواة والحرية للسوريين بكافة انتماءاتهم العقائدية والإثنية".

"هيك كان بدنا وهيك صار": تمثل جرس إنذار من شباب سوري يعي حجم المخاطر المحدقة بثورته من جهة، ويسعى لمواجهة هذه المخاطر من جهة أخرى. نقد وبناء وعمل ونشاط، وكل ذلك بهدف أن لا يسمحوا لأحد ببناء دكتاتورية جديدة. هل ينجحون؟

 المخاطر جمة والتحدي أصعب.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد