"عيد الرعب السوري" أو "الأسد هالوين" هو عنوان الحملة التي أطلقها نشطاء سوريين لتسليط الضوء على واقع الرعب اليومي الذي يعيشه السوريون في ظل نظام الأسد، فإذا كان العالم يستحضر مخيلته لابتداع خوف ورعب مخيالي مستوحى من الذاكرة الشعبية في اليوم الأخير من شهر اكتوبر من كل عام، فإن السوريين عامة وأطفال سوريا خاصة، يعيشون رعبهم اليومي الواقعي.
بإبداع ذكي التقط الناشطون السوريون فكرة عيد الهالوين ليكون جسرا لنقل "ما يعيشه السوريين يومياً من رعب وموت وخوف للعالم بأسره" متخذين من صورة الهالوين المعروفة شعارا أو بوسترا لهم بعد العمل عليها لتناسب الحالة السورية.
جاءت "فكرة الحملة في إطار إيصال معنى الخوف الذي نراه في أعين أطفالنا بسوريا للعالم"، بغية تذكير العالم أن أطفال سوريا يرون عيد الهالويين من موقع مختلف تماما عما يراه الآخرون، لأنهم "لا يتنكرون فالدماء التي تكسوهم هي دماء حقيقية نتيجة القذائف التي يمطرهم بها النظام يوميا. هم لا يملكون أن يسألوا خدعة أم حلوة فالنظام لا يرأف بدموعهم ولا يهتم ببراءتهم فقط يستخدم الكيماوي والقذائف العنقودية. هم لا يحتاجون لمن يرسم الجروح على وجوههم ففي كل يوم يسقطون بين قتلى وجرحى ويفقدون أطرافهم بسبب إرهاب الأسد" كما يقول أحد نشطاء الحملة لموقعنا "حكاية ما انحكت".
ولهذا ركزت الحملة على نقل أصوات الأطفال السوريين ووجوههم الخائفة دون رتوش أو تزييف، فهول ما يعيشه أطفال سوريا اليوم وعلى مدار العام يحتاج أكثر من هالويين، دون أن يتمكن من سرد جوهر معاناتهم التي رفعها الأطفال عبر لافتات موجهة لما تبقى من ضمير في هذا العالم.
عمل على الحملة مجموعة من النشطاء السوريين بالتعاون مع مجموعة "صوت المعتقلين" حيث تم العمل على تجميع الصور التي تمثل الهالويين السوري ووضع الهاشتاغ الخاص بالحملة #AssadDailyHalloween، ثم العمل على مجموعة من البوسترات و مقطعي برومو لقيا تفاعلا كبيرا، إضافة إلى التواصل مع عدد كبير من الصفحات والأشخاص من أجل التويت ستورم الذي تم الحشد له و لمدة ساعتين في ٣١ اكتوبر.
لقيت الحملة تفاعلا وتجاوبا كبيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم الوصول عبر توتير إلى 32 مليون مشاهدة، وبلغ عدد المستخدمين للهاشتاغ حوالي ٩٠٠٠ مغرد، ناهيك عن التفاعل مع الإيفينت الذي انضم له عدد كبير من الناس.
وتطوّع عدد من الفنانين والمصممين للمشاركة في الحملة فقدمت الفنانة "يارا النجم" تصاميم مبدعة كما يصفها نشطاء الحملة لموقعنا، إضافة إلى مساهمات من الفنانين: ليث المعري، أسامة ديب، مصطفى يعقوب، عبد السلام أحمد، أنور العيسى، عائشة ارناؤوط، أدهم السكماتي.
وهنا نرى إبداع الفنانين في التقاط اللحظات السورية السوداء ودمجها في فكرة عيد الهالويين لتتحول إلى رسالة ذات خطاب واضح، وتصل المتلّقي، كما في تلك اللوحات التي تضع وجه الهالويين على وجه الدمار السورية، ناهيك عن صور تدمج بين الدكتاتور والرعب والموت، كتلك اللوحة للفنان أنور العيسى التي ترسم الدكتاتور بجانب بين عنكبوت.
لم تقتصر الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي والسوريين في الداخل والبلدان القريبة من سوريا، من خلال اللافتات التي تم رفعها في كل من حمص وحلب وإدلب وغيرها من المدن السورية ومن قبل أطفال وناشطين أحبوا أن يشاركوا في الحملة، بل شارك بها من نشطاء سوريين من ألمانيا أيضا.
"عيد الرعب السوري بوجود الأسد" لقطة ذكية ومبدعة من نشطاء سوريين اقتنصوا فرصة عيد الرعب الذي يحتفل به العالم لتوجيه "رسالة للرأي العام العالمي المتجاهل للقضية السورية" ساعين لدفع أي "شخص بأي مكان بالعالم يتخيل إنو ابنو عم يقول خايف بهالطريقة المؤلمة اللي شفناها بوجوه الأطفال السوريين".