بعد تكاثر رفع الرايات والأعلام في التظاهرات، وبعد عدد من الخلافات التي جرت ضمن تيارات الانتفاضة حول العلم، وبعضها جرى ضمن التظاهرات وتطوّر إلى سجال فعراك، خاصة بين التيار المدني والتيار الإسلامي في الانتفاضة، أطلقت لجان التنسيق المحلية حملة " علم الثورة يمثلني".
تهدف الحملة إلى توحيد الراية التي ترفع في التظاهرات، وإلى توعية الناس إلى مدى أهمية "الانضواء تحت راية واحدة، وهي علم الثورة"، الذي بات يعرف بعلم الاستقلال الثاني على اعتبار أنّ الانتفاضة تأتي للتحرر من نظام الأسد الذي يصفه المتظاهرون بـ"الاحتلال"، ليأخذ علم الاستقلال معناه الثاني كاستقلال عن النظام السوري، بعد أن كان سابقا له معنى واحد هو علم سوريا بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، رغم أن البعض يعتبره "علم الانتداب"!
الدعوة لتوحيد العلم لا تعني إلغاء الآراء الأخرى التي يؤمن بها أصحاب الرايات المخالفة، إنما تعني تأجيل هذه الخلافات إلى ما بعد سقوط النظام كما يقول بعض الناشطين المشاركين في الحملة.
بدأت الحملة في الأسبوع الأول من شهر آذار 2013، واستمرت لمدة أسبوع بمشاركة كافة التنسيقيات المنضوية في إطار لجان التنسيق المحلية، إضافة إلى مشاركة تجمعات وهيئات ونشطاء من خارج اللجان.
تركزت نشاطات الحملة على رفع علم الانتفاضة في المدن والمناطق السورية كافة، إضافة إلى رسم العلم على الجدران وتنظيم حملات بخ " غرافيتي" تستهدف رسم العلم على أوسع نطاق ممكن.
الملفت في الحملة، مشاركة الكثير من البلدات التي لم يعرف عن نشاطها الكثير خلال الانتفاضة، فبلدة مثل مصياف قامت بالمشاركة في رفع العلم، حيث أكد الناشط أن ضعف مشاركة المدنية لا يعني أبدا عدم مشاركتها نهائيا، مؤكداً بأنّ ناشطي المدينة ينخرطون وفق إمكانياتهم، و عبر النشاط السلمي المدني الذي لم ينقطع عن هذه المدينة التي لم تنخرط ضمن العسكرة، وهذا ما تؤكده مشاركة المدينة في هذه الحملة من خلال التركيز على صناعة مشغولات يدوية لها لون علم الانتفاضة أو شكله، مثل حمّالات المفاتيح أو تلوين بعض الأدوات المنزلية بعلم الانتفاضة، كدلالة على التحدي.
وتنوّعت المشاركات في الحملة، ففي بلدة "اليادودة" في درعا قام الناشطون، إضافة إلى رفع العلم بصناعة قالب كاتو له ألوان العلم، إضافة إلى صناعة شالات ملوّنة بألوانه.
و قامت حركة "شباب هنانو" بصناعة مشغولات يدوية، و تلوين بعض الأغراض لتأخذ شكل ولون العلم كتلوين البيض وفناجين القهوة وغيرها.
وكان لحرائر درايا مشاركة أيضا من خلال المشغولات اليدوية التي لها شكل العلم الذي رفعه الأطفال، إضافة إلى مشاركة "تنسيقية جديدة عرطوز"، و "حمورية" بريف دمشق، و "أحرار طرطوس" و "تنسيقية طفس" بدرعا، و "تنسيقية دابق" في ريف حلب، ونوى والمليحة الشرقية في درعا، وغيرها.
حملة "علم الثورة يمثلني" تأتي كمراجعة من داخل الانتفاضة لمسار الانتفاضة، ولمحاولة تصحيح الانحرافات التي تحصل ضمنها، لتؤكد أنّ الانتفاضة ضد النظام لا تمنح أحد صكوك غفران أو صك براءة، بل يشكل النقد واحدا من أهم أسس الانتفاضة، وهذه الحملة التي هي في العمق ضد تصرفات بدأت تظهر داخل الانتفاضة خير دليل على ذلك.