بعد ثلاث سنوات من عمر الانتفاضة/ الثورة السورية تبقى قضية المعتقلين/ات والمختطفين/ات هي العنوان الأبرز على أجندة الناشطين، نظرا لأعداد هؤلاء الكبيرة لدى طرفي الصراع العسكري في سوريا، إذ "لا يوجد رقم دقيق لعدد المعتقلات والمختطفات نتيجة سياسة التكتم التي يتبعها النظام وأتباعه، إضافة إلى خوف الأهل والأصدقاء من الإعلان عن أسماء المعتقلات"، رغم أن المركز السوري لتوثيق الانتهاكات يوثق الرقم بـ 730 معتقلة، في حين أن المنظمة السورية لحقوق الإنسان تقدرهن بما يزيد عن 40 ألف معتقلة. ولعل التفاوت بين الرقمين يبيّن عجز وتقاعس المنظمات الحقوقية عن متابعة هذا الأمر بدقة.
ولهذا أطلقت شبكة الصحفيات السوريات "وعدة وسائل إعلامية ومنظمات مجتمع مدني في سورية" من بينها موقعنا "سيريا أنتولد Syria untold" حملة للتضامن مع المعتقلات والمختطفات السوريات "للتذكير بظروف الاعتقال وكيف يتم استخدام النساء كوسيلة للضغط على أهاليهن" كما تقول منسقة الحملة الصحفية "ميليا عيدموني" لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
فكرة الحملة ولدت ضمن سياق تفكير "شبكة الصحفيات السوريات" بفعل شيء يتزامن مع يوم المرأة العالمي ( 8 آذار)، فاستقر الرأي على أن "تركز الحملة على المعتقلات والمختطفات لنكون صوتاً للنساء المعتقلات في سجون النظام والمختطفات لدى داعش، لتحقيق هدفين اثنين: أولهما التذكير بأن تغييب واعتقال نساء سوريا ما هو إلا محاولة للقضاء على صوت النساء السوريات وتغييب لدورهن في الحراك المدني، وثانيهما إعادة التذكير بقضية الاعتقال في سوريا وضرورة إنهاء هذا الملف والكشف عن مصير المختطفات (المحامية رزان زيتونة، سميرة الخليل، سمر صالح المختطفة في سجون داعش، فاتن رجب، ومريم حايد، الفنانة ليلى عوض ..).
وبهدف تفعيل الحملة على أكبر نطاق واسع طرحت الشبكة الفكرة على "الشركاء من عدة منظمات دولية ومؤسسات إعلامية، منها مشروع دولتي راديو سوريالي، إذاعة بلدنا، هوا سمارت، موقع يوميات سورية، وموقع سيريا أنتولد - حكاية ما انحكت، و ساهمت في التشبيك وتسهيل إجراء المقابلات وتنسيق العمل"، حيث شارك موقع سيريا أنتولد Syria untold في الحملة من خلال التركيز على قضية المعتقلات ( مريم حايد) ووضع المرأة السورية بعد ثلاث سنوات ثورة، من خلال رصد آراء ثلاث ناشطات سوريات، في حين قام موقع دولتي بتصميم عدد من البوسترات منها ما يبرز عدد المعتقلات في كل مدينة سورية، إضافة إلى كون الشبكة شاركت بفعالية "اصوات نساء سوريات" التي قام بها "هيفوس" و"هيومانتي" هاوس في لاهاي.
تتجلى العوائق الأساسية للحملة بالبعد الجغرافي "وصعوبة التواصل عبر الانترنت في بعض الأحيان، ولكن تمكننا في النهاية من تخطي هذه الصعوبات" التي لا تذكر في نهاية المطاف "مقارنة مع التحديات اليومية والمخاطر التي تواجه النساء السوريات في الداخل في المناطق المحتلة أو في المعتقلات" كما تقول "ميليا عيدموني" التي تتطلع هي وزملائها في الشبكة إلى "بناء دولة الديمقراطية التي يتمتع مواطنوها نساء ورجالا بالمساواة التامة في الحقوق أمام وفي القانون. ونعيد التذكير بالمطالبة بحرية المعتقلين والمعتقلات والكشف عن مصير المختطفات".
حملة "التضامن مع المعتقلات و المختطفات السوريات" تأخذ بعدا رمزيا ومأساويا في آن، إذ تأتي رمزيتها من إصرار النساء السوريات والناشطين على الإصرار على الحرية و قرع جدران السجون الصماء لإسماع العالم صوت النساء السوريات المعتقلات، وتأتي مأساويتها من استمرار هذا الملف للعام الثالث على التوالي، حيث "ما تزال المرأة السورية تعاني الاضطهاد والتمييز الاجتماعي والسياسي، ويستمر زج المئات من نساء سوريا وشاباتها في زنازين الاعتقال، و تزداد التحديات التي تواجههن في الداخل والخارج، من تأمين متطلبات الحياة اليومية ولا تنتهي بنضالهن المستمر لبناء دولة الحرية،العدالة والمساواة" كما تقول الحملة.