بتاريخ الثامن من تشرين الثاني 2012 بدأت في شوارع المدن والأرياف والأحياء السورية حملة "سوريا أولا، نحن بديل أخلاقي عن النظام"، حيث فوجئ السوريون بلافتات و قصاصات ورقية وطيور سلام، أمام محلاتهم وبيوتهم وفي الحدائق ومواقف الباصات، تحمل شعار: "ثرنا لأننا بديل أخلاقي، قبل أن نكون بديل سياسي"، لتذكير السوريين بأن الانتفاضة لهم جميعا دون إقصاء أحد، وبأن عنف النظام يجب ألا ينسيهم الهدف الأساس لانتفاضتهم.
شارك في الحملة مجموعة كبيرة من التجمعات والتنسيقيات والتيارات السياسية التي شكلت لاحقا ما يعرف باسم "تجمع سوريا للجميع" لتوحيد عملها وتفعيله، حيث " قسم الناشطون الحملة إلى قسمين الأولى: رفع لافتات الحملة في كل المظاهرات التي ستخرج في المحافظات السورية من دمشق وريفها إلى حلب وريفها وإلى حمص وحماه واللاذقية، لإثبات الوجود في هذه الحملة. والثانية التواصل مع الجيش الحر بهدف تعريفهم بالحملة وإقناعهم برفع لافتات الحملة والمشاركة في إطلاقها و الالتزام بها". كما قالت إحدى الناشطات لموقعنا.
الشعارات التي وزعتها الحملة جاءت لتعكس وعي الشباب المدني ورؤيتهم لسوريا المستقبل، وهي:
- إذا كانوا طائفيين فثورتنا ضد الطائفية ( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد).
- إذا كانوا يؤمنون بالشخص الواحد فثورتنا لكل السوريين. إيد وحدي إيد وحدي).
- إذا كانوا يريدون إذلال الإنسان فثورتنا من أجل كرامة الإنسان السوري ( الشعب السوري ما بينذل).
- إذا كانوا يمتهنون أسر حرية السوري، فثورتنا ثورة حرية لكل السوريين ( الله، سوريا، حرية وبس).
- إذا كانوا هم أساس التطرف، فثورتنا لسورية المدنية التعددية الديمقراطية ( إسلام ومسيحية .. بدنا دولة مدنية).
تهدف الحملة إلى إيصال رسالتين: "الأولى للشارع المعارض مفادها أن مبادئ الثورة الأولى هي مبادئ الثورة الحقيقية والتي لا يجب أن تحيد عنه".و الثانية للشارع المؤيد، مفادها بأن هذه "الثورة للجميع لأنها ثورة المبادئ الوطنية والإنسانية والتي سيعود انتصارها بالخير على جميع سوريا بجميع شرائحها. فالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة هي لكل السوريين بغض النظر عن الانتماء القومي والطائفي والمذهبي"، كما يقول أحد الناشطين في حوار أجراه موقعنا معه حول الحملة.
رغم عنف النظام والعسف الأمني وانتشاره الكبير في المدن ( خاصة دمشق) تمكن الناشطون من كسر حاجز القسوة هذا، ووزعوا مناشيرهم في كل مكان من سوريا، وفي أوقات متقاربة وبشعارات واحدة، وهو ما يثبت حسن التنظيم والمسؤولية لدى هؤلاء الناشطين المصممين على بلوغ أهدافهم. كما تمكن الناشطون من إيصال أصواتهم للمعارضة المسلحة والمعارضة، بهدف حثهم على الالتزام بأخلاقيات الانتفاضة التي يجب أن تتمايز عن النظام الذي ثاروا ضده.