مع تزايد عدد المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون النظام السوري، أصبحت الحاجة ملحّة لتوثيق أسماء المعتقلين ونشرها لحمايتهم من خطر التصفية عبر زيادة الوعي وتشكيل حملات ضغط في وجه النظام. وبغية تحقيق هذه الغاية تأسست مجموعة من المنظمات غير الحكومية والصفحات التي أسسها شبان سوريون أخذوا على عاتقهم حماية حق هؤلاء المعتقلين في الحياة وإبقاء أسمائهم حاضرة في الذاكرة اليومية للحؤول دون ضياعهم في غياهب النسيان وتحولهم إلى مجرد أرقام في زنازانات مجهولة المكان، وذلك عبر توثيق أسمائهم بالتسنيق مع شبكة من الناشطين المنتشرين في كافة المناطق السورية التي تحاول أيضاً تحديد مكان الاعتقال والجهة المسؤولة في حال تمكنوا من معرفة ذلك . تهدف مجموعة "أحرار خلف القضبان" إلى تسليط الأضواء على معاناة السجناء والمعتقلين داخل سجون النظام في جميع الأنحاء الأرض السورية.كما تركز على ظروفهم وأساليب إعتقالهم، وتوثق جميع الجرائم المرتكية من تصفية أو تعذيب بحقهم وتحديد المسؤولين لتتم محاكمتهم في المستقبل كجزء من تحقيق العدالة الانتقالية. ولايقتصر عمل المجموعة على الجانب الحقوقي بل يتناول أيضاً متابعة أمورهم الاجتماعية وظروفهم النفسية السيئة التي ترتبط بظروف اعتقالهم المهينة والمعاملة اللاإنسانية في المعتقلات السورية، كما تتابع أمورهم الأجتماعية وظروف أسرهم وذويهم في سعيٍ للتعويض عن معاناتهم وتقديم الدعم المادي لهم لإعانتهم . كما تهتم المجموعة أيضاً بالطلاب الجامعيين المعتقلين والمفرج عنهم في سبيل مساعدتهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية وتأمين متابعة دراستهم. وقد أطلقت المجموعة على صفحتها على الفيس بوك عدة حملات توعية لتعزيز التضامن مع المعتقلين ففي إحدى الحملات بعنوان: " كيف تستفيد من التضامن أكثر" يتجلى مدى التنظيم والعناية بالتفاصيل، فقد حثت الناشطين على إدراج عمل المعتقل في عنوان الصفحة كـ"الحرية للطبيب، الصحفي، الطالب" لأنّ من شأن ذلك تسهيل توثيق حالة المعتقل ضمن ملف المعتقلين من مهنة معينة. وضرورة ذكر الحالة الصحية للمعتقل في حال كان يعاني من أمراشٍ أو تعرّض لعمليات جراحية. وضرورة توثيق تاريخ ومكان الاعتقال السابق، في حال اعتقل سابقاً، وفيما إذا أحيل إلى محكمة أو سجن أو تمّ شمله بعفوٍ ما. وتؤكد المجموعة على أهمية أي نشر أي نشاط إغاثي أو إبداعي أو ثقافي أو اجتماعي لتعزيز فرادة القضية، وتسليط الضوء على دور المعتقل في العمليات المدنية كالإغاثة أو التنظيف إذا كان عضواً في الهلال أو الصليب الأحمر أو أقام معارضاً فنية وذلك بما لايضرّ في قضيته. كما تقدّم المجموعة مجموعة من النصائح المستندة إلى خبرتها، وأهمها ضرورة التواصل مع أهل المعقتل وأخذ موافقتهم قبل الشروع في أي حملة، وعدم التسرّع في إطلاق حملات تضامن بعيد الاعتقال مباشرةً فقد يضرّ ذلك بالمعتقل ويمدّد من فترة اعتقاله وينعكس سلباً على ظروفه، ونظراً لمتابعة رجال الأمن لصفحات الفيس بوك فقد يتعرّض لخطر التعذيب بغية انتزاع منه معلومات عن أسماء ناشطين تسرّعوا في نشر خبر اعتقاله، وليس بالضرورة أن يعرفهم. كما وزع ناشطوا الحملة منشورات في عدة مناطق لحثّ الناس على التضامن مع المعتقلين وبخّ صور غرافيتي على الجدران.
يُعتبر عمل "أحرار خلف القضبان" جزءاً أساسياً من نضال السوريين ضد الديكتاتورية لتحقيق الدولة الديمقراطية التي تحترم الفرد وحقوق الإنسان ولاسلطة تعلو فيها على سلطة القانون.