بسبب انتشار قوات الجيش والمخابرات في شوارع مدينة بانياس، على أمل كسر الحراك الثوري في المدينة، ومنع الناشطين من التعبير عن مواقفهم، نجح الكثيرين من شبان المدينة في التصدي لهذه السياسة القمعية، وتمكنوا ورغم حشود الجيش من إيصال صوتهم إلى العالم، وإيجاد طريقة، بل طرق، للتعبير فيها عن مواقفهم المناهضة لنظام الأسد.
تأسست "كتيبة الفاروق للبخاخ" في حوالي منتصف عام 2012 في مدينة بانياس، واستمرت بالعمل حتى بدايات عام 2013، حيث "اجتمعنا مجموعة من الشبان، ولم يكن يتجاوز عددنا الستة شبان، وقررنا تشكيل كتيبة خاصة بالبخاخ... كنا نسمع ونرى نشاط "الرجل البخاخ" في مدن سوريّة مختلفة، ونلاحظ أهمية ما يقوم به، وحجم الإزعاج الذي يسببه لقوى المخابرات، والتحدي الذي يعبر عنه، فألهمنا هذا الأمر بالعمل من أجل تشكيل الكتيبة بهدف "احتلال الجدران"، جدران المدينة"، كما يقول خالد، أحد مؤسسي المجموعة لحكاية ما انحكت.
عملت كتيبة الفاروق للبخاخ بشكل مستقل، وسري في الآن ذاته، كان شبان الكتيبة يختارون الجدران المستهدفة بكل عناية، جدران المدارس، وجدران الأبنية الخالية من السكان حتى لا يتأذى قاطنيها، وحتى جدران بعض الأبنية الحكومية، ثم يقومون باختيار العبارات المناسبة، وغالباً ما تكون عبارات معروفة من قبل الناشطين السوريين، كعبارة "الشعب يريد إسقاط النظام" إحدى أهم العبارات الاستفزازية لقوى الأمن، أو يقوموا بابتكار عبارات خاصة بهم.
هدف شبان "الكتيبة" من عملهم، إلى إبراز إصرارهم على تحدي احتلال قوات المخابرات لشوارع مدينتهم، والتأكيد على أنهم، ورغم ذلك، ما زالوا موجودين، وقادرين على القول، وذلك رغم المخاطر المحيطة بهم؛ وهو أمر كان يحمل الكثير من الإثارة لشبان في مقتبل العمر بقدر ما كان يحمل من المخاطر.
نظم شبان الكتيبة عملهم بشكل دقيق، وبحسب خالد، كان ثلاثة من الشبان مسؤولين عن البخّ على الجدران، بينما يقوم اثنان آخران بمهمة التصوير، أحدهم يقوم بالتقاط الصور الفوتوغرافية، والآخر يقوم بتصوير الفيديو. وبعد الانتهاء من العمل الميداني، يقوم الشبان بعمليات المونتاج البسيطة ومن ثم يقومون ببث عملهم على وسائل الإعلام المختلفة.
شارك شبان "كتيبة الفاروق للبخاخ" في العديد من النشاطات الثورية التي كان يطلقها ناشطون سوريون آخرون، فشاركوا في العديد من الحملات ومنها حملة "مناضل"، والتي تعرض العديد من الشهادات من ناشطين يقومون عبر شهاداتهم بالتعريف بمناضلين في الثورة السورية، بعضهم استشهد وبعضهم الآخر قيد الاعتقال القسري.