حركة عنب


07 كانون الثاني 2013

حركة عنب:

سعيا لإحياء المجتمع المدني السوري الذي أفقرته السلطة طوال عقود، سعى مجموعة من الشباب والشابات السوريين لتشكيل "حركة عنب" بهدف " إحياء ثقافة المجتمع المدنيDescription، في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا"، ولـ"تفعيل حراك الشباب السوري و دعم العمل التطوعي و تطويره ليكون رافداً قوياً للجمعيات و المنتديات الخيرية و الأنشطة الفردية، والتي تشكل في كل مفرداتها أبجدية الديمقراطية التي نسعى جميعاً لترسيخها في سوريتنا الحديثة"، وفق ما جاء في تقديم الحركة لنفسها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي.

انسجاما مع الفكرة الأساس التي تشكلت لأجلها الحركة، يعمل الشبان والشابات المؤسسون/ات على بناء الأرضية اللازمة لإحياء ثقافة المجتمع المدني عبر التأكيد على أهمية المواطن في بناء "مؤسسات فاعلة" تكون أساسا لمجتمع متماسك يتسم بالحيوية ويؤمن بمفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية، ولهذا تعمل الحركة على نشر الوعي فيما يخص هذه المسائل من خلال برشوروات ولوحات فنية يرسمها الناشطون مرفقة مع مواد من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان أو الحقوق المدينة، بعضها يحمل عنوان "اعرف حقوقك" حيث قدمت إحدى اللوحات المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: " الحق في الحياة "حق ملازم للإنسان، مما يعني أنه حق طبيعي مستمد من الوجود الإنساني، حيث أن القانون يأتي كاشفاً عنه لا منشأ له.. ويتعين على القانون حسب هذا النص أن يحمي هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد منه تعسفاً"، إضافة إلى لوحات توعوية أخرى يقدمها "عنوب" وهو اسم دلع مشتق من اسم الحركة ( العنب)، مثل "تعالوا نحكي سياسية".

    وجاء اسم الحركة من العنب، كونه " عطاء يرمز إلى الحياة، وتجددها وانبعاثها، إلى تفاعلها مع الإنسان... ما يلفت في العنب هو شكله المتعدد والحر .. تماماً كشعب سوريا !!"، أي أن الحركة تسعى لأن تكون معبّرة عن التعدد والتنوع السوري، وتسعى لأن تكون محرّضة عليه، بهدف الخروج من الفكر الأحادي والأفكار والإيديولوجيات الشمولية الكبرى التي غرسها النظام في العقول طيلة عقود من حكمه.

اللاجئون السوريون - حركة عنب

أطلقت الحركة عدد كبير من الفعاليات وشاركت في العديد مع تجمعات أخرى، حيث أطلقت مؤخرا في الخامس عشر من آذار (2013) حملة " "حب بلا حدود" في محاولة منها لإرساء قيم المحبة بين السوريين، بعيدا عن الكره والطائفية، إضافة إلى حملة "خبز وبيت" التي تسعى من خلالها لتأمين بيوت للنازحين من بيوتهم بفعل القصف، حيث أعلنت الحركة في أحد بوستاتها على صفحتها على الفيسبوك مايلي: "ضمن مشروع (خبز وبيت) الذي تقوم ـ عنب | Enabـ بالإشراف عليه، نعلن عن توفر ثلاثة شقق سكنية متوسطة الحجم مجاناً في مدينة السويداء، مع تقديم كل الدعم المادي المتاح لمن يرغب من أهلنا المهجرين. الرجاء التواصل معنا على الإيميل: ([email protected])، الأمر الذي يعكس نوعية الأعمال التي تقوم بها الحركة، إضافة إلى تحريضها سكان المناطق الآمنة على تأمين بيوت للنازحين، إذ جاء على صفحتها: "يا أهلنا في السويداء وجرمانا، نتوجه إليكم بنداء ونحن على يقين أن الكلمات سيكون صداها كبيراً في قلوبكم الكبيرة ولا عجب فأنتم السوريون. العوائل النازحة: أهلنا الأكارم من حقهم علينا أن نكرمهم وندفع عنهم الطلب والسؤال. لا قيمة لمال الدنيا أمام ابتسامة طفل ولهفة أم، افتحوا بيوتكم كما قلوبكم. وضمّوا الأجزاء المبعثرة لتشكل قلباً كبيراً ينبض بكلمة واحدة "ســـــــوريــــا".

كما اهتمت الحركة بأمور المعتقلين السوريين في السجون وشاركت في العديد من الحملات التي أطلقت لأجلهم، من خلال لوحات جميلة ومعبّرة، أجملها تلك التي ترسم دماغ بشري خلف القضبان مرفق بعبارة "لا تعتقلوا العقل، نعم لحرية الفكر والإنتماء... ثورتنا على من اعتقل فِكرنا وحاربه... لن نستبدل طاغية بآخر.."

وانخراط الحركة في الانتفاضة لم ينسها المشاكل الأخرى، فأطلقت حملة " معاً ضد جرائم الشرف"، واهتمت بالمرأة وحقوقها و كذلك الأطفال من خلال توعية الناس بحق الطفولة وتذكيرهم بما تضمنته اتفاقية حقوق الطفل، مؤكدة على "حق الطفل في البقاء، والتطور والنمو الى أقصى حد، والحماية من التأثيرات المضرّة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة، وفي الحياة الثقافية والاجتماعية. وتتلخص مبادئ الاتفاقية الاساسية الاربعة في: عدم التمييز، تظافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل، والحق في الحياة، والحق في البقاء، والحق في النماء، وحق احترام رأي الطفل"، مطلقة صرخة: "أين أطفال سوريا من كل هذا؟ أين منظمة اليونيسف الموكل إليها تنفيذ هذه الاتفاقية؟ أسئلة برسم الإنسانية".

كما أطلقت الحركة على صفحتها عبر الفيسبوك" مشروع كتابي حر" تستقبل من خلاله كتابات الكتاب السوريين والشباب السوري لتقدمها من خلال لوحات معبّرة، مشجعة الجميع على الكتابة بحرية، حيث كتبت الشاعرة السورية رشا عمران ضمن هذا المشروع مايلي: " عشرة أيام في بيروت عزّزت ثقتي أن الثورة السورية هي ثورة الجميع وثورة عن الجميع، وأنه بغير دولة ديموقراطية تعددية وقوية في سوريا سيبقى لبنان دولة المليشيات والخوف الخفي والحرية السطحية. النظام السوري بتحالفاته لم يقض فقط على بنية الهوية السورية بل فعلّها وبشكل أعنف في لبنان أيضا. نفس الانقسام السوري رأيته في لبنان، نفس التطرف الديني والمذهبي في العلاقة مع الثورة السورية. نفس التشبيح. نفس الطريقة المخابراتية. نفس علاقة المثقفين مع الثورة وانقسامهم حولها. نفس الخوف على الثورة ونفس الحماس لها من كثير من اللبنانين. لأوّل مرّة أشعر أننا ( سوى ربينا) فعلا".

إلا أن أجمل ما تقدمه الحركة يتعلّق باللوحات التي تقدّمها على صفحتها والتي تسخر من النظام والمعارضة معاً، إضافة إلى تسليطها الضوء على الطائفية ومخاطرها والسعي لكشف ألاعيب النظام في كيفية اللعب على الموازييك الطائفي السوري واستغلاله لصالحه، كتلك اللوحة التي تمثل علبة ثقاب مكتوب عليها "الطائفية" وبجانبها عبارة " صنع في القصر الجمهوري" ،عدا عن سخريتها من فشل محاولاته (النظام) كتلك اللوحة التي تمثل عيدان ثقاب مطفأة، مرفقة  بعبارة " النظام خلصوا قشاتو.. درعا والسويداء إيد واحدة".

ولا تتوانى الحركة عن تسليط الضوء على المعارضة الصامتة ونقدها من خلال لوحة تمثل مؤشر صوت في حالة كتم، إضافة إلى لوحة أخرى تسخر من المعارضة الرسمية من خلال قدمي رجل يمثل المعارضة يقف على حافة يتبعها فراغ وسواد في دلالة على الحائط المسدود الذي وصلت له المعارضة السورية، مرفقة بعبارة: " "إنجازات المعارضة....من البداية، الخطوة الأولى كانت خاطئة!".

ورغم كل هذا النقد الحاد، لا تنسى الحركة تسليط الضوء على لحظات الأمل الجميلة التي يتمنى السوريون الوصول لها، ويتجلى ذلك في لوحة تمثل خريطة سوريا ملونة بكل الألوان في دلالة على تنوع سوريا إثنيا و مدنيا، إضافة إلى لوحة لخريطة سوريا مسوّرة بأسلاك شائكة تمثل سوريا في ظل النظام، وأخرى مكلّلة بالياسمين دون أسوار تمثل تلك التي يطمح السوريون لها ويناضلون لأجلها.

 حركة عنب: تجمّع مدني حر يسعى لتأسيس وعي سوري حر وجديد يطرد الوعي القديم، ولذا هو يعمل على الجذور عبر مشروع طويل الأمد، سعيا منه لاستنهاض المجتمع المدني السوري والمساهمة في بنائه خطوة خطوة.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد