منظمة غير ربحية، تعنى بشؤون الدولة السورية الجديدة التي يأمل السوريون الوصول إليها، كنتيجة للانتفاضة السورية التي قام بها السوريون ضد النظام المستبد.
و تعرّف المنظمة عن نفسها عبر موقعها الرسمي بأنها "مشروع غير ربحي لبناء القدرات، و العمل على تطوير مواد تدريب بصرية وسمعية ونصية عن التحول الديمقراطي والعدالة الانتقالية في سوريا".
تأسس المشروع في عام 2012 على يد مجموعة من الشباب السوري المؤمن بالعمل السلمي المدني والتراكمي وسيلة للتغيير، من خلال العمل على تطوير آليات عمل تساعد السوريين على الانتقال من حال رد الفعل إلى الفعل، وهو ما حددته المنظمة بأهدافها التالية:
- لفت النظر لأهمية الاختلاف والتنوع وتقبل وجهات النظر المختلفة.
- نحاول نقلل الرغبة في الأخذ بالثأر وتشجيع المطالبة بالعدالة والمحاسبة.
- ترويج القيم المدنية و حكم القانون.
- التغيير السلمي.
تحث " دولتي" السوريون على التفكير بدولتهم الجديدة، لتحديد شكلها ووظائفها بعيدا عن الخوف الذي حكمهم سابقا منها وبها، إذ " كانت فكرة "الدولة" في سوريا دائما مخيفة، ونخضع لسيطرتها وهواها، وليس العكس. اليوم نحن في رحلة لتشكيل "دولة" مختلفة. دولتـــــــــي اللي بحبها وبدي أعملها متل ما بدي. وكمان دولتــــــك و دولتـــــــو و دولتـــــــــها و دولتـــــــنا. واذا ما ظبطت معنا منغيرهـــــــــــا".
وهنا بالذات يأتي عمل "دولتي" التي تعمل على "اقتراح البدائل و بناء القدرات، والعمل على تطوير مواد تدريبية بصرية وسمعية ونصية، بأسلوب وتكنيك مختلف ومتعدد المستويات، و تنفيذ ورشات تدريب، و تطوير دكانة الكترونية لنعرض فيها منتوجاتنا، ونأرشف فيها كل الأشكال الإبداعية، اللي تنفذت بعد آذار ٢٠١١ ، ونشاركها مع الكل بلغة واضحة وبسيطة ومباشرة و باللهجات واللغات السورية، و مبنية على مبادئ حقوق الإنسان بما يخص المساواة في الجنس و الدين و العرق".
أما الوسائل والأدوات التي تعمل عليها " دولتي" لإيصال رسائلها أو أفكارها فتتوزع بين: أفلام تحريك أنيميشن، نشرات، بوسترات، غرافيتي، أفلام فيديو وكرتون، برامج إذاعية، كتيبات، كوميكس وقصص مصورة و صور متحركة، ورشات عمل..
وتعمل هذه الوسائل على أن تقدم رسائل في المواضيع التي تهم الدولة السورية مثل: مبادئ المشاركة و المدنية وحقوق الإنسان و حقوق المرأة والعدالة الانتقالية، حقوق الأقليات و حماية الأقليات، المواطنة ومفاهيم الدستور، بناء و تهيئة هياكل المجتمع المدني و الحملات، الانتخابات الديمقراطية و تشكيل الأحزاب، مبادئ الشفافية والمحاسبة والعدالة".
ويرى أصحاب المشروع أن العمل المدني السلمي، هو ما يوصل إلى الدولة الحديثة بعيدا عن القتل والإقصاء، ولهذا فإن عملها للوصول إلى الدولة المنشودة يمر بإحداث جملة من التغييرات التي تعمل " دولتي" على إحداثها، ومنها:
- العمل على الانتقال من حالة القتل، الى الدولة/ التغيير المنشود، ومحاولة تقليص الميل للانتقام، والأخذ بالثأر لصالح المحاسبة والعدالة.
- ترويج القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة وأهمية الاختلاف.
- ترويج القيم المدنية و حكم القانون.
- تقوية التعاون و الحوار بين مختلف أطياف المجتمع المدني و مبادرات معارضته المختلفة.
- تبديد الشعور السائد بأن السوريين "لوحدهم"، و بأنّ الحلّ الوحيد هو التدخل العسكري و تطوير تكتيكات العصيان المدني وكفاح اللاعنف.
لتحقيق ذلك تعمل دولتي إضافة إلى نشاطها المذكور أعلاه على تنظيم ورشات عمل للناشطين بالتعاون مع منظمات أخرى، حول استراتيجيات اللاعنف، والوساطة في النزاع، وتطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي ضمن المجموعات، و استراتيجيات الحشد والتأييد و الاتصالات و القيادة و المراقبة و التواصل الاجتماعي، وتطويرا مهارات التواصل والتشبيك بين المجموعات المختلفة.
دولتي مشروع سوري طموح، يجمع بين التنظير والممارسة، حيث الفكرة تصقل بالعمل والممارسة، وحيث الدولة تبنى بسواعد أبنائها وبأفكارهم التي تحتك بالواقع لتأخذ الشكل الذي يناسبهم بعيدا عن أية قوالب جامدة أو جاهزة.
