مجموعة اطلاع من راسي


31 كانون الثاني 2013

سعيا للخروج من النمطية السائدة في الحراك المدني وتجاوز الأخطاء التي يقع بها منظموها في دمشق، تداعى مجموعة من الشباب السوري المؤمن بالحرية والعدالة إلى لقاءات وورش عمل استمرت ستة أشهر تخللتها نشاطات ومشاركات في تظاهرات ونقاشات جدية حول أخطاء الحراك، لتتولد رغبة فعل شيء مختلف عن السائد، فكانت مجموعة "اطلاع من راسي" التي ولدت في 26/7/2012،  سعيا للبحث في خصوصية الشعب السوري ووضع نشاطات وسياسات مدنية دون "إقصاء أي مكون"، وذلك عبر ابتكار أدوات نضال ومقاومة مبدعة تحقق فكرتهم هذه، و توصل رسالة إلى العالم عن "ثورتنا ولفت الانتباه إلى شبابنا المبدع وقدراته المتنوعة" كما يقول أحد الناشطين لموقعنا سيريا أنتولد syriauntold.

رغم أن نشاطات التجمع لم تختلف عما هو معروف في الحراك السلمي من تنظيم مظاهرات و توزيع منشورات وبخ ونشر أعلام استقلال ودعوة للعصيان المدني وحملات توعية "ثورية ودينية"، إلا أن نشطاء التجمع حرصوا دوما على أن "تمتاز نشاطاتنا بالإبداع والابتكار .. أن نترك بصمتنا الخاصة المميزة"، كما في اللافتات التي رفعوها في ليلة رأس السنة 2012-2013، حيث امتازت بعبارات ساخرة من المجتمع الدولي، منها "بابا نويل لا تجيب هدية معك .. خود منا الأخضر الإبراهيمي هدية إلك".

يسعى نشطاء التجمع لتحقيق أهدافهم من خلال الشعارات التي يكتبوها على لافتاتهم في التظاهرات، لتنقل تفاعل الشباب الثائر مع تطورات الوضع، حيث "يتم الاختيار أولاً بناءاً على الإبداع والابتكار في شكل الحراك، وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من المتابعة والحيز الإعلامي للفت الأنظار كنوع من التسويق الناجح للفكرة، ومن ثم يتم إدراج أهدافنا ورسالتنا التي نود طرحها لتتكامل الفكرة السليمة مع التقديم اللائق مما يكفل النجاح".

المجموعة التي تمتاز بمسحة إسلامية واضحة تظهر من خلال بعض اللافتات المرفوعة في تظاهراتهم والموجودة في صفحتهم وفي تقديمهم لأنفسهم بأنهم "شباب سوري مسلم" تود إيصال رسالة تقول بأن " ديننا لم يأتي لكبت الطاقات وقتل الإبداع وإخماد العقول وإلغاء الآخر بل يسخر كل هذه الطاقات والإبداعات بما يخدم الجميع وينهض بالمجتمع ككل".

أحد أبرز الأهداف التي تسعى المجموعة لتحقيقها، تتمثل بـ " إعادة التوازن في التغطية الإعلامية للحراك المدني، بعد أن شهدت المرحلة الأخيرة انزياحاً نحو العمل العسكري والعمل السياسي"، إضافة إلى "رفع معنويات الثوار، وتوحيد صفوف الثوار، وتصعيد الحراك الثوري والارتقاء به بالتعاون مع الآخرين، والسعي للوصول بالحراك السلمي إلى العصيان المدني الشامل ونشر الوعي".

تغيير التاريخ

تموّل المجموعة نشاطاتها من " المال الخاص للمشاركين في النشاط دون أي قرش من أي جهة"، لأن "الفكرة المبدعة كانت تحمّس الجميع للمشاركة والمساهمة كل حسب استطاعته بكل محبة وطواعية ، وعدم وجود تمويل جعل قرارنا مستقلاً ورؤيتنا خاصةً فينا".

رغم أن غياب التمويل انعكس سلبا على حجم النشاطات والتغطية الإعلامية التي يقومون بها، إلا أن "قوة النشاط والشكل المبدع الذي يظهر به والرسالة التي نريد إيصالها كانوا كفيلين بتعويض ذلك" وفق قولهم.

تتعاون المجموعة في سبيل إنجاز أنشطتها مع "مجموعات ثورية أخرى ضمن إطار المشروع الواحد، حتى في حال كفاية العدد واكتمال الموارد كنا نسعى لإشراك الآخرين في إنجازاتنا، ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال صفحتنا فنحن أبناء ثورة واحدة وهدفنا واحد"حيث تتحدد طبيعة المجموعات المساعدة حسب نوعية النشاط المنوي تنفيذه ومكانه وطبيعته ومستلزماته، فمثلا تتعاون المجموعة مع "تنسيقية الميدان" لإنجاح مظاهرة في الميدان ومع ناشطين إعلاميين مثل "عدسة شاب دمشقي" لتغطية الحدث".

رغم صعوبة العمل في الوقت الحالي بسبب العوائق الأمنية الكثيرة إلا أن المجموعة تطمح لأن "يستمر نشاطنا إلى ما بعد سقوط النظام" حيث يصل السوريون "إلى مجتمع سوري يسوده العدل وحرية الاعتقاد والتفكير يستطيع الجميع فيه نشر مبادئهم ورسالتهم".

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد