لأنَّ يداً واحدةً لا تنجِزُ الكثير، وفكرة واحدةً لن تسقط الطغيان، اجتمعت عدةُ مجموعاتٍ تحت مُسمَّى "أيَّام الحرية"، للسير في طريق التغيير السلمي والكفاح المدني، ولبناء سوريا خالية من الاستبداد و لجميع السوريين.

 استطاع موقعنا سيرياأنتولد syriauntold  التواصل مع أحد الأعضاء المؤسسين في المجموعة، حيثُ عرَّف بالمجموعة قائلاً " تأسست أيام الحرية يوم 27 / 9 / 2011، وذلك انطلاقاً من ضرورة توحيد جهود المجموعات المؤمنة بمبدأ المقاومة المدنية، وقد عملت أيام الحرية على ضم العديد من القوى الفاعلة على الأرض، والمؤمنة بالقاسم المشترك البسيط الآتي: إسقاط نظام الحكم الاستبدادي بوسائل تسعى للتقليل من الضحايا والخسائر سواء البشرية أو البنية التحتية أو مؤسسات البلد، وتؤكد بنفس الوقت على حفظ السلم الأهلي، وذلك للوصول إلى سوريا تحترم فيها الحريات وتصان فيها كرامة الإنسان،  ويتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات".

وحول أوَّل النشاطات التي قامت بها المجموعة يقول الناشط لموقعنا " بدأت نشاطات أيام الحرية بشكل رزنامة الحرية، وذلكَ بهدف تنظيم فعاليات المجموعات المشاركة بأعمال سلمية متنوعة.

أوَّل الأعمال الميدانية التي انطلقت بالرزنامة، كانت صبغ البحرات في ساحات رئيسية في مدينة دمشق باللون الأحمر تعبيراً عن الحزن على الشهداء.

وأول الأعمال التوعوية كانت شخابيط ثورية، وهي سلسلة فيديوهات تطرح رؤية وأفكار أيام الحرية (بالتعاون مع الحراك السلمي السوري (بشكل سهل ومبسط لضمان وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة.

و عن سؤال موقعنا عن أهم النشاطات التي قامت بها المجموعة، يجيبنا الناشط قائلاً " نعتبر نحن في المجموعة أن أهم الاعمال التي دعونا إليها كان " إضراب الكرامة " الذي انطلق يوم الاحد 11 كانون الاول 2011 والذي دعا إلى إضراب مختلف القطاعات التجارية والجامعات، وتتالت الدعوات إلى إضراب العاصمتين يومي السبت والاحد 7-8 -2012 ، والدعوة لإضراب العزة السبت والأحد 1 -2 كانون الاول 2012".

وحول التنسيق مع مجموعات وتنظيمات مدنية أخرى يقول الناشط:" التنسيق مع المجموعات والتنسيقيات هو أساس عمل أيام الحرية والتي ضمت في البداية مجموعات من مختلف المحافظات على سبيل المثال لا الحصر : تنسيقية برزة البلد / كبريت / حركة وعي / كش ملك / حركة نحل الساحل / تجمع أحرار طرطوس /  تجمع بنات الشام / تجمع احرار القابون / تجمع نبض للشباب المدني السوري / دولتي".

وحول أهم العوائق التي تقف في سير عمل المجموعة يجيب الناشط لموقعنا "العوائق كثيرة  ومن عدة نواحي، أهمها العوائق الإعلامية حيت يتم التركيز الدائم على العمل المسلح وحصر الثورة بهذا الشق منها فقط، بالإضافة إلى تشديد الأمن وكثرة الحواجز وتقطيع المدن، الأمر الذي ينهك أي عمل سلمي محتمل، علماً أنّه الاعتقالات الواسعة للناشطين واستشهاد العديد منهم أيضاً، أدّى إلى تراجع العمل الميداني كما أن بعضهم توجَّه للعمل المسلح بسبب اختلاف الظروف والأوضاع التي تسير بشكل غير معلوم النتيجة".

وعن أجمل اللحظات التي مرّت بها المجموعة خلال الثورة يجيب الناشط لموقعنا: "من الأوقات الجميلة التي جمعتنا بفرح في أيام الحرية، حين تم نجاح الإضراب بعد مجزرة الحولة، وشهدنا ثمرة إصرارنا على مبدأ الإضراب، وكذلك حين أضربت حماه ودرعا بالكامل تجاوباً مع إضراب العزة ، والأكثر بقاءً في ذاكرتنا هو تكتيك صبغ البحرات باللون الأحمر، هو حقّاً أمرٌ  لا ينسى بالنسبة لنا".

أمّا عن أكثر اللحظات حزناً في تاريخ عمل المجموعة فيقول الناشط "ينتابنا الحزن الشديد حين نسمع نبأ اعتقال أحد أفراد المجموعة، أو استشهاده كما حدث معنا عند استشهاد العزيز " مصطفى كرمان " من مجموعة "كش ملك"، واستشهاد العزيز " محمد قريطم " من تنسيقية داريا، بالإضافة إلى الشعور العام بالحيرة أمام فوضى السلاح الحالية وصوت الرصاص الذي ضيّع قيم الثورة الأولى.

وعن آخر كلمة تريد مجموعة أيام الحرية لموقعنا ينهي الناشط كلامه قائلاً" بالرغم من كل ما يجري ونسمع ونرى يومياً من تجاوزات أصبحت تصدر عن جميع الاطراف وليس النظام فقط ما زلنا نؤمن أن ما جمعنا بداية ما زلنا محافظين عليه وستبقى مطالبنا هي الحرية والعدالة والكرامة لكل السوريين  .. قد يطول الزمن إلا أن عملنا لن يقتصر على المرحلة الحالية بل علينا العمل على البناء بدءا من اليوم إن أردنا أن يرى أولادنا سوريا كما حلمنا نحن بها".

مجموعة "أيام الحرية" من المجموعات التي نشأت على هامش الحراك الاحتجاجي في سوريا، وهي التي تأكد بأنَّ العمل المدني، والكفاح السلمي هو وحده القادر على انتزاع الحقوق وبناء الإنسان.