قد يعلو صوت السلاح على صوت السلم لفترة، ولكن بالعمل السلمي والإبداعي وبالإيمان الحقيقي بالكرامة الإنسانية المتأصلة في الجميع سينتصر صوت السلام على صوت الحرب. مشروع "صوتيّة.. والصوت بيوصل". هو مشروع شبابي إبداعي يأتي ضمن إطار الرؤية السابقة. فريق من ثلاثة شباب، صبية وشابان أطلقوا هذا المشروع الذي يعتمد الكلمة والصوت وسيلةً لإعلاء الصوت المعبر عن قيمة الإنسان بعيداً عن الأقنعة الايديولوجية والانتماءات السياسية.
يعمل فريق مشروع "صوتيّة.. والصوت بيوصل" على إنتاج أفلام قصيرة ضمن الموارد المادية القليلة المتوافرة لديهم. أسلوبهم في هذه الأفلام يعتمد على البساطة الشديدة ومقاربة تفاصيل انسانية من حياة أشخاص تأثروا بأحداث الصراع السوري بطريقة أو بأخرى. أنتج الفريق الكثير من الصوتيات ضمن حملة "أنا مشروع الحياة" ومشروع "لشو التغيير"، إضافة لتعاونهم مع العديد من الحملات كحملة "شعب واحد مصير واحد" وحملة المعتقلين "لست مجرد رقم".
لغة القصص المقدمة في مشروع "صوتيّة.. والصوت بيوصل" هي لغة عالمية، لغة الألم الإنساني في الصراعات المسلحة والأمل بانتصار مشروع الحياة على مشروع الموت حتى وإن كان في هيئة شهادة. لذا فالقصص مستوحاة من الواقع وبعيدة عن أي خطاب سياسي أو إيديلوجي ومقدمة بخطاب ولغة تمثل الإنسان السوري البسيط. تترافق كل "صوتية" مع أغاني مؤثرة إما جديدة ومنتجة خصيصاُ للصوتية أو قديمة ولكن تُعبّر عن القصة المقدمة .
ففي فيديو "صوتية رقم 02 / أنا مشروع حياة" حكاية طفلة تتكلم مع طفلة أخرى، عن تفاصيل يومها في المدرسة والبيت، لنكتشف في نهاية الفيديو أن الطفلتان أختان، إحداهما الشهيدة رهف عبد الجليل بطيخ -الفيديو مهداة لذكراها- التي استشهدت برصاص قناص على شباك منزلها.
قصة أخرى بعنوان "طابة بالحارة...- صوتية رقم 08 / أنا مشروع حياة"، تروي قصة الطفل حسام (١٣ سنة) الذي نزح مع أهله إلى تركيا. طابة بالحارة عبارة عن ذكريات طفل عن لحظات أثناء النزاع في مدينته عندما اختفت الحواجز بين العساكر (الذي لايكبرونه بكثير) وبين حسام وزملائه ليلعب الجميع "طابة بالحارة".
أما قصة "كرافة صفرا...- صوتية رقم 07 / أنا مشروع حياة" فهي قصة الطبيب المغترب السوري في أوروبا "سهيل" الذي يتحمس للمشاركة بالمظاهرات فيترك بلاد الغربة ويعود لسوريا. كرافة صفرا هي الذكرى التي تبقت من نبل نوايا سهيل الذي لم يستطع الهرب من رصاص العسكر الذي حاول قمع المظاهرة، لأن سهيل اختار أن ينقذ طفل مصاب في الشارع.
"صوتية ... والصوت بيوصل" مشروع يحتاج لأن يسمع به كل سوري وسورية. هو الصوت الذي يجمع ولا يفرق، هو الصوت الذي من الممكن في المستقبل أن يعيد اعمار سوريا وأن يعيد لم شمل السوريين والسوريات جميعاً حول جوهر وجودنا الإنساني في الكرامة والعيش المشترك.