جامعة الثورة هو الإسم المتعارف عليه بين الناشطين لجامعة حلب منذ ُ أن شهدت الأخيرة ظاهرة ثوريّة مميزة بين جامعات سوريا فعندما كانت حلب المحافظه صامتة، كانت جامعة حلب تشهد ُ نشاطات و اعتصامات و غيرها من الحملات الداعمة للثورة مما جعلها علما ً في الثورة و مخرزا ً في عين كارهي الثورة.
تعرّضت جامعة حلب الإثنين بتاريخ 15 كانون الثاني 2013، لقصف ٍ بالطيران، نسبة ً لنشطاء، استهدف َ كليّة الهندسة المعماريّة و التي راح ضحيته ُ حوالي الـ ٦٤ شهيدا ً و عدد كبير من المصابين. هذا ما جعل َ جامعة حلب في مقدّمة نشرات الأخبار و مواقع التواصل الإجتماعيّ.
و عبّر بعض الناشطين على التويتر عن استيائهم لاستهداف الجامعة بوسائل عدّة. البعض استخدم َ عبارات يوميّة من الشارع السوري كـ ضربونا بالامتحان، و المستخدمة للدلالة على صعوبة الإمتحان و وجود اسئلة تعجيزية عادة ً، و التي تغيّر معناها لتحمل المعنى الحرفي للضرب.
البعض الآخر كان يتخيّل كيف َ أمضى الشهداء ليلتهم الأخيرة قبل الإمتحان. ربما أمضى البعض ليلته يدرس، و الآخر يعد أصدقائه بأنه سيعزمهم إن رفّع المادة و نجح فيها على عادة السوريين الذين ما أن حققوا شيئا ً يتمنونه حتّى رغبوا بمشاركة فرحهم عن طريق العزائم.
فئة أخرى و التي تكتب ُ من خارج سوريا ألقت الضوء في مداخلاتها على مدى المفارقة بين َ أن يتقدّم الطالب السوري للإمتحان في سوريا و خارجها. بلهجة ٍ لا تخلو من الحزن و الشعور بالتفوّق الغير عادل في الحياة اليوميّة و أصغر تفاصيلها، فهذه التفاصيل الصغيرة جدّا ً، كالوقوف أمام َ مخبز ٍ لشراء الخبز أو الذهاب صباحا ً لتقديم الإمتحان في جامعة، هذه التفاصيل هي مصدر موت ٍ للسوريين في المدن الثائرة.
و من جانب ٍ آخر فقد قام َ البعض بترتيب مظاهرة ألكترونيّة على التوتير للتنديد بالقصف الذي تعرضت له ُ الجامعة في أوّل أيّام الإمتحان. الجدير بالذكر أنّ هذه المظاهرة تحوّلت فيما بعد مظاهرة على أرض الواقع أخذت الجامعة نفسها مكانا ً لها.
أمـّا الفئة المهتمّة بالفن فقد عبّرت و شاركت بعض الصور الفنيّة و الرسومات الثورية التي بدأت من كفرنبل و عبرت نحو َ عدد آخر من الصور الكرتونيّة و البوسترات الثورية المعبّرة عن وضع جامعة حلب التي كانت، و ستبقى، معروفة ً بإسم جامعة الثورة.
بعض الشخصيات السياسية و الفكرية شاركت أيضا ً في النقاش الذي انتشر َ في المواقع الإجتماعيّة حول َ من يقف ُ خلف الفعلة الشنيعة لقصف ِ جامعة ٍ فيها طلّاب علم ٍ و نازحين. عبّر البعض عن أنها فعلة قامت بها طائرات النظام بقصف الجامعة من الجو و ذلك بشهادة شهود ٍ من مكان الحادثة، و إعتبر َ البعض أنها سيارة مفخخة زرعها الإرهابيين، ثمّ تغيّرت أقوال الأخيريين لتقول بأنها لم تكن سيارة مفخخة لكنّ الطيّار انشق، ثمّ عادت فتغيّرت مجددا ً، مما جعل َ هذا حوارا ً مفتوحا ً على التويتر .
أختصر صبحي حديدي،الناقد و المترجم المعروف، هذا الحوار بأن كتب َ على التويتر الخاص به بأنّ الحقائق كلها ستكشف قريبا ًو أنّ الطيار الذي قصف جامعة حلب لا يختلف ُ عن ذاك الذي قصف َ الأفران و محطات الوقود، مشيرا ً إلى حوادث سابقة كانت قد سجلت مجازر سابقة موقعة بإسم النظام السوري.
أمـّا عن بعض المشاركين من طلاب الجامعة فقد كتبوا أفكارهم تحت الهاشتاغ الخاص بجامعة حلب و أعلنوا إضرابهم عن المشاركه في الإمتحانات خوفاً من تكرار المجزرة بهم كما حلّ بأصدقائهم.
من جانب ٍ آخر فقد قام َ الطلاب اليوم، ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٣، بالذهاب إلى الكليّة و القيام بتنظيفها نظرا ً لأنّ أحدا ً لم يقم بتنظيف الدمار و الزجاج المتناثر حتّى قام َ الطلاب أنفسهم بذلك.
و أخيرا ً تبقى صور الشهداء و قصصهم تتناقل ُ على الإنترنت و المواقع الإجتماعيّة لتصدم َ كلّ يوم ٍ بقصّة مؤثرة أكثر عن إسم ٍ يصبح ُ قضيّة ً بعد أن لم يكن أكثر َ من إسم ٍ مساء اليوم السابق. و تزداد القائمة و تكبر يوما ً بعد يوم و يبقى أولئك الذين َ رفعوا أياديهم معلنين تأيدهم للثورة في جامعة حلب أصبحوا أشلائا ً من فتات عمليّة إستهدفت مركز الثورة السلميّة في حلب، جامعة الثورة.