أحمد الخانجي، وهو مهندس، يسكن في منطقة أبو رمانة الراقية في دمشق، ولديه عمله الخاص وسيارته الحديثة... كان أحمد يخرج إلى دمشق القديمة ويكتب عبارات ضد النظام على الجدران، وفي إحدى الليالي وبينما كان (يبخّ) عباراته في المنطقة وإذ ببعض الأهالي يلمحونه فيطاردونه بين الحارات، وفجأة يفتح له أحدهم الباب ويدعوه للدخول، وعندما يفعل يقوم هذا بإغلاق الباب عليه ثم إحضار الشرطة لتعتقله، كان أحمد متألماً جداً... ليس من الاعتقال بحد ذاته، بل ممن سلّمه للشرطة وقد دخل إلى بيته آمناً.... قصة أحمد لم تنته هنا، فبعد أن قبضت الشرطة عليه وضعوا الأصفاد في رجليه واقتادوه بشكل مهين ليدلّهم على الأماكن التي كتب فيها عباراته ليدهنوا فوقها ويخفوها قبل أن يطلع الصباح ويراها الناس، خلال ذلك كان أهالي المنطقة (دمشق القديمة) يلاحقونه بالشتيمة والسباب ويطلبون من الشرطة بأن تسلمهم إياه لعشر دقائق فقط كي(يعملوا فيه الواجب) كان أحمد يتحدّث عن هذه اللحظات والدمع يكاد ينفر في عينيه المتورمتين، ولم يكتفوا بذلك، بل بعدما دلّ الشرطة على مكان ركون سيارته قام الأهالي بتحطيمها وتكسيرها أمام عينيه ولم تفعل الشرطة شيئاً...وبعد قضاءه 40يوماً في الحبس افرجت عنه السلطات ويحاكم بعدة تهم وهو طليق منها "اثارة النعرات الطائفية" و"النيل من هيبة الدولة"...