نكت وطرائف الثورة السورية 2011


02 آذار 2013

مع بداية الانتفاضة السورية ظهرت العديد من الصفحات التي اعتمدت النكتة كوسيلة لتحطيم سطوة الخوف الذي فرضه الاستبداد، لكنّ بعض الصفحات عكست ابتعاداً تدريجياً عن أهداف الانتفاضة في وطن حرٍ يسود فيه القانون والعدالة وذلك بالتزامن مع تزايد عنف النظام من جهة، وانتقال الانتفاضة من حراكٍ سلمي إلى حراكٍ مسلح.

ومن هذه الصفحات صفحة " نكت وطرائف الثورة السورية 2011"، التي زاد عدد معجبيها عن 37 ألفاً، وهي صفحة تنال دعماً من إحدى المنظمات غير الحكومية، حسب زعم الصفحة، ورغم أنها حددت هدف المجموعة بـ" رسم الابتسام في عيون أطفال سوريا، والتخفيف عن إخوتنا في سوريا من ضيق ما يشاهدونه من قتلى وجرحى وتآمر على الشعب السوري"، إلا أنّ الصفحة تلعب دوراً سلبياً في الانتفاضة ولاتتناسب أبداً مع شريحة الأطفال بل تمثّل تشويهاً للطفولة، فقد تحوّلت إلى منبرٍ إخباريٍ يقدّم نكتاً أبعد ما تكون عن كونها "ترسم الابتسامة" بقدر ما تحرّض على العنف والكراهية والانتقام والقتال الطائفي. ويمكن متابعة هذا التحوّل الجذري زمنياً من خلال نوعية النكت التي تراجعت لحساب الأخبار وفيديوهات العمليات العسكرية، ففي العام الأول من الانتفاضة وتحديداً في شهر آب، نشرت الصفحة إحدى النكت التي اشتهرت آنذاك وهي أنّ :

"الأمن أوقف واحد حمصي، وقال له: ولاه انت كنت بالمظاهرة؟؟؟

 قال الحمصي: لالالا أبداً....

 قال له رجل الأمن: غني لشوف صوتك مبحوح والا لأ.

فغنّى الحمصي: يا درعا حنا معاكي للموت ...".

 وفي الشهر نفسه من العام 2011، وفي انتقادٍ للتزييف الذي اتبعته وسائل الإعلام الحكومية في تغطية الاحتجاجات ضد نظام الأسد، نشرت النكتة التالية: "في ولد سأل أبوه بابا هلق يلي بيكذب بيروح ع النار صح؟

قلو أبوه لاء يا بابا يباخدوه عالفضائية السورية".

 أما في شهر يوليو/تموز من العام 2013، فأصبحت حتى النكت، رغم ندرتها، ذات طابع أصولي إسلامي، كالنكتة التالية:

"أجنبي يسأل سوري: لماذا لا تصافحون النساء؟!

فقال له السوري: عندكم في بريطانيا هل يصافح أحد الملكة؟!

فقال الأجنبي: لا

فقال السوري: وهكذا عنا كل الفتيات السوريات ملكات

فقال الأجنبي: Slow down

الترجمة " خف علينا " "

كما أصبحت شعارات الصفحة أكثر تطرفاً كشعار "نحن جندك يا أسامة ... نحن طلّاب الشهادة"، ولاتبتعد الصور التي تنشرها الصفحة عن هذا الانقلاب كصورة الغلاف الخلفية التي تضعها صفحة وهي تمثّل صورة شابٍ يمسك بتلابيب شابٍ مؤيد يرتدي قميصاً عليه العلم الرسمي للبلاد وكتب على كم قميصه الأيمن "ثوريا الأثد" في إشارةٍ ساخرة إلى لثغ الرئيس السوري في حرف السين، أما الشاب الثوري فيرتدي قميصاً عليه العلم الذي تمّ تبنيه في الثورة ويضع على رأسه عصبة سوداء كتب عليها الشهادة الإسلامية، وهي تمثّل الفصائل المسلحة الإسلامية على وجه التحديد، وتتصدر الصورة عبارة تعكس كلمات الشاب "الثائر" مهدّداً "إي نعم ..هي الحرية اللي بدنا ياها..!" في ردٍّ على المشهد الشهير الذي انتشر في بدايات الانتفاضة السورية والتي أظهرت أحد عناصر الأمن يدوس بقدميه على أشخاصٍ ممددّين على الأرض هازئاً بهم "هي هيّ الحرية اللي بدكن ياها".

تشكل هذه الصفحة وسواها انتكاسةً في العمل المدني وإساءةً لاستخدام الإبداع والفن والمصداقية وتبتعد تماماً عن أهداف والتطلعات التي أنشدها السوريون عير تضحياتهم الكبيرة.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد