مخيّم الزعتري هو أحد المخيمات الخاصة باللاجئين السوريين في المملكة الأردنيّة الهاشميّة. يقع الزعتري حوالي ٢٠ كم شرق مدينة المفرق شمال شرق الأردن و هو تابع جغرافيّا ً لمحافظه المفرق. نسبة لإحصائات اليونيسيف فإنّ الزعتري يضمّ اليوم حوالي ٦٥ ألف لاجئ سوري، أيّ ما يعادل حوالي ٢٢٪ من إجمالي عدد اللاجئيين السوريين في المملكة الهاشميّة. اشتهر مخيّم الزعتري منذ ُ تأسيسه بسوء السمعة و سوء أحوال اللاجئين على الرغم من الدعم المادي الذي تقوم الدول و الأفراد بالتبرّع به لدعم المخيّم، ففي أواخر الصيف الماضي انتشرت صور لأطفال ٍ يغطيها الذباب و الحرّ بشكل ٍ مقلق و مخيف و ها هي صور البرد و الموت تعود في الشتاء.
ما أعاد فتح قضيّة مخيّم الزعتري و سلّط الضوء عليها و جعلها تتقدّم على الكثير من المواضيع الأخرى هو الأوضاع الغير مؤهلة للعيش التي وصلت إليها الأحوال في الزعتري على إثر الأحوال الجويّة العاصفة التي عمّت المنطقة.
و ما زاد َ من الحاجة لتسليط الضوء على هذه الأوضاع السيئة هو عدد من حالات الوفيات التي بدأت تنتشر في المخيّم نتيجة لسوء الأوضاع و عدم تقديم أيّ مساعدات أو تسهيلات فعلية من الحكومة الأردنيّة لدعم اللاجئين في مخيمات تفتقد حتّى لوسائل التدفئة و الصرف الصحي. إحدى هذه الحالات التي ذاع سيطها هي قصّة خالد الحريري، خالد الذي كان َ يعاني من أمراض تفاقمت نتيجة حياته في المخيّم السيئة و أدّت، مع موجة البرد الأخيرة و ازدياد سوء الأوضاع مع العواصف، إلى وفاته.
https://www.youtube.com/watch?v=mpf2h5JlDe0
هذا ما دفع َ العديد من الناشطين الأردنيين و العرب إلى محاولة إطلاق عدد من الحملات للتضامن أحيانا ً و للمساعده الماديّة أو العينيّة في أحيان أخرى.
و من جانب ٍ آخر فقد بدأ الحديث عن هذا الأمر يثير ُ ملفّات الفساد في الأردن مما قد يصعّد من وتيرة الإحتجاجات التي كانت تشهدها الأردن بشكل ٍ غير مستمرّ.
و كنتيجة للضجّة التي أثيرت حول َ هذا الموضوع على المواقع الإجتماعيّة ،و التوتير بشكل ٍ خاص، فقد بدأ العمل اليوم على حملة تحت مسمى #حملة_بدلها_بكرافان و التي تهدف إلى استبدال الخيم ،التي أصبح َ يطلع عليها مسمى خيم الموت لعجزها التام عن تأمين أدنى متطلبات الحياة، بكرفانات مؤهلة للسكن. طالبت الحملة بتأمين كرفانة لكلّ عائلة. أمـّا حاليا ً و نسبة ً لما تقوله الحملة على التويتر فقد تمّ تأمين ٤٠٠ كرفانة حتّى الآن بإنتظار أن يكتمل العدد.
و يبقى حال السوريين في المخيّم مجهولا ً حتّى يتمّ تأمين الكرفانات الموعودة كخطوة أولى و علّها لا تكون الأخيرة من قبل كلّ من الناشطين الأردنيين و الحكومة الأردنيّة على حدّ سواء.